ما أنجع وأفيد وأجدى أكل السمك الأزرق غذائيا وصحيا حسب خبراء أهل المعهد الوطني للتغذية. وفي طليعتهم رجل النصيحة والحكمة الدكتور «حكيم» فهم أدرى الناس بما يقولون. وأكثرهم حنكة ودقة في معرفة ما ينفع البطون، نقطة وأعود إلى السطر دفاعا عن وضوحه واستقامته حتى لا يمحي أو يعوّج. هيكل ذو علاقة بمنتوجات الصيد البحري أقام مؤخرا تظاهرة في احدى المدن الكبرى بالشمال الغربي للترويج إلى أكل السمك الأزرق وخاصة منه السردينة، ولدعم هذا القطاع وتثبيته في الدورة الاستهلاكية، لا شك في أن التوجه سليم والغاية سامية والمرمى نبيل، إلا أن عملية الترويج تبدو في بدايتها بدائية تقليدية تجاوزتها الأزمان بما في ذلك «زمان بوعنبة» حتى وإن مازال بيننا من يرسم من الوهم خطا متواصلا في طريق الزمن حتى لا يتجاوزه الزمن. هذا الهيكل أقام في تلك الجهة ندوة ووليمة لتذوق السردينة الندوة جمعت وجوها من أكلة القاروس والتريليا الحجرية وقد يرون في السردينة ابتذالا في بطون قفافهم وثقلا وثقفا في بطونهم ونشازا على طاولات مآدبهم حتى وإن اشتروا منها البعض فذلك ل«مومو» و«ميمي» من قطط الصالونات الناعمة. واللّه أعلم ان لم يسخر هؤلاء الحضور ممّن نصحهم بأكل السردينة بديلا للقاروس. وأما الوليمة التي أقامها المجمع لتذوق السردينة في قلب المدينة على نخب الشعب الكريم فكانت للعامة من الناس ممّن يعرفون السردينة أكثر ممن أقاموا لها هذه الوليمة. ويعرفون طعمها أكثر ممن دعوهم إلى أكلها. وكيف لا يكون ذلك كذلك وأغلب المدعوين في الشارع إلى تذوق السردينة هم ممن إذا انفتحت عيون جيوبهم على ثمار البحر فلا تنفتح إلا على السردينة. ومَن من الشعب الكريم لا يعرف السردينة؟ ولم يذقها ولم يشبع منها إلى حد التخمة؟ ولم يتجرع سردينة خاصة إذا كانت «لاتشا» ب«دينار الكيلو»؟ معذرة إن تحول رأسي إلى حقة وأفكاري إلى سردينة أتمنى أن يتذوقها الدعاة إلى تذوق السردينة التي لا خشية لها في البحر إلا من «الكركارة».