من أبلغ المقالات التي قرأتها منذ اندلاع أحداث المحرقة الصهيونية في غزة العربية، مقال لخصته صورة معبّرة للصديق محمد العروسي بن صالح وهو بصدد إغماض عينيه وتنكيس رأسه في حركة احتجاج صحفيّة على حصد الآلة العسكرية الاسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين بكل وحشية! بلاغة الصورة تكمن في أنّها ترجمت واقع أمتنا العربيّة الذي لم يعد يكفي معه تنكيس الأعلام! بعد أن استفحل فيه سرطان الذل والمهانة فأصبح تنكيس الرؤوس أفضل من اللغو بمقالات التنديد والشعارات الرنّانة والتأريخ لسقوط النظام العربي الرسمي في خندق الخيانة!! «طبخة أمريكيّة» تقول إحصائية قام بها معهد التغذية العالمي، أنّ معظم الحكام العرب مصابون بالسّمنة وما تبعها من أمراض الغدد الدرقية. وأعادت أسباب ذلك إلى تناول هؤلاء الحكام بنهم «لتورته» مرطباتية مصنوعة من العجين الاسرائيلي وبزيوت عربيّة اخترعها بوش طباخ الرئاسة الأمريكية، وهي عبارة عن كعكة فلسطينية جزءها الأكبر لإسرائيل و»التفتوفة» المتبقية توزّع بالتساوي بين الأردن ومصر العربيّة!! «دروس ممنوعة»! على حدّ علمي هناك منشور وزاري يمنع الدروس الخصوصيّة، وقيمة هذا المنشور وأهميته تكمن في أنّه بقي حبرا على ورق مثل الورقة النقدية غير القابلة للصرف! إذ تعامل معه الاطار التربوي بمنتهى الاستخفاف وكأنه لم يصدر قط، فتواصل بذلك ابتزاز الأولياء من أجل دروس تقدم امّا في «اراج» أو فوق سطح الدار.. وفي أفضل الحالات في مقهى تحت «الكونتوارْ»!! «المنجل والقلة»!! الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة أصبح يبتهل الى اللّه من أجل اعصار سياسي يفتك بالخونة من رؤوس النظام في هذه الأمة الذين تركوه لتعتصره آلة الحرب الصهيونية بلا شفقة ولا رحمة! وسارعوا الى الترويج لبضاعة فاسدة اسمها «القمة» واحدة في الكويت وثانية في السعودية وثالثة في قطر، وكالعادة فإنّ الشعارات التي رفعت لم تخرج من دائرة: لأنّ.. وبحيث.. وعلى ذلك. واعتبارا.. فقد قررنا نحن زعماء «الغمة» ان لا نقرّر شيئا لأنّ «المنجل وحل في القلة»!! «شكل تاني»! أخيرا أحيل بوش على المعاش الرئاسي، والمؤسف أنه ترك العالم من غبائه يعاني، فبعد افغانستان والعراق هاهي مجزرة جديدة في غزة تؤرخ لعنة الرئيس الأمريكاني. المؤسف أيضا أنّ العرب مازالوا يحلمون وعدّوا بالثواني خروج بوش من القصر الرئاسي متوقعين من خلفه باراك أوباما أن يكون «شكل تاني»!؟ نواح وتمثيل علماء الدين الجهابذة في معظم دول الشرق والخليج ممّن أخذوا على عاتقهم مهمة ارشاد شعوبهم إلى الطريق المستقيم. اكتشفت أنّهم بارعون فقط في الافتاء والنواح والتمثيل وترهيبنا بخطبهم الصماء لاغراقنا في ذهنية التحريم والتجريم. هؤلاء كشفت لنا غزة الشهيدة عن معدنهم الكريه اذ بدل أن يدعوا الشعوب للجهاد الى جانب اخواننا الغزاويين ركزوا في خطبهم على أن هجر المرأة لزوجها في الفراش هو نشاز في الدين!! «أمم متخذة»! بان كيمون بان بالكاشف بعد جلوسه الأخير لقادة اسرائيل أنّه أمين عام صوري للأمم المتحدة من الوزن الخفيف. ولولا أنّ أجله لم يحن بعد لرأيناه في الفضائيات محمولا على الأعناق ورأسه بين يديه! ألم يقصف الصهاينة مركز الأونروا بوجوده؟ والم يسخروا من قدومه حين أجبروه على مغادرة الأراضي المحتلة مثلما قدم بخفي حنين ورسالة تنعى موت الأمم «المتخذة» ودفنها في اسرائيل!!