الحمامات /وات/ أي مستقبل للديمقراطية في "بلدان الربيع العربي" ؟.. وأية دلالات واستتباعات لصعود التيارات الإسلامية في الانتخابات التي شهدتها كل من تونس والمغرب ومصر؟ إشكاليتان استقرأت بشأنهما /وات/ آراء عدد من القيادات الفكرية والسياسية والأكاديمية المشاركين في الندوة 24 لأكاديمية اللاتينية التي انطلقت أعمالها يوم الخميس بالحمامات الجنوبية تحت عنوان "المخيال الديمقراطي الجديد//. بخصوص ذينك الإشكاليتين وغيرهما من سيناريوهات البناء الديمقراطي في تونس أولا وفي باقي دول المنطقة العربية ثانيا، لاحظ الكاتب العام لأكاديمية اللاتينية كانديدو منداز في تصريح ل/وات/ أن تونس لها من الإمكانات ما يجعلها قادرة على تحقيق تحول ديمقراطي فعلي في مختلف أبعاده ليس فقط من خلال إجراء انتخابات حرة وشفافة وديمقراطية بل من خلال احداث الموءسسات الكفيلة بالحفاظ على حق الاختلاف. وقال //المبهر في الربيع العربي أن أولى ثوراته وهي الثورة التونسية كانت دون قيادات توءطرها أي أنها ثورة تعدت كل الأطر التقليدية للنخبة فهي ثورة "ساحات" مسرحها الشارع//. وحول مدى خطورة الطابع الفجئي لهذه الثورات التي قامت دون وجود قيادات توءطرها وتضع البدائل للمستقبل، أوضح منداز أن الانتخابات التي انتظمت موءخرا في تونس فسحت المجال أمام بروز قيادات لتيارات سياسية مختلفة. وتابع في هذا الصدد يقول //على الرغم من أن الهيمنة الظاهرية هي للتيارات الدينية فان ما هو ايجابي هو ذاك الثراء الذي أضحت تتميز به الساحة السياسية التونسية وهو ما يحفز تطلعي كي أتعلم مما ستفرزه تجربة تونس في الأسابيع المقبلة من خلال ما ستتمخض عنه النقاشات صلب المجلس التأسيسي..// مضيفا //أنا على يقين من أن حصاد المستقبل سيكون الثراء والتنوع//. ومن جهته قال سفير فرنسا الأسبق في تونس /ايف اوبان دي لا مسيزويار إنه لم يتفاجأ بما حدث في تونس بل إنه وقف عندما كان سفيرا في تونس على مدى الشعور بالضيم لدى شريحة كبيرة من الشباب العاطل عن العمل الذي كان لا يجد حسب قوله //مفرا من الوقوع فريسة للتيارات المتشددة أو المجازفة بحياته عابرا للضفة الشمالية من المتوسط//. وأفاد دي لامسيزوبار أنه كتب موءخرا مؤلفا حول فترة عمله سفيرا لبلاده بتونس بين 2002 و2005 ضمنه بعض البيانات التي كان يرسلها لوزارة الخارجية والتي يشير فيها إلى أن الأوضاع في طريقها إلى مزيد التأزم ما لم يحصل انفتاح سياسي من قبل النظام السابق. وبين أن صعود النهضة في الانتخابات لم يفاجئه هو الآخر.. //فالنهضة كانت حاضرة في النسيج الاجتماعي حتى ولو أنه تم القضاء عليها في السابق كتيار سياسي في العلن.. ذلك أن قرب مناضليها من الناس ومن دور العبادة مكنها بالرغم من وجود مراقبة لصيقة من إعادة تنظيم نفسها//. وأضاف //النهضة اليوم تيار سياسي له وزنه في الساحة السياسية وفي داخله تجاذبات وعلينا الحكم عليه من خلال الأعمال وليس من خلال الخطاب أو النوايا// مؤكدا أن المهم حسب رأيه هو //الحفاظ على المكاسب التي حققتها تونس على غرار مجلة الأحوال الشخصية// والتي قال إنه //على يقين بأن مناضلات النهضة ومثقفاتها لن يقبلن بالتفريط فيها//. ولاحظ أن النهضة هي اليوم نتاج اللعبة الديمقراطية ولا بد من قبول نتائج صناديق الاقتراع لكن لا ننسى أنها //أمام محك الحكم والسلطة وهي مطالبة بل إنها مضطرة للتوافق والتحالف مع التيارات السياسية الأخرى حتى ولو أنها تحظى بالأغلبية//. وفي قراءة أخرى لاستحقاقات لبيناء الديمقراطي وتحدياته، أكد أستاذ العلوم السياسية مدير المعهد المتوسطي الأندلسي، سامي نير، أن //الديمقراطية ليست الجنة بل هي معركة دائمة ومتواصلة ومسألة هشة لابد من الحفاظ عليها.. لأنها قد تضيع في أي لحظة// داعيا الى تنظيم الصفوف وخلق رأي عام ديمقراطي يوءمن بالقيم الجمهورية. وقال /خلافا للثورة التونسية التي انظر إليها بروح التفاوءل أنا لست متفائلا بالنسبة لباقي الدول العربية التي يبقى نجاحها رهين توفق مصر في تحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود//. وعلى خلفية تصريحات أمين عام حركة "النهضة" حمادي الجبالي مؤخرا حول "الخلافة السادسة" والتي خلفت جدلا واسعا في الساحة التونسية، قال سامي نير إن الاسلاميين الذين أفرزتهم صناديق الاقتراع مضطرون للتأقلم مع الواقع مبينا أن //مفهوم الخلافة وعقلية الخليفة لا معنى لهما ولن ينجحا// حسب قوله.