في حقيقة الأمر لم يكن في حسباني أن أتناول بالتعليق الرسالة التي توجه بها السيد سليم الرياحي إلى الاتحاد العام التونسي للشغل ومفادها التحذير من عواقب الإضرابات وتداعياتها على الاقتصاد الوطني, فقد سبق أن أفصح الاتحاد عن موقفه وهو يتلخّص في كلمتين «إن الموضوع لا يستحق الرّذ أصلا».. فعلا الموضوع لا يستحق أيّ اهتمام لأسباب معلومة نوجزها في النقاط التالية: -1) مع احترامنا لشخص السيد سليم ألرياحي فإننا نتساءل كما يتساءل عموم التونسيين من هو هذا الرجل وما رصيده السياسي وما هو وزنه ومن هو أصلا ليتطاول على أعرق منظمة اجتماعية في البلاد؟ -2) السيد سليم الرياحي كان إنسانا نكرة لا يعرفه لا أهل السياسة ولا أهل ولا أهل الرياضة وفجأة نفخ النّافخون في صورته فجعلوا منه إسما متداولا, فصار يعرف بصفته رئيسا لحزب «توّة» ثم رئيسا لأحد أعرق الأندية الرياضية ألا وهو النادي الإفريقي. فما كان منه إلا أن زاد كرة القدم التونسية تلوّثا على تلوّث بأن زاد في تكريس عقلية التمعّش في وقت تحتاج فيه الرياضة التونسية إلى من يعيد إليها الاعتبار الرياضي والذود عن الراية قبل الاعتبارات المادية المصلحية. -3) السيد سليم الرياحي الذي تحوم حوله الكثير من الشبهات ولسنا هنا بصدد اختلاق أيّ شيْ من عندنا, وإنما نسوق ما تداولته المواقع الاجتماعية حول مصادر ثروة الرجل وعلاقته بنظام العقيد القذافي في السابق وما إلى ذلك من المعلومات التي يعرفها العام والخاص. -4) من حقّ السيد سليم ألرياحي أن يحيط نفسه بهالة إعلامية خاصة وقد تمكن من تجنيد بعض الرموز المحسوبة على النخبة السياسية والفكرية لتلميع صورته وهذا من حقّه خدمة لطموحاته ولكل مواطن طموحاته, وهو ما لا يمكن أن ننفيه عن أيّ مواطن لكن... لكن ليس من حق السيد سليم الرياحي أن يسمح لنفسه بتقديم الدروس الوطنية والغيرة على الاقتصاد الوطني, فهذا ابتزاز سياسوي واضح ومفضوح, و من كان من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة؟..