تونس 23 جانفي 2011 (وات) - أمام أبواب الوزارة الأولى الموصدة وأنظار الأمن والجيش الوطني حطت صباح يوم الأحد "مسيرة الحرية" رحالها، مسيرة تضم أعدادا كبيرة من شباب وكهول وشيوخ ولاية سيدي بوزيد بكل معتمدياتها وقراها جاؤوا للعاصمة للمطالبة بإسقاط الحكومة الحالية التي أسموها ب"حكومة إجهاض الثورة" حكومة قالوا إنهم لم ولن يثقوا فيها صارخين "لن نصمت حتى نحقق أهدافنا ولن نعطي الفرصة للخونة حتى يعيدوا تنظيم أنفسهم لوضعنا مجددا تحت أقدامهم." وقد تعالت بساحة القصبة هتافات وشعارات شباب عانى لعقود طويلة من التهميش والظلم والقهر حتى أن العديد منهم اعتبروا أنفسهم إلى وقت قريب "أمواتا على قيد الحياة" إلى أن اندلعت ثورة الدماء الزكية كما وصفوها لتبث فيهم الروح وتجعلهم ينتفضون للمطالبة بحقهم في الحياة والحرية مصرين على مواصلة مسيرة الثورة حتى سقوط رموز الفساد من أتباع بن علي. أحد هؤلاء الشباب من ربوع ولاية سيدي بوزيد وتحديدا من معتمدية المكناسي تحدث لوكالة تونس افريقيا للأنباء عن معاناة أبناء وبنات جهته، معاناة لم تعد خافية على أحد اليوم بفضل دماء الشهداء مطالبا بالإسراع في تكوين لجنة تقصي حقائق لتحديد المسؤوليات في التجاوزات التي ارتكبتها أطراف موالية للنظام السابق والقصاص منها. وقال"إن الثورة التي فجرها البوعزيزي في سيدي بوزيد وانخرط فيها الشباب والنقابيون بالمكناسي ومنزل بوزيان والرقاب والقصرين وتالة وكافة أنحاء الجمهورية يجب المحافظة عليها حتى سقوط رموز العهد البائد الذي جوع وروع وعبث بالقيم الإنسانية." عدد كبير آخر من الشبان صرحوا بأنهم يقفون الآن أمام مقر الوزارة الأولى لكي لا تذهب دماء الشهداء هدرا ولإجبار الحكومة الحالية ورموزها على التنحي. فالبلاد تعج بالكفاءات والطاقات القادرة اليوم على مسك زمام الأمور والسير بتونس وأهلها نحو غد أفضل مشددين على أنهم لن يفكوا اعتصامهم حتى تنفيذ مطالب الشعب ولن يخيفهم "حظر التجول".