وصف الدكتور نبيل شعث، القيادي البارز في حركة «فتح» القرار الاسرائيلي بطرد عشرات الفلسطينيين من الضفة، بأنه نكبة جديدة محذّرا من أنه يهدّد بتصفية كل الحقوق الوطنية الفلسطينية. الدكتور نبيل شعث دعا في حديث خصّ به «الشروق» عبر الهاتف أمس العرب إلى التحرّك بقوّة من أجل الضغط على الكيان الاسرائيلي مؤكدا أنّ الأموال وحدها غير كافية «للجم» الهجمة الصهيونية المتصاعدة بالقدس وفي ما يلي هذا الحديث. ماهو موقفكم دكتور من القرار الاسرائيلي بترحيل 70 ألف فلسطيني من الضفّة.. وكيف تفسّرون أبعاده وتداعياته السياسية والديمغرافية؟ هذا إجراء في منتهى الخطورة.. ويجب ألاّ يؤخذ باستهانة.. فهذه الخطوة لا تقل من حيث خطورتها وتأثيرها عما حدث بين عامي 1948 و1967 ... هي بالفعل نكبة حقيقية.. فأن تعطي اسرائيل لعسكرييها الحق في طرد الفلسطينيين، فإنّ ذلك معناه أنّ تل أبيب تستطيع أن تطرد أي مواطن فلسطيني من جنين ورام الله... وأن الاسرائيليين فقط هم من يخوّل لهم بموجب ذلك البتّ في موضوع الهوّيات... وبالتالي فإنّ هذه المسألة كما قلت هي مسألة في منتهى الخطورة... وهي عملية «تطهير» عرقي حقيقي... بعض الأطراف الفلسطينية اقتصرت في تحليلاتها على مجرّد القول بأن مثل هذا الاجراء الاسرائيلي هدفه ابتزاز «سلطة رام الله»... فهل أن الأمر يتوقف فعلا، دكتور نبيل عند هذا الحدّ؟ أنا أرى أنّ هذا القرار ينهي في الحقيقة وجود السلطة نفسها، وليس ذلك فحسب، بل ينسف كل الاتفاقيات الموقعة بين تل أبيب والسلطة الفلسطينية والتي تنص في أحد بنودها على وحدة الأراضي الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة... هذا الاجراء العنصري يشكّل تحدّيا للجميع. فهو أيضا يبيح استخدام كل القوانين لمطاردة حتى النشطاء الأجانب الذين يأتون من أجل التضامن مع الفلسطينيين. إذا كان الجميع مهدّدا بهذا القرار كما قلتم فماهي خياراتكم في حركة «فتح» للتعاطي مع هذا التحدّي الجديد.. وهل ترون أنّ السلطة الفلسطينية بوضعها الحالي قادرة على مجابهة الموقف؟ الخيارات الفلسطينية واضحة.. وليس هناك خيار آخر بخلاف الصمود... فنحن صامدون ونناضل بالأساليب الشعبية وبالحراك الدولي ونسعى الى استعادة وحدتنا... ... هذه هي استراتيجيتنا إلى أن نحصل على دعم حقيقي من أشقائنا العرب... ماهي طبيعة هذا الدعم.. وهل تتوقعون أن يتجاوز سقفه ال500 مليون دولار التي وعدكم بها القادة العرب في قمتهم الأخيرة بسرت؟ بصراحة... دعني أقول لك إنّ هذا المبلغ هو غير كاف، بل إنّه لا يساوي شيئا مقارنة بالمبالغ المالية التي يخصّصها الاحتلال الاسرائيلي لبناء المستوطنات والتي تقدّر ب17 مليار دولار... ولو كان هذا المبلغ دفع قبل 20 عاما كان يمكن أن يعزز صمود المقدسيين ويساعد في دعم القدس... أمّا الآن فإنّ هذا المبلغ الذي لا يمثل سوى ربع ميزانية السلطة الفلسطينية لا يفيد في شيء... الآن المطلوب من العرب أن يتحرّكوا بقوّة من أجل دفع الولاياتالمتحدة إلى مزيد الضغط على الكيان الاسرائيلي والعمل على استثمار المواجهة القائمة الآن بين تل أبيب وواشنطن حول الاستيطان... فالاستراتيجية المالية وحدها لا تكفي.