استهل كلامي هذا بالمثل القائل: «العظمة ما تقول تق كان ما فيها شق» بكل تعجب أكتب هذه الأسطر وكلي أمل في أن يقدّم لي سبب واحد يقنعني أن الحديث عن ولع بعض الفنانين ب«التبندير» «حديث خرافة». لماذا لا يقبل أغلب أصحاب الأسماء اللامعة النقد سواء تعلق بعمل يقدمونه أو سيناريو يكتبونه أو مسلسل يخرجونه. لماذا يرون أن في كل نقد مهما كان بريئا «خفايا» و«حسابات». إن قلمي هذا لا يمكنه أن يلعب دور «القلم الناطق بلسان الآخرين الذين يريدون تبليغ رسالة معينة ولا يستطيعون فليكن في علم الجميع أن كل مقال كتبته عن «شوفلي حل» أو غيره هو رأي شخصي بحت لا دخل لآراء الآخرين فيه، وما من دافع لي الى كتابته غير طمع صادق في أن أرى أعمالنا في ثوب جديد يرتقي بها الى المستوى المطلوب ونحن نعيش اليوم «غزو» الأعمال التركية والسورية. إنه يحزّ في نفسي أن أرى فئة من المجتمع تقدم، في جلّ أعمال هذه السنة، في ثوب فاضح: «مكتوب 2»، «نجوم الليل»، «أمّ السيسي»، «شوفلي حل». إن «شوفلي حل» يفتقر الى فكرة واضحة. «التفاهة» سمة شملت كل جوانب العمل من مضمونه الى بنائه الفني الى لغة الحوار خاصة بين الأب وأبنائه وبين الزوجة والزوج، إذ شابتها عبارات سوقية نابية، صحيح أن هذه العبارات أصبحت فعلا مما نسمعه من الشباب المدلل (ماديا ومعنويا). ولكن دور العمل الفني خاصة إذا كان موجها الى العائلة لا ينبغي أن يكون مجرد نسخ للواقع، بل يجب أن يكون وسيلة لتغييره. إن الصور التي رسمها حاتم بالحاج للشخصيات كانت صورا لشخصيات مسطحة الى درجة جعلت الPlateau أقرب الى قاعة «كافي شانتا» تعرض فيها «مسرحية هزلية» عنوانها «هز من الجابية وحط في الخابية» أبطالها «المهرجان» سليمان الأبيض والسبوعي وشخصيات أخرى لا تختلف عنها اختلافا كبيرا. وإني أعتبر أن قبول نخبة من الممثلين المحترفين، الذين قدموا طيلة مشوارهم الفني أعمالا جيدة سواء في المسرح أو التلفزة المشاركة في «شوفلي حل» والوقوع في حفرة باطنها «كاشيات خيالية» وظاهرها عمل فني مسح تاريخهم الفني. لقد سبق أن قلت لو اقتصرت السلسلة على 3 أجزاء لكان الأمر أحسن.. لم يطرأ على الأجزاء الأخرى أي تغيير، جلها قدمت في شكل واحد على مستوى النص والاخراج والديكور ماعدا الجزء الخامس الذي شهد إضافات تمثلت في ديكور حي النصر ومركز التجميل. من جهة أخرى أرى أن حاتم بالحاج أصبح هو ذاته ضحية منذ أن أعطى «حبل للمسؤولين كتفوه به» لأن البرمجة بدون «شوفلي حل» كانت ستعلن الحداد. وهذا ما جعله بين خيارين لا ثالث لهما، فلم يسعه، وقد تجد نفسه بين أنياب البرمجة ومخالب الممثلين، سوى أخذ القلم والشروع في الكتابة بحسّ فني مرهق وبعقل شارد وبأفكار تتناسخ في جل الأجزاء. إن «شوفلي حل» هو عبارة عن «بنك» رقمه السري الجزء «7 8 9 10)يمطر «الأموال» على حقل عانى من العطش الفني سنوات، وهذا ما جعل بعضهم يرى أنه المنطقي اغتنام الفرصة بشتى الطرق لحصد أموال تعوضهم عن سنوات «البطالة». ولكن كيف لفنان يحمل في نفسه حسّا فنيا أن يبيعه بمقابل ليتحول الى آلة تتحرّك كلما وقع الضغط على أحد أزرارها. أين ذهبت روح الفنان؟ أين اختفى الحسّ الفني؟ أين دفنت نزعته الابداعية؟ وأخيرا أريد أن أقول له: ما من تعليق جاء من فراغ من المؤكد أن في العمل نقائص عديدة هي التي حملت النقاد على نقده بشدة.