رغم انتهاء الموسم الدراسي فإن الكثير من الطلبة الافارقة الذين يدرسون في تونس فضلوا البقاء على العودة الى بلدانهم فلماذا يخيّر هؤلاء الطلبة قضاء عطلة الصيف في بلادنا. بحلول فصل الصيف يترك بعض الطلبة الاجانب الكتب والمحافظ ويقطعون سبل الود مع كل ما من شأنه أن يذكرهم في هموم الدراسة ليطلقوا العنان لممارسة أنشطة أخرى. ورغم ما يستبد بهم من شوق وحنين الى الاهل فإن البعض خير البقاء لغاية في نفسه. باري طالبغيني يستعد لمناقشة رسالة ختم الدروس قال انه متعود على البقاء في تونس لكن هذه السنة كل شيء مرتبط بنتيجة أو بقرار لجنة المناقشة ويضيف: «أخير البقاء في تونس رغم أن درجة حارة الصيف هناك في غينيا أقل ارتفاعا (30 درجة في أقصى الحالات)... إحقاقا للحق (يبتسم) البنات جميلات هنا في تونس والشواطئ ومختلف الاماكن السياحية تستهويني للبقاء رغم ارتفاع درجات الحرارة». روجي وهو طالب أجنبي يؤكد أنه يفضل البقاء في تونس واستغلال عطلة الصيف للقيام ببعض التربصات في احدى المؤسسات البنكية يقول: «أفضل القيام بالتربص بالبلد الذي درست فيه حتى يكون ثمة تكامل بين الجانب النظري والجانب التطبيقي وبالتالي تكامل في طبيعة التكوين بصفة عامة وبخلاف هذا فإنني أستغل مناسبة وجودي بتونس للقيام بأنشطة ترفيهية أخرى إذ غالبا ما أقوم برحلات اكتشاف صحبة أصدقائي الى مختلف المناطق سوسة، المنستير، القيروان... نبيل المنتصر طالب من الجماهيرية الليبية قضى 3 سنوات في تونس يدرس باحدى المؤسسات الجامعية (اختصاص هندسة اعلامية) يقول: «أخيّر البقاء في تونس للقيام بتربص بأحد مصانع تصنيع الورق لاكتساب التجربة وللاحتكاك بالاطارات التونسية الكفأة... الى ذلك فإن حركة البلاد التي لا تهدأ إلا في ساعات متأخرة من الليل وهو عكس أيام فصل الشتاء تعجبني فأنا أكره الجمود والسكون وأخير البقاء في أجواء مليئة بالحركة خاصة في سوسة والحمامات التي أعتبرها أفضل المناطق السياحية في شمال افريقيا. ** دورات في الكرة، وأخرى في التسوق بريستيي طالب أجنبي غابوني تستهويه بدوره الشواطئ التونسية ومختلف المناطق السياحية لكنه لا يستطيع اليها سبيلا وامام ارتفاع تكاليف الخدمات السياحية يجد نفسه صحبة بعض أصدقائه مجبرين على ممارسة أنشطة ترفيهية أخرى بأقل تكاليف يقول: «نجتمع في فترة معينة من عطلة الصيف لممارسة تعوّدنا في كل سنة تنظيم دورة يشارك فيها مختلف الطلبة الاجانب». وقد يختلف الامر نسبيا عند الفتيات الافريقيات عن أنشطتها الصيفية بتونس تحدثنا الطالبة الغابونية مبوي: «نحن الفتيات نحب الذهاب الى الشواطئ ولكننا نحبذ أكثر التسوق وزيارة الفضاءات التجارية الكبرى وفي هذا التسوّق راحة نفسية اضافة الى أنه يجعلنا مواكبين «للموضة»... هام جدا بالنسبة لنا أن تكون المرأة مواكبة لكل جديد». ارتفاع درجات الحرارة في تونس لم يمنع البعض من الطلبة تحولوا الى تجار يجلبون البضائع ويروجونها بأسواقنا والبعض الآخر تحوّل الى العمل في المطاعم السياحية والمقاهي وغيرها والمهم عدم العودة. * رضا بركة