معطيات جديدة بخصوص منتحل صفة صفة مسؤول حكومي: الاحتفاظ بكاهية مدير بالقصرين    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    رابطة الهواة لكرة القدم (المستوى 1) (الجولة 7 إيابا) قصور الساف وبوشمة يواصلان الهروب    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    المسرحيون يودعون انور الشعافي    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العولمة ظلال وانوار
نشر في الشعب يوم 16 - 02 - 2008

خلافا للرأي الشائع، العولمة ليست وليدة الفكر السياسي الغربي بل هي وليدة الفكر السياسي الجنوبي. الحدث التاريخي الهام الذي اسس لتوحيد الفكر الجنوبي وساهم في اتخاذ موقف قيمي يترجم اختياراته انتهاج سياسة الحوار هو الحضر البترولي العربي سنة 1973 «Embargo PétrolierArabe» وارتفاع اسعار المواد الاولية والتكنولوجيا ومشكل التداين ومسيرة النمو الاجتماعي بخطوات متعثرة.... واعتبارا بان مظهر الفقر المتكاثر في بلدان الجنوب يفضي بهم الى التوتر الاجتماعي ويدعوهم الى الاصلاحات الجوهرية في كل المجالات والتي من دونها لا يمكن ان يتيسر اي تقدم لأي بلد منهم فكان من نتائج هذا التبصر التحرك التجمعي برأي موحد للمبادرة بالحوار مع بلدان الشمال حول المطالبة بإرساء نظام عالمي جديد متوازن ومتضامن تتوفر فيه مقومات التنمية وتتساوى فيه الحظوظ للاندماج الفاعل في مواكبة التطورات الاقتصادية العالمية.
الحوار تواصل من 1973 الي 1985 ثم دخل مرحلة اعدادي تحت اشراف منظمة الامم المتحدة للتجارة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية «La cnused» من 1986 الى 1994 سنة ولادة العولمة بعنوان
«Actes de Carthagéne»
مرسوم قرطاجان.
اطراف تهيئة مشروع العولمة
الحكومات والمنظمات الحكومية
« منذ بدء هذا العمل الميداني كان من المتوقع ان يعلو صوت المنظمات غير الحكومية التي تولي اهتماماتها بحماية البيئة «
و خاصة بتمثيل المجتمع المدني العالمي كطرف فاعل في النظام الهيكلي الاممي للاسهام في ارساء استراتيجية العولمة على ركائزها الاساسية البيئة. في هذا المجال الصفة التمثيلية محفوظة اصليا الى الحكومات ومنظماتها الرسمية ولا يسمح لهذه المنظمات ان تؤدي دور ممثل المجتمعات المدنية العالمية. ملاحظة، في البدء منظمة الامم المتحدة موضوعيا وديمقراطيا لا تمثل الشعوب وهذا الموضوع فوق بساط الجدل الى اليوم ولكن في ما يتعلق بمشكلة
les DNG اولا ان هذه المنظمات غير الحكومية قفزت بمنتهى السرعة للتمرد تحت مظلة حماية البيئة وأذكت الاحقاد التي برزت خلال انتفاضات غضب جمعت نخبا فكرية وقواعد جماهيرية ضيقة تصرفت عن اقتناع في اتجاه معاكس لطموحات الشعوب النامية مقيدة بعقلية تنظر من اعلى الى اسفل سعيا الى تغيير الحسنات بالسيئات والخير بالشر.
ثانيا ان فكرة البيئة نشأت خلال الحضر البترولي العربي سنة1973 اي اول تصادم بترولي
«le premier choc pétrolier» تحت شعار «العالم العربي محور الشر» والقيام بهجوم عنيف على العالم العربي اي استوحى منهجية الولصونيزم احد ابرز الظواهر التي لا ينبغي اخفاؤها ونسيانها والدليل على ذلك ان الولصونيزم صنف بعلوية صوته النخب النامية في رتبة اسفل السلم البشري وراء الروح الحيواني. ومن العجب ان هذا المنهج عرض بمظهر حجة مقنعة تدل على ان هذه النخب ليست الا بئر نازحة بلا حياة العاجلة منها والآجلة وهي عرقلة سير كل متضلع في انتاج البدائل للمواد الاولية والتكنولوجيا اساس النجاح النخبوي في تحقيق الرفاهية واشاعتها في معظم طبقات المجتمع وبلهجة القائد في هذا التمشي، يدعو الشعوب الغربية الى فرض شرط اجباري على النظام السياسي لاقامة علاقة سيد قوي مع بلدان النخب المتخلفة. ولا شك ان في نظرية القيم الولصونية لوحة التصويب وهي النخب المتخلفة.
حدث ذلك بين مختلف الاتجاهات في الولايات المتحدة الامريكية خلال ندوات وجدل بعنوان (1) الكثافة الفكرية ومقصورية الضمير (2) الثقافة والطبيعة
في هذا السياق فإن طيار حماية البيئة شغله الشاغل يرتكز على استبطان ثقافة خطر النمو الديمغرافي الجنوبي على الذخيرة البترولية والتلوث البيئي بعد ذلك في ذهن المواطن الغربي سعيا الى كسب الدعم الضروري لمواصلة المسيرة بتنويع اشكال التحرك واستقطاب الفئات الشبابيةالتي تدين بالمشهد الاممي.
دور الشركات العالمية في بناء العولمة
الشركات العالمية أدت دورا حاسما ساهم في تركيز العولمة على قانون حماية الملكية الفكرية قصد دفع نسق مسيرة نقل التكنولوجيا الى العالم الثالث اي عالم الكفاءات المتخلفة واصلاح منظومة التعليم العالي ومنظومة التكوين المهني وارتفاع اجور اليد العاملة في بلدان الجنوب اي العدالة الاجتماعية. الخلافات القائمة بين النقابات والشركات العالمية داخل المنظمة العالمية للشغل وخارجها لا يمكن حلها الا بالاتفاق مع الطرف الحكومي.
في الولايات المتحدة الامريكية خلال الثمانينيات من القرن الماضي وقع اتفاق بين النقابات والشركات الكبرى على اسهام النقابيين في تسيير المؤسسات وانجاز المشاريع الجديدة للتوسع التكنولوجي والاقتصادي لفض الخلاف الداخلي بين الطرف النقابي والمسؤولين عن نظام المراتب حول ارساء استراتيجية الاسهام وقع اللجوء الى اكبر الاساتذة الجامعيين اي المنارة العلمية البارزة (طرف محايد) في كل مقاطعة لتلك المؤسسات ودخلت هذه الاستراتيجية حيز التنفيذ لكنها وقعت في الافلاس وهذا يعني ان استراتيجية الافلاس هي التي حكمت بالاعدام على ما وصلت اليه النقابات في مجال نشر ثقافة اسهام اليد العاملة في تسيير المؤسسات وانجازاتها الجديدة في تلك المرحلة
ولا شك ان المؤسسات العالمية تسعى الى التوسع باحداث المؤسسات الجديدة واستقطاب الكفاءات واليد العاملة حسب شروط الانتصاب والتشريعات الجاري بها العمل في ضبط سلم القيم المادية واللامادية في مختلف البلدان. سر النجاح في هذا الاتجاه يكمن في انتهاج استراتيجية الاستنباط والاضافة والتركيز على مصالحها القارة وسياستها المتحركة بانسجام مع سياسات الحكو مات القائمة. مع العلم أن استغلال اليد بمفهوم الشركات العالمية لا يعمر طويلا وهذا لا يعني ان استراتيجية انتصابها في البلدان السائرة في طريق النمو تخلو من استغلال اليد العامل.
وباتجاه تحمل المسؤولية للشركات العالمية يمكن القول إن النقد الموجه لها مقبول لان الاطراف متعودون على ذلك وهم على اقتناع تام بأن قضية الاستغلال تعوق الاتجاه نحو التوازن الاجتماعي والاقتصادي وفي هذا الشأن فإن النقد الملون باسلوب منظمات حماية البيئة في البلدان الغربية غير مقبول لان هذه المنظمات استنبطت جميع الحيل لذر الرماد على عيوننا لكي لا نرى الحقيقة كما هي على أرض الواقع لتجنب التشويه والغش الاعلامي، وتعديل المفاهيم امر ضروري لبلوغ الاهداف ويجب ان نتحلى بالموضوعية والدراية بالاحداث مع توخي الحذر في استقاء المعلومة وفي هذا الشأن يبدو لي ان جوهر موضوع استغلال اليد العاملة هو اصرار البلدان النامية على تطبيق القانون الذي يفرض على الشركات العالمية نقل الجزء الضخم من اجور اليد العاملة الفقيرة الى مقرها الرئيسي وهذا يعني ان قانون البلدان النامية يساهم في ضمان التفاوت الاقتصادي والاجتماعي بين سكان القطب الشمالي وسكان القطب الجنوبي اي إن الاثرياء يزدادون ثراء والفقراء يزدادون فقرا.
الدور الاعلامي في نشر ثقافة العولمة
متانة المعلومة تتميز بمعرفة مسيرة الاحداث التي تفضي على المتلقي مظهر الحقيقة في ضوء علاقتها بالمكان والزمان ومن المنطلق وبهذا المفهوم للمعلومة الاخبارية حول المؤشرات العالمية التي تنبني عليها المقاربة على التحليل والتقييم والمتابعة لظاهرة التخلف المعرفي والتكنولوجي من المفروض ان نعرف حجم اسهام الحكومات والمؤسسات الحكومية في بناء حضارة العولمة على مستوى الامم المتحدة من أجل الاسهام في تعديل القرارات قبل دخولها حيز التنفيذ وهذا ما يحدث في البلدان الغربية رغم الخلافات القائمة بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
امام هذه الخلافات فإن السياسة الغربية تسعى الى ترسيخ قيم التضامن والتكامل بين القطاع الحكومي يعني المنهج اي النظرية التي تعوق النجاعة والشفافية وتوفير مستلزمات النجاح والتفوق. والقطاع الخاص يعني المذهب اي الثبات حسب التجارب الابداعية التي تمكن من التمتع بالثروات والتي يتم بفضلها احداث المؤسسات والتشغيل وارتفاع الاجور لدفع نسق الادخار والاستهلاك الداخلي. دور الاعلام في هذا المجال لا يكتفي بتقديم المعلومة بأقل خفاء الى القارئ تقديما يسعى الى التبعية دون رأي يذكر بل له وجهة نظر تجمع الرصانة والمعرفة داخل المعلومة ويدعو الكفاءات المتلقية الى الوقوف على الخصوصيات الثقافية في المفاهيم حول ارساء استراتيجية العولمة.
الدور الاعلامي العربي في هذا التمشي يهدف الى التعبير عن وجهة النظر ونقل معرفة خاصيات المشهد وعناصره وما يتفرع عنه داعيا الى موقف قيمي نير يتصل بالنظام الهيكلي العربي الذي يبعدنا عن المخزون المعرفي العربي لمواكبة سير الاحداث في مسرح العوملة قبل تشخيص مواطن العطب التي تعوق مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. يجب ابراز اهمية المكاسب التي حققتها الانظمة السياسية العربية خاصة في مجالات نمو الموارد البشرية لاكتساب الخبرات وتوظيفها في مجتمع المعلومات والتطوير المستمر لجودة التعليم العالي وتعزيز مردوديته وترسيخ السلوك الحضاري وقيم الحداثة وكثير من الانجازات النموذجية. في هذا السياق السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو اين نشأ في الهرم الهيكلي العربي موطن العطب الذي اثمر التخلف الحضاري وبذر تناقضا بين الاقوال والافعال في العقل السياسي وقمع الحريات الاساسية وخاصة حرية الابداع المعرفي والتكنولوجي في سبيل البناء العربي؟ فيما يلي سأبذل ما في وسعي لاستعمال الرسم التخطيطي الذي يبرز حقيقة مساحة موطن العطب المتمسك بقيادة مشروع البناء العربي السائر الى الاخفاق.
انجع طريقة للتعرف على النظرية البارزة المستعملة لتوفير الضروري لمعيشة المجتمع العربي ورفاهيته هي تلك التي تبين نقاط الاستدلال بمظهر يعطي وصفا امينا وعلامة ظاهرة بها تتميز الاشياء والمعاني ونستطيع الحكم عليها. في هذا الاطار الاجابة عن السؤال المحوري ستكون نابعة من رؤيتنا الشمولية وهذا يبدو لي مهما خاصة في مشهد مليء بالتحركات المغناطيسية وهو ما يدعو بالحالح الى ان ننتبه الى مكانة البحث التنموي في بناء الاقتصاد المادي،
مكانة البحث التنموي في هرم مؤسسات الدولة
بالمقارنة مع مؤسسات الدولة من القمة الى القاعدة، فإن مكانة البحث التنموي تتميز بقدرة الارادة والكفاءة والفضائل الاساسية، وهذا يعني على ارض الواقع صلابة، شجاعة، عدل، حكمة، اعتدال وابداع كجواب ينم عن الذكاء في تجسيم الحضارة الانسانية. اجمالا البحث التنموي هو معيار صدق الاراء والافعال في تدرج القيم والمراتب الاجتماعية في سلم التصنيف الصناعي الدولي.
مكانة البحث التنموي العربي تتميز بمجد الفضائل الناجمة عن مزيج من السلطة ورقة في اطار المجمع المقدس لنشر الايمان بالفكرالاسمى قصد قمع الحريات وهو المبدأ الاول ذو التأثير الضار بوعي الضمير. الذي اظهر في تصرفاته كما يبدو واضحا كل ماهو قادر عليه بشكل يمنعه من النفوذ على حساب الحياة السياسية نفسها. شغله الشاغل هو أن توالي الاعوام يكمن في استهواء الانظار باسهاب الخطاب لارهاف الحس بالانا المثالي الخالي من العيوب بحيث انه سابق ثابت ومطلق ويعتبر نفسه الكائن الاسمى وبهذا السلوك المنحرف بذر الاضطراب في الاذهان والمراد هو التحكم في نمو التوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمزيد من ازالة الستار عن هذا المظهر الخفي لابد من اضافة هرم موسسات ولوحة النمو الديمغرافي الاضافي وحصته في استهلاك الطاقة. الموضوع اذن كيف يمكن اثبات خضوع الاتجاهات المعتمدة في مجال النمو الاجتماعي على مبدأ التوازن من عدمه؟ ومتى يصبح فرض المفاهيم غيرمقبول من وجهة نظر الحقوق والواجبات؟ كيف تحدد المسؤولية التي جعلت العالم العربي يسير في طريق غير آمنة؟ الاجابة المنسجمة مع مختلف الاسئلة تكمن في رسوم توضيحية ولوحة ارقام لرفع الستار عن من يقبض زمام الامور بنفوذ قوي.
الرسوم
المشهد النموذجي يجسد التجربة المعيشة في العالم العربي بالمقارن بالبرهان المنطقي م البلدان المتقدمة قراءة نموذج بتحديد النظر الى اشارة الاتجاه sensdes fléches تؤكد أن بنيان الهياكل يرتكز اساسيا على تدرج المؤسسات حسب حجم الاسهام في نمو هرم دولة المؤسسات. صدارة البحث التنموي في سلم المؤسسات هي علامة الجهود التي اثمرت النجاحات في الارتقاء الصناعي والتمتع بالمكاسب الثمينة في كل المجالات وهذا يعني انه اساسيا يتميز بمالا يشترك مع المؤسسات الاخرى في القياس اي ليس له معادل في الجهاز الهيكلي.
برهانيا نموذج يدعم الامان بان البحث التنموي هو المحرك سريع الاستجابة لمتطلبات النمو الشامل وطموحات المجتمع الى مزيد الرفاهية والازدهار. يتضح من ذلك ان اداء مهمته بالنجاعة وحسن التصرف في استعمال الدعم المالي المقتطع من اجور اليد العاملة الفقيرة في المنتجات البدائل للمواد الاولية والتكنولوجيا لاحداث المؤسسات والشغل ونشر مداخيل اضافية في كل القطاع وخاصة قطاع الاسر.
العالم العربي
نموذج قابل للتكهن بكل ما يدعو الى الدهشة مثلما يتضح على سبيل الاستدلال هزم دولة المؤسسات خرج عن طريق السيطرة بقوة نابذة وساقط على رأسه وهذا يخالف المنطق
البناء الهيكلي لا يرتكز اساسا على تدرج المؤسسات حسب حجم الاسهام في نمو هرم دولة المؤسسات في هذا المشهد ليكن معلوما لدى القارئ ان غياب مفهوم معيار الموهبة والخبرة في ترتيب الجهاز الهيكلي يستدعي الانتباه بشأن البحث التنموي الذي تعرض للاخلاء من المبدعين اي قضية مثيرة للضمير والاهتمام وتدعو الى مخرج سريع.
المناقضة ان ثلاثية التعليم العالي «التعليم، البحث النظري والبحث التنموي» تأصلت بصفة المجس اي زائد قابلة الانمغاط والانكماش في جزيرة مهجورة من المبدعين البدائل للمواد الاولية والتكنولوجيا ليعيش مرفها بشكل قطاعي بحيث نال كل ما يتمنى ولم يبق له مطمح في هذا المظهر. النظام السياسي مقفل عليه ومقيد جوهريا بطريقة محددة تجري على نسق مطرد في القيام بالاعمال بين صوت الضمير ودواعي الشعر.
المقصود في هذا الاطار هو ابراز نهج موافق للاصلاح بمفهوم لا معلول بلا علة. البرهان ذو حدين يكمن في المكان الاستعلائي الذي يميز الجزيرة المهجورة في الهرم الهيكلي وهذا الوصف يطلق للدلالة على سمو هذه الثلاية من حيث الوجود ومن حيث المعرفة حين تطلق الصور الفكرية على ما بعد التجربة.
نموذج (أ) يعطي فكرة واضحة عن زراعة بذور الفقر باستعمال الدعم المالي المقتطع من اجور اليد العاملة وبتحويل الفئة المبدعة من حقل البحث التنموي الى الوضع الكادح لادماجها في طبقة اليد العاملة التي تمثل الثروة الاساسية للاقتصاد العربي. بذلك يظل النظام الساسي بين ضعف البروليتاريا وسلطان الاستعلائي اي نظام لولبي بشل حلزوني يتباهى فيه السلطان الاستعلائي وهو في الواقع بئر امتصاص الدعم المالي المخصص للبحث التنموي وذوبان القوة الابداعية ونشرالجفاف المعرفي والتكنولوجي ولا شك ان في هذا الواقع الغني بالاحداث المؤلمة ليس امام النظام السياسي العربي من خيار سوى استدراك الحالة بوجه السرعة لارجاع نوذج (I) الى اصله بطريقة مماثلة لنموذج (II).
معيار النمو الاققتصادي والاجتماعي
المعيار الساري المفعول في تحديد النمو الاجتماعي الشامل هو استهلاك الطاقة بقصد متابعة تأثير حجم الاستهلاك على قيمة المخزون الطاقوي المؤكدة وديمومته في الاعتماد عليها وهو ما يدعو الى التحكم في وسائل الاعلام بشأن التحولات المتسارعة للاستهلاك في إطار استراتيجية الطاقة الهادفة الى ابراز السياسات التنموية ومشاريعها الاقتصادية والاجتماعية لاعطاء صورة واضحة عن البرامج الوطنية والقارية والعالمية وهذا يفسر سلوك السياسات من حيث الاسهام في اثراء المخزون الطاقوي ومن حيث مجهود الاستجابات لما يحيط به من ظروف في هذا السير اضافة النماذج (III) ، (IV) ولوحة الارقام (V) تكتسي اهمية كبرى باعتبار تدخل تلك العناصر في عملية التنمية وما يترتب عنه من مسؤولية.
نموذج (III) يقدم معدل استهلاك الطاقة الذي يحدد مستوى التنمية الشاملة وفاعليته من حيث الارتفاع الحراري وتلوث المحيط ومن حيث الانجازات ودفعها في انجاح الاستجابة لمتطلبات التنمية البشرية التي تمثل العنصر الرئيسي في الارتقاء المستمر من احسن الى اسمى وفق مبدأي العدل والانصاف بالمفهوم الديمقراطي. الفارق بين مستوى الاستهلاك يترجم اهلية النظام الهيكلي المنطوي حصرا على النمو الاجتماعي.
صدارة الولايات المتحدة الامريكية تلاحظ بعنى بازالة الحواجز امام الكفاءات المساهمة في تحقيق متطلبات الحياة الفعلية ومنحزاتها اكثر من العناية بالمبادئ النظرية.
المرتبة الثانية تعود الى العالم العجوز الذي لا يزال يعاني من بعض الصعوبات على مستوى التناسق في مجال البحث التنموي.
الموضع الادنى هو موطن العالم الثالث اين تصنف العالم العربي.
نموذج (IV) يقدم جوانب من المعطيات القيمة حول استهلاك الطاقة نسب للنمو الديمغرافي الاضافي قراءة وثيقة الصلة بفارق الحجم الجانب الديمغرافي ونصيبه في الطاقة تبدو ملحة للكتابة بالارقام: لوح (V) تعطي فكرة واضحة عن النمو الديمغرافي الاضافي خلال الفترة 1986/2007 وحصته في استهلاك الطاقة.
في اطار العولمة، الاصلاح العربي المنتظر مرتبط جوهريا بشروط الاندماج في الاقتصاد العالمي اولا، تطبيق قانون حماية الملكية الفكرية الذي يحدد الحقوق والواجبات للاطراف الحكومي والمبدع في مجال البدائل للمواد الاولية والتكنولوجيا اي قانون مصحوب بجهاز حر يتكون من محكمة، امن وجمرك.
هيكليا العالم العربي وقع في شراك التعليم العالي نموذج (I) يفضي الى المعطيات المباشرة للمعرفة. الصفة التي يمتاز بها التعليم العالي تكمن في قدرته على تبين التفاصيل في الصور المتخيلة التي لا يمكن اعتبارها الا في اطار التنمية الدهماوية. الخطأ الاساسي ان التعلمي العالي لا يكتفي باداء رسالة نقل القيم الى الطلبة بل التملك بالبحث النظري والبحث التنموي واعداد القوانين مثل القانون الذي يتناول منهجيا قصيرا متوسطا وبعيد المدى الموجه للتنفيذ الحكومي والقانوني الذي يحدد مبدأ عاما يوضح مداه في التطبيق ولذلك انقلب النظام الهيكلي رأسا على عقب.
وهذا كله لا يمكن ان يسعدنا اليوم امام غزو واقتصادي عالمي وجها لوجه انجاز الاصلاحات ودفعها في اتجاه الاستجابة لمتطلبات البناء المسقبلي بالاعتماد على الذات وهو الطريق الوحيد لضمان المصالح المشتركة وسلامة المجتمع وادراك التزامنا نحو حقوق الانسان العربي في اطار ديمقراطي وكل هذا يتطلب اعادة النظر في مكانة التعليم العالي الذي يعتمد على ابقاء ماهو قائم ومقاومة التجديد خلال نصف قرن ترتكز اساسا على اقصاء المهارات لفرض نفوذه على النظام السياسي والعيش على حساب اليد العاملة وهذا التمشي جعل العالم العربي في تخلف لا يمكن استدراك تقصيره الا ببذل جهود ضخمة في نظام ديمقراطي باتقان حجم التخلف الطاقوي اي المعيار الحضاري الرئيسي 100,413DT/a في السنة 000,29MT = 100,384DT في السنة وحجم نصيب تونس في هذا التخلف يساوي 524,16DT في السنة وهذا يفوق ميزانية الدولة لسنة 2008 بقدر 182,1DT = 342,15 524,16 في السنة.
رغم الارادة الصادقة لرئيس الدولة وحرصه الدائم على فتح مجالات واسعة لاسهام المهارات في التطور المعرفي والتكنولوجي فإن الوضع لا يزال متعطلا ومختنقا. لا شك ان رئيس الدولة له الانتصار في المجادلة ولكن ليس من العجب ان يقع في حالة العكس مثل نقض قرار حذف وزارة البحث العلمي واعادته فورا تحت عنوان كتابة الدولة لمواصلة الكفاح ضد اصحاب البدائل للمواد الاولية والتكنولوجيا وهذا يعبر عن تحد موجه الى رئيس الدولة. في هذا الصدد اعرض فيما يلي بعض الامثلة لتأكيد التعليم العالي الذي يرفض الاستماع الى اية ملاحظة او قرار من رئيس الدولة.
1) اقتصاد الطاقة اول دعوة الى قصر قرطاج من قبل رئيس الدولة حدثت اثر اتصالي به بالهاتف في الساعة السادسة مساء يوم تكريمه من طرف رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي Alain pouvr. الايجابية التي ابداها رئيس الدولة لمسألة مهمة بالاسلوب الرفيع الذي ابدى له كل ما يستحق من فائق الاحترام كانت رغم رحابة الفكر ونفوذ البصر بذل جهد بلا جدوى
2) اسهام الكفاءات في نمو القطاع الصناعي بمناسبة احداث اول كتابة دولة بهدف الارتقاء بالبحث العلمي الى درجة الاسهام في النمو الصناعي. عرضت على كاتب الدولة ملفا يحتوي على مشاريع في هذا المجال بعد الاطلاع ثم الحوار حول متطلبات الانجاز واسلوب التعاون اعرب عن استعداده للتنفيذ. العائق ان عشيرة البحث العلمي رفضت التمشي في اتجاه تحقيق الهدف الذي رسمه رئيس الدولة. بعد معرفة ذلك الرفض فإن رئيس الدولة ادرك ان صفات هذه العشيرة لا تؤهلها للقيام بدور الاسهام في التنمية والنتيجة؟ فوز حانق انطلاقة بذر في البيضة بالبقاء في سعادة عدواته للتقدم بالاعتماد على الذات واسقاط مكانة الطرف المبدع في نفسه.
3) انتاج الطاقة الكهربائة وقع الاتفاق مع كاتب الدولة للبحث العلمي ان يأتي الى المؤسسة ليتأكد بنفسه من النتيجة التي وصلت اليها في انتاج الكهرباء اتضح لي قبل يوم من الموعد ان عشيرة البحث العلمي اجبرته على الغاء الزيارة المتفق عليها بخلاصة نتيجة الدعوة الى قصر قرطاج «مخيبة للامل» وهذا يعني لا يمكن لتونس ان تنعم بباحث مرصود لمستقبل باهر ولا يمكن لها ان ترى نيران المباهج توقد في بناء المسقبل بالاعتماد على الذات.
4) البدائل للمواد الاولية والتكنولوجيا. تاريخ إيداع الملف في وزارة البحث العلمي والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات يعود الى 11/6/,2005 منذ هذا التاريخ صراع الخير والشر مستمر على رؤوس الاشهاد الى الان عشيرة البحث العلمي اي الحشد الفوضوي يشتغل في بث الشقاق في النسيج النخبوي لرسوخ عدم الاعتراف بحقوق الانسان والانصاف في مشاعر الاستخفاف بالمواضعات والأخلاقيات ليشيع حياة التشرد في اتجاه معاكس للبناء الحضاري الديمقراطي صفحات الملف 12 و13 مسندات مؤيدة.
وبعد انعدام النظر في التصرف الغريب لعشيرة البحث العلمي ادعو باجلال راعي النظام الديمقراطي الى وضع الاستنباط والاضافة في اولوية سياسة التنمية الشاملة واثبات بطريقة مقنعة ان حق الباحث المبدع في احداث الموسسات الصناعية والتشغيل وتحقيق الرفاهة هو حق مقدس وله علوية الاولوية التامة على كل الحقوق الاساسية الاخرى في البناء الحضاري الديمقراطي بالاعتماد على الذات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.