أدت الأمطار الأخيرة التي عرفها عدد من مناطق الشمال الغربي من بينها مجاز الباب وماطر وسيدي إسماعيل وبوعوان وبوسالم وسوق السبت وفضلاوة وعين الكريمة وعسيلة والبراهمي وغار الدماء ووادي مليزوحمام بياضة وبن بشير إلى تضرر آلاف الهكتارات من مادة الحبوب والخضر وعلى رأسها القمح والبطاطا والبصل والعلف. وحسب الشهادات التي أدلى بها عدد من مزارعي الحبوب لراديو كلمة بعدد من تلك المناطق فقد حمل هؤلاء المزارعين المسؤولية إلى مصالح وزارة الفلاحة بتلك الجهات التي لم تقم بتهيئة الخنادق المجاورة للمسالك الفلاحية والطرق الملاصقة لتلك الأراضي فضلا على عدم تجديد شبكة التجفيف وانسداد قنواتها في البعض منها وانعدامها في مساحات تعد بمئات الهكتارات . من جانب آخر رأى البعض بان مباشرة بعض الأشغال المتعلقة ببعض الطرق كما هو الحال بالطريق الرابط بين بوسالم وتيبار بعد أن تم تكديس كميات كبيرة من الأتربة المعدة لتهيئة الطريق المهدم ساهمت بشكل واضح وكبير في محاصرة بعض المنازل وعزلتهم تماما عن محيطهم الاجتماعي والخدمي لاسيما وان كميات الأتربة التي وضعت وسط هذا الطريق تجاوزت المتر تقريبا وسدت الخنادق التي كان بإمكانها تسهيل عملية مرور المياه ولو بشكل نسبي،فضلا على أن قنوات الصرف بتلك المناطق انفلق بعضها وظل بعضها الآخر غير قادر على القيام بوظيفته نظرا لانسداده بمواد كان من المفروض أن تهيئها المصالح المعنية قبل فصل الشتاء. وقد عبر عدد من المزارعين عن استيائهم الشديد من عدم ايلاء السلط المعنية أهمية لتلك المياه الراكدة والتي تحولت إلى مشهد من مشاهد الفيضانات التي عرفتها بعض مناطق الإقليم في سنوات سابقة خاصة وان نسبة الأضرار بلغت حد 100% لبعض المناطق وحولت الزارع الى بحيرات يصعب دخولها وتجفيفها خاصة في غياب ادوات التجفيف الفعالة ما حولت اخضرار المزروعات الى بناتات محروقة بعد ان نشطت عملية الاختناق على مدى عشرات الايام التي مرت حسب ذكر السواد الأعظم من المزارعين وبعض المختصين. اما مصالح الحماية المدنية فقد غابت تماما ولم تحرك ساكنا امام معاناة السكان والمزارعين وظل المواطنون يشفطون المياه من منازلهم بواسطة ادوات تقليدية على مراى من الذين حضروا لرؤية تلك المشاهد .