القيروان (وات) - تحول صباح اليوم الثلاثاء إلى ولاية القيروان وفد حكومي يضم وزراء الصحة العمومية والتكوين المهني والتشغيل والتجهيز والوزير المكلف بالحكومة ومقاومة الفساد وكاتب الدولة لدى وزير الفلاحة إلى جانب مستشارين اثنين لدى رئيس الحكومة. وتندرج هذه الزيارة في إطار الزيارات الميدانية التي يؤديها حاليا عدد من أعضاء الحكومة إلى الجهات لمتابعة مشاغلها والاطلاع عن كثب على تطلعاتها والإعلان عن خطة عمل مستقبلية لدعم مشاريعها وبرامجها التنموية. وفي هذا السياق أعلن وزير الصحة العمومية عبد اللطيف المكي في كلمة القاها باسم الوفد خلال جلسة عمل موسعة انعقدت بالمناسبة بمقر الولاية، أن الحكومة أقرت خطة تنموية لجهة القيروان بالنسبة للفترة القادمة تستند في مضمونها وأبعادها الى الارتقاء بالاقتصاد الجهوي المرتكز على الفلاحة وتوجيهه نحو اقتصاد يعتمد على تنوع الأنشطة الاقتصادية بفضل المناخ المشجع على الاستثمار والاستغلال الأمثل للموارد والإمكانيات المتاحة. وأوضح أن هذه الخطة تقوم على تعزيز المناخ الديمقراطي وآليات الحكومة الرشيدة وعلى منح صلاحيات أوسع للسلطة الجهوية والمحلية لجلب المستثمرين وإرساء علاقة عقدية بين الحكومة والجهة. كما ترمي حسب قوله إلى تحقيق النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي لمختلف الفئات بفضل التوزيع العادل والمحكم للثروات علاوة على تطوير البنية الأساسية وربط جهة القيروان بمحيطها الوطني والدولي والعمل على المحافظة على ديمومة مواردها الطبيعية وتحقيق التنمية المستديمة والتوظيف الأمثل لموروثها التاريخي والحضاري. وافاد الوزير ان الخطة تتمحور كذلك حول تحسين جودة الحياة بتطوير مؤشرات التنمية البيئية وتعميم المرافق الأساسية في المجالات الصحية والتربوية والاجتماعية والثقافية والرياضية علاوة على الرفع من القدرة التنافسية للجهة عبر الاستغلال الأمثل لمواردها وميزاتها التفاضلية والتقليص من الفوارق الموجودة بين المعتمديات والوسط الحضري والريفي وتركيز مراكز استقطاب جديدة خارج مدينة القيروان. وبين أن مجموعة المشاريع المبرمجة لولاية القيروان لسنة 2012 تقدر ب 170 مليون دينار دون اعتبار المشاريع العمومية التي تشهد صعوبات في الإنجاز والمقدرة ب 57 مليون دينار. واشار عبد اللطيف المكي إلى مجمل المشاريع القابلة للتنفيذ كذلك بالجهة كتطوير مدينة القيروان إلى مركز إشعاع دولي في تنظيم الندوات والملتقيات الإسلامية والعلمية وخلق حركة فكرية وإبداعية داعمة للحياة الثقافية والعمل على بعث وحدات للإنتاج التلفزي والسينمائي وحفز الباعثين على الإستثمار في الصناعة الثقافية فضلا عن تطوير قطاع السياحة من سياحة عبور إلى سياحة اقامة والعمل على بعث قطب للسياحة الثقافية والبيئية والإسلامية. وأضاف أنه في إطار هذه الاستراتيجية يمكن إحكام التصرف في الموارد الطبيعية وإعادة هيكلة الجمعيات المائية وبعث مؤسسة تعنى باستغلال وتوزيع المياه بالوسط الريفي اضافة إلى ترشيد استهلاك الطاقة والتشجيع على بعث وحدة لإنتاج الطاقة البديلة. وأفاد الوزير بأن المؤسسات الاقتصادية التي سيتم بعثها في إطار هذه الاستراتيجية الجديدة تتمثل في صناعة المساد العضوي والمياه المعدنية ووسائل التبريد ومعالجة الرمال وتحويل البلور إلى جانب الصناعات التحويلية الغذائية وصناعة مواد البناء والخزف والبلور. وشكل هذا اللقاء فرصة للحاضرين من أعضاء المجلس التأسيسي عن الجهة والإطارات والمنظمات ومكونات المجتمع المدني بها للتقدم بمجموعة من المقترحات العاجلة والآجلة لتلافي النقائص العديدة التي تعاني منها مختلف معتمديات الولاية في كافة مجالات التنمية. واكدوا بالخصوص ضرورة تركيز الاهتمام على تشغيل العاطلين عن العمل والاعتناء بالبنية الأساسية بالجهة.