حدّدت الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية للأغذية 40 سببا لإنقراض النحل فالمبيدات الحشرية لا تمثل السبب الوحيد لموت النحل وذلك منذ بداية التسعينات في فرنسا خلافا لما يؤكده مربّو النحل. والدليل : أنه ومنذ منع إستعمال المبيدات على بذور عباد الشمس والذرة.. لم تشهد الأمور تحسنا. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن صحة النحل لم تتوقف عن الإنحدار في كل أنحاء العالم. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية مثلا أصيب النحل بمرض جديد مجهول المصدر أدى إلى سقوط جماعات النحل وقد أعدت الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية للأغذية مؤخرا تقريرا نشر جزء كبير منه حيث حدّد الخبراء 40 سببا مؤديا لموت وإضعاف جماعات النحل. التقرير أكد على أنه لا توجد أي حالة من حالات التسمم ناجمة عن مواد كانت موجودة باللقاح أو البذور لهذا قررت الوكالة إحداث خلية لمراقبة المرض تعمل بشكل متواصل وقد طلبت الوكالة إحداث مؤسسة تقنية لمربّي النحل وبيان عدد الخلايا بشكل إجباري سنوي وذلك بهدف صحي بحت وإتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة عدم إحترام القواعد هذه الاجراءات اللازمة دخلت حيّز التطبيق في أكتوبر الماضي. أثر المبيدات الحشرية على النحل ليس خافيا ولكنه يقتصر على حالات تسمم حادة تسبب فيها العلاج خلال فترات الأزهار أو خلل في تصنيع البذور المغلفة. لكن وحسب الوكالة الفرنسية ال AFSSA فإن الأثر المزمن للمبيدات الحشرية الذي أشار إليه مربو النحل لا يمثل سببا رئيسا. ماهو مؤكد أنّ المشكل الرئيسي في تربية النحل هو ما يسمي بال Varoa المتأتية من أندونيسيا. هذا الكائن الصغير وصل إلى فرنسا في نهاية الثمانينات قد تسبب في خسائر فادحة وقد عملت عولمة التجارة بملكات النحل على إنتشار هذا المرض عبر العالم. تقرير الوكالة الفرنسية ال AFSSA أكد على وجود نسبة قليلة من العلاجات ضد هذه الفطريات مثلما ندّد ببعض الممارسات التي تقود مربي النحل إلى إستعمال مواد خطرة بالنسبة إلى النحل. وبعض الفطريات تتفاعل مع الفاروا داخل خلية النحل. تراجع الفلاحة البيولوجية لتكثيف الإنتاج الفلاحي يمثل أيضا أحد أسباب موت النحل المذكورة في التقرير هذا إضافة إلى التلوث البيئي. النحلة هي أيضا من النوع الأهلي وهي كائن رقيق جدا وحشرة إجتماعية وليست بقرة تنتج عسلا. تلقيح الملكات منذ السنوات 1980 و 1990 دأب عدد من مربي النحل على شراء ملكات نحل من إيطاليا أو القوقاز مفضلين ذلك على النحل الأسود المحلي الأقل إنتاجا والأكثر شراسة لكن فقدان الكثير من جماعات النحل قد زاد في تفاقم المشكل. فهذه التجارة قد تسببت في الإختلاط الجيني وهذا ما ورد في تقرير ال AFSSA هناك القليل من الدراسات العلمية التي واجهت هذه المسألة الصعبة. نعلم بالرغم من ذلك أن ملكة النحل تلعب دورا مركزيا في حياة الخلية وقد أثبتت دراستان حديثتان أن الملكة التي يتم تلقيحها من طرف عشرات الذكور تكون مجموعتها أكثر نشاطا وحيوية وقدرة على الصمود خلال الشتاء من تلك التي يتم تلقيحها من طرف ذكر واحد. تربية النحل والتلقيح الاصطناعي للملكات الذي يتم إعتماده في عملية الإنتاج أكثر فأكثر يمكن أن تكون له آثار سلبية على المردودية وعلى حياة جماعات النحل �هذه الممارسات تختصر عدة مراحل من الإنتقاء الطبيعي � مثلما أكد Freddie Jeanne Richard من جامعة بواتيي التي إشتغلت حول الملكات هناك باحثون مثل لوران قوتيين من جامعة مون بيليي يؤكدون على أن المحيط الملوث من شأنه أن يضعف خصوبة النحل ويهدد بقاءه.