تهتم حكومة يوسف الشاهد بالمجال البيئي... تهتم حكومة يوسف الشاهد بالمجال البيئي وبملف النظافة وأولته اهتماما كبيرا لكنها في المقابل لم تركّز في اجراءاتها المعلنة في هذا الشأن على ملف النفايات الخطيرة الملقاة بطرق عشوائية منذ اغلاق مصب جرادو عام 2011 من طرف مواطنين. وتمتلك تونس مصبا وحيدا للنفايات الخطيرة وهو مصب جرادو لكن هذا المصب تم إغلاقه من طرف مواطنين منذ ثورة 2011 وهناك قضية منشورة لدى القضاء لفتحه لم يتم الفصل فيها إلى حد اليوم. ولمدة تفوق السبع سنوات تلقى النفايات الصحية والكيميائية الخطيرة في تونس بطرق عشوائية لاسيما وأن اغلاق ملف جرادو من قبل مواطنين محتجين في زغوان مازال محل نزاع قضائي. وبسبب إغلاق مصب جرادو تقوم بعض المصانع بتخزين هذه النفايات الخطيرة في حين تقوم مصانع أخرى بإلقائها في أماكن دون مراقبة. في الأثناء أنشأت وزارة الشؤون المحلية والبيئة جهازا جديدا يهتم بالمجال البيئي يسمى "الشرطة البيئية" وذلك بعد تفاقم الاعتداءات المتواصلة على المحيط والبيئة وتتمثل مهامها في تحرير مخالفات ضد كل من يلقي بالفضلات في الطريق العام أو في غير الأماكن المخصصة لها أو حرقها سواء من قبل الأشخاص أو الشركات. كما تتمثل عقوبات هذا الجهاز في فرض غرامات مالية في حال انتهاك القواعد الخصوصية للصحة والنظافة العامة وذلك طبقا للقانون عدد 6 المؤرخ في 30 أفريل 2016 الذي يحجر الإلقاء العشوائي بالنفايات المنزلية أو المتأتية من المنشآت والمؤسسات والمحلات المخصصة لممارسة الأنشطة الحرفية والسياحية أو وضعها في حاويات غير مطابقة للمواصفات في حين لم ينص في فصوله على أي إجراء يتعلق بملف النفايات الخطيرة والصحية. وكان من المفترض أن تولي وزارة الشؤون البيئية اهمتماما بملف النفايات الكيميائية والصحية الخطيرة وأن تباشر بفتح مصب جديد في منطقة صحراوية أو في مناطق نائية وتجبر كل أصحاب المؤسسات على القاء هذه النفايات في تلك المصبات بعيدا عن منطق مراعاة تكلفة نقل هذه النفايات. وتشير دراسات وإحصائيات رسمية إلى ارتفاع قيمة النفايات التي تفرز في تونس وتنوعها مقابل عدم وجود المصبات الكافية وانتشار ظاهرة الإلقاء العشوائي للفضلات الخطيرة. ويصل حجم النفايات الصحية سنويا إلى 16 ألف طن ومنها 7 ألاف طن نفايات خطيرة في ظل تواصل إغلاق المصب المخصص للنفايات الخطيرة وهو مصب جرادو الواقع في ولاية زغوان وهو ما يعرض تونس لخطر هذه النفايات الكيميائية والصناعية. وتتعدد النفايات الخطيرة في تونس وتتنوع ومنها النفايات الكيميائية والزيوت ونفايات المعامل والمصانع وكذلك توجد نفايات صحية خطيرة. وأصبحت تونس مهددة بمخاطر النفايات الخطيرة كما أن البنية التحتية والمائدة المائية في تونس مهددتان بخطر إفرازات هذه النفايات نظرا لالقائها بطرق عشوائية، وفق تصريح رئيس مصلحة بالوكالة الوطنية للتصرف في النفايات زياد الجويني أدلى به سابقا لحقائق أون لاين. كما تلقى النفايات الاستشفائية والصحية بطرق عشوائية بسبب غلق مصب جرادو الواقع في ولاية زغوان رغم أنها تتطلب معالجة حتى لا تكون افرازاتها ضارة.