أول ذكرى للثورة التونسية تمرّ في أجواء كئيبة غلبت عليها المرارة والإحساس بعودة الاضطهاد الديني وقهر الشعب المسلم.. عشرات الأئمة الأكفاء رضي المصلون عنهم عُزلوا بسبب انتصارهم للثورة.. مساجد مُغلقة وتعليم زيتوني ممنوع بعد أن تم الإفراج عنه بُعَيْدَ الثورة.. كتاتيب ورياض قرآنية محاصرة وجمعيات خيرية تغَلّق أو يُضيَّق عليها.. آلاف من المتدينين يُعتدى على حرياتهم وحقوقهم في ممارسة شعائرهم الإسلامية.. ومع كل ذلك تحريض إعلامي خبيث وشيطنة لكل ما له علاقة بالإسلام وتعمّد للخلط بين مقاومة الإرهاب ومقاومة مظاهر التديّن .. أمواج من الفواحش ودعوات للتطبيع معها.. هذا كله طبعا مع تردّي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. اسمحوا لي أن لا أكون محتفلا بالثورة، بل إني صرت أتساءل : أين الثورة ؟ !!! هل ما ظنناه ثورة في بلادنا كان مجرد انتفاضة أُجهِضت قبل أن تصبح ثورة ؟!!! لست متشائما ولن أستسلم فلا يأس مع الله عز وجل، ولكنه الواقع المرير الذي يُحفّزنا لمزيد البذل والعطاء حتى نلقى ربنا غير فاتنين ولا مفتونين. حسبنا الله ونعم الوكيل..