كثيرون في العالم الذين أشادوا بالتجربة التنموية في تونس وبالمشروع المجتمعي الذي صاغه الرئيس بن علي للبلاد في بيان السابع من نوفمبر 1987 مشروع استند الى نظرة استشرافية وضعت تونس على درب البلدان المتقدمة. وفي المقابل فإن هناك بعض المراقبين والمحللين في الخارج عجزوا عن فهم العلاقة الانسانية التي تربط بين الرئيس بن علي وشعبه والتي تبدو فوق العلاقات الكلاسيكية التي يمكن ان تربط بين صاحب المسؤولية الاولى في البلاد وأفراد شعبه. فالرئيس بن علي الذي بايعه شعبه لولاية خامسة بأغلبية مطلقة ليس مجرد رئيس عند التونسيين بل هو صانع تغيير وباني نهضة وضامن مستقبل واعد. هو رجل اجماع ووفاق لا تتحدث عنه فقط الانجازات والمكاسب التي أسست لنموذج متفرد في المنطقة وربما في العالم بل وايضا القيم التي رسخها في التونسيين وتحولت بمر السنين الى سلوك وثقافة دائمة في حياتهم تشبعوا بها وترسخت لديهم. أفليس الرئيس بن علي من رسخ قيم التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع التونسي ليضمن مجتمعا متماسكا متآزرا؟ وبعث صندوق التضامن الوطني الذي أخرج آلاف المناطق والعائلات من الفقر والفاقة ووضعها على طريق التنمية والرفاه؟ قيم التضامن والاعتدال والتسامح أصبحت خيارات راسخة في تونس بل انها اصبحت مبادئ دستورية لا تراجع عنها. ومن غير بن علي الذي يستقبل منافسيه من أحزاب المعارضة ويمول نشاطهم وصحفهم ويأخذ بأيديهم ويضمن لهم أصواتا ومقاعد في مراكز القرار دعما للتجربة الديمقراطية واثراء للحياة السياسية في بلادنا. ألم يكن بن علي دوما سندا لرجال الاعمال وأصحاب المؤسسات والاجراء والفلاحين والحرفيين وداعما للشباب وللمرأة وللمثقفين والمبدعين والرياضيين فأغدق عليهم الامتيازات وأنعم عليهم بالانجازات والمكاسب. ان التصويت لبن علي بتلك الكثافة هي لمسة وفاء ورد جميل وتمسك برجل صنع مسيرة خير وتنمية مستديمة ورغبة من التونسيين والتونسيات في تواصل النجاح وتطويره. لكن تجديد الثقة في الرئيس بن علي لا يكفي وحده اذ انه دعانا جميعا الى ان نكون معا لرفع التحديات وهو ما يحملنا جميعا مزيد الانخراط في مشروعه والاقبال بكل قوة على برنامجه للمساهمة في تحقيق أهدافه وضمان استمرار مسيرة الخير والرخاء والتصدي لكل التحديات وربح كل الرهانات التي قد تفد علينا في كل لحظة.