أكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ان وجود عدد من الشباب التونسي في صفوف التنظيمات الإرهابية أمر طبيعي نظراً لارتفاع نسبة البطالة (650 ألف عاطل عن العمل) من بينهم 200 ألف من أصحاب الشهائد العليا، إلى جانب انتشار الفقر، حسب تعبيره، مضيفاً ان هذه الأمور من شأنها تغذية الإرهاب، علاوة عن وجود بعض الجمعيات التي تسفّر الشباب إلى بؤر التوتر من خلال مساعدات مالية. ووصف هذا الأمر ب"الخطر الداهم" مبيناً ان هذا الخطر سيستمرّ إذا لم يتمّ الضغط على أسبابه من خلال التضامن والتعاون. وأشار السبسي، في حوار مع قناة العربية بثّ مساء اليوم الجمعة، إلى ان تراجع الإرهابيين إلى ليبيا هرباً من سوريا يمثل خطراً على تونس وعليها ان تواجهه بما يستوجب من فاعلية ولكن أيضاً من حكمة، على حدّ قوله. وأكد ضرورة تغيير الأوضاع موضحاً انه لا يمكن المواصلة بوجود 650 ألف عاطل عن العمل إلى جانب وجود جهات مهمّشة وخارجة عن الحركة الاقتصادية والسياسية باعتبار ان نمط النمو الذي كان معتمداً قام على الاهتمام بالمناطق الساحلية وإهمال المناطق الداخلية. وأرجع تأخر الإصلاحات إلى ان حكومة الحبيب الصيد وجدت نفسها أمام وضع معيّن لا يمكن تجاهله مبيناً انها حكومة إصلاح وقد انطلقت فيه إلا أنها لا يمكن أن تتجاهل الوضع الذي وجدته عند مباشرتها. وقال السبسي إن السنة المقبلة ستكون سنة الإصلاح وذلك بعد أن اتخذت الحكومة القرارات الإصلاحية الجوهرية التي هي الآن في انتظار مصادقة مجلس نواب الشعب عليها. وأضاف ان التونسيين الحقيقيين هم من يتفهمون الوضع الحالي وموافقون على التضحية من أجل المستقبل قائلاً "لازم نعطيو الوقت للوقت". من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية انه لا توجد ديمقراطية دون حرية تعبير ودون حرية إعلام لافتاً إلى ان هناك تسيّباً كبيراً في الإعلام في تونس إلا انه مع ذلك سيبقى ضامناً للحريات. وأشار إلى ان إمكانيات تونس ضعيفة والأوضاع صعبة والتحديات كبيرة ولا بدّ من مواجهتها مؤكداً ان الأوضاع بالرغم من ذلك في تحسّن. وختم السبسي بالقول انها فترة صعبة ستتجاوزها تونس بتضامن التونسيين وتفهّمهم ومساندة الأصدقاء والأشقاء، وفق تصريحه.