تجرى في بلادنا حاليا حملة وطنية كبري للقضاء على الذبح العشوائي للدواجن والذبح غير المنظم أصبح يشكل عائقا أمام هذا القطاع الذي يصبو الى الانفتاح على الاسواق العالمية وهو ما تعكسه الارقام التي تؤكد أن 50 ٪ من عمليات ذبح الدواجن في بلادنا تتم في إطار منظم وال 50 ٪ الباقية في إطار الذبح العشوائي ولابد من الاشارة الى المخاطر الصحية للذبح العشوائي والتي يجهلها الكثير من المستهلكين خاصة أولئك الذين يقبلون على شراء الدجاج من نقاط البيع غير المنظم وهذه المخاطر الصحية تبدأ من الاخلالات التي تشوب مختلف مراحل الذبح. ويبدو السؤال عن مدى إحترام الشروط الصحية في مختلف حلقات إنتاج الدواجن ضروريا سيما وأن الأمر يتعلق بحماية المستهلك وسلامة المنتوج في ذات الوقت. الاعلان قامت بجولة في مسلخ مختص في ذبح الدواجن تابع لشركة المزرعة ومتحصل على المصادقة الصحية والبيطرية وهو المذبح الوحيد الحاصل على هذه المصادقة وذلك في إطار اليوم المفتوح الذي نظمته الشركة بمناسبة إطلاق أنواع جديدة من منتوجاتها وتماشيا مع الحملة الوطنية لمقاومة الذبح العشوائي. خمس مراحل بداية هذه الجولة إنطلقت منذ آخر نقطة للتوزيع في المذبح أي من مرحلة المنتوج النهائي الجاهز للإستهلاك وهذه القاعدة معتمدة عموما في الصناعات الغذائية تفاديا للعدوى المتقاطعة التي قد تنتقل مع الشخص في حال الإنتقال من المكان الأكثر تلوثا الى المكان الأنظف وذلك بإنتقال الجراثيم، هذه المرحلة الاخيرة تسبقها مرحلة إعداد الطلبيات ويتم فيها إعتماد بطاقة هوية لكل كمية دجاج مذبوح وهي بطاقة تحتوي كل المعلومات الصحية والضرورية حول الدجاجة منذ أولى مراحل التربية الى مرحلة الذبح كما تحتوي هذه البطاقة معلومات حول ما إذا كانت الدجاجة صالحة للذبح أم لا ويقع خزن الطلبيات داخل قاعة مخصصة للغرض مع تغليفها بغلاف بلاستيكي تجنبا للمس المباشر للمنتوج وإنتقال الجراثيم عن طريق عملية اللمس في مرحلة أخرى يمرّ الدجاج الى أجهزة القص الأوتوماتيكي ودائما دون اللجوء الى إستعمال الأيدي وتقسم كمية الدجاج الى صناديق حسب الوزن كما تقسم كل دجاجة الى أجزاء مختلفة من خلال ماكينة مختصة وفي مرحلة التجفيف والتبريد يوضع الدجاج في غرفة باردة بدرجة حرارة أقل من درجتين تحت الصفر وهي عملية تحدث «صدمة» للحم تجعله يتخلص من الجراثيم نهائيا كما تخلصه من كميات الماء التي يحتويها خاصة وأن الماء يساهم في تكاثر الجراثيم وتحافظ هذه المرحلة على وضع الدجاج قبل الذبح في قاعة مظلمة لخلق الراحة وتجنب الافرازات الهرمونية الناتجة عن الضغط لديه فالثابت علميا أن إنفعالات الدجاج تؤثر على مذاق لحمه. كل هذه المراحل لا يقع إحترامها في الذبح العشوائي بل تختزل في مرحلة واحدة تنعدم فيها كل الشروط الصحية ويعمد المتخصصون في هذا النوع من الذبح الى وضع الدجاج فترة في الماء للرفع من الوزن وهو ما يضاعف من تكاثر الجراثيم. مخاطر صحية المخاطر الصحية للذبح العشوائي تحدث عنها الدكتور منصف عثماني طبيب بيطري مكلف بمراقبة الجودة وسلامة المنتوج بالشركة وحذر منها بشدة لأن ظروف ذبح الدجاج في هذا الاطار لا تحترم أبسط الشروط الصحية ويقع الذبح دون البحث في التاريخ المرضي للدجاج ويوضع في براميل قبل الذبح وبعده كما أن عملية القص تكون باليد وهو ما يسهل إنتقال الجراثيم وبعد الذبح لا يحفظ في أماكن باردة لذلك فإن مدة صلوحيته لا تتجاوز اليوم واحد خلافا للدجاج المذبوح في المذابح المنظمة إذ تمتد صلوحيته الى 6 أو 9 أيام وهذه الاخلالات تؤدي الى إرتفاع العدوى بين الاشخاص وإنتشار الامراض كالتسممات وإضطرابات الجهاز الهضمي لدى المستهلكين . التصدير الى أوروبا ويعمل القطاع على الانفتاح على الاسواق الخارجية ومن المنتظر أن يقوم وفد من الاتحاد الاوروبي بزيارة الى بلادنا في الشهر المقبل للبحث في كيفية فتح الافاق لتصدير الدواجن ومنتوجاتها الى أسواق عالمية وخاصة السوق الاوروبية والتي تعتبر من أول الاسواق التي تعوّل عليها بلادنا علما وأن تونس هي من البلدان المصادق عليها من طرف الاتحاد الاوروبي في هذا المجال هذا وقد شرعت بلادنا منذ فترة في تسويق «أرجل» الدجاج الى الخارج وهي تلقى طلبا كبيرا من البلدان الآسياوية مثل الهند وهونكونغ وغيرها والطلب عليها في إرتفاع متواصل يوم بعد يوم