كشفت التحقيقات التي يجريها رجال مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (إف بي آي) حول قضية التجسس الإسرائيلي في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مدى عمق تورط لورانس فرانكلين في مداولات حول كيفية تعامل الولاياتالمتحدة مع إيران ومطامحها للحصول على برنامج تسلح نووي، إضافة إلى كل القضايا التي تهم إسرائيل كثيرا. حيث تبين أن لدى فرانكلين الذي يتحدث الفارسية اطلاع على معلومات استخبارية سرية عن إيران، وكان واحدا من عدد من المسؤولين الأمريكيين المنهكين في وضع مسودة «توجيه رئاسي للأمن القومي» في غاية السرية حول إيران قام بتمريره إلى إسرائيل عبر منظمة اللوبي الإسرائيلي في واشنطن المعروفة باسم «إيباك». ويذكر أن الرئيس بوش لم يوافق حتى الآن على الصيغة النهائية للتوجيه المتعلق بإيران لأن الكثير من المسائل السياسية نفسها لا تزال خاضعة لنقاش مكثف في أوساط كبار مستشاري بوش الذين يشكلون طاقمه للأمن القومي والسياسة الخارجية. وقال مسؤول أمريكي «لدينا سياسة فرعية نقوم برسمها في الوقت الذي نسير فيه قدما. وهذه السياسة هي الضغط على إيران واستخدام الضغط الدولي لحملهم على التخلص من برنامجهم النووي.» ويذكر أن نقاشا رئيسيا يدور منذ أكثر من عام داخل حكومة بوش حول السياسة المطلوبة تجاه إيران، حيث يدعو متطرفو البنتاغون ومكتب نائب الرئيس الأمريكي، الموالون لإسرائيل بالعمل لزعزعة استقرار إيران من أجل تغيير نظام الحكم هناك. وكان هؤلاء قد تبنوا في شهر ماي الماضي اقتراحا لتقديم دعم سري لمجموعات إيرانية للقيام بعمليات تخريبية في إيران، كما اثار بعض المسؤولين الأمريكيين احتمال شن هجمات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية في ناتانز. وكان تم التحقيق مع العديد من مسؤولي إيباك من بينهما اثنان من كبار موظفيها هما ستيفن روزين، مدير السياسة الخارجية، وكينيث وايزمان المسؤول عن ملف الشؤون الإيرانية، ولكن لم يتم اعتقالهما بعد. وذكرت مصادر في الكونغرس أن اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي تحقق فيما إذا كان هناك مسؤول آخر في مكتب الشرق الأوسط وجنوب آسيا التابع لوكيل وزارة الدفاع دوغلاس فيث هو مايكل معلوف متورط هو الآخر في اتصالات غير مرخص بها لزعزعة استقرار إيران وسوريا. من بين الأشخاص الذين اتصل يهم الجنرال اللبناني السابق ميشيل عون. ويذكر أنه قد تم تجريد معلوف العام الماضي، من تصريحه الأمني الذي يخوله الوصول إلى معلومات استخبارية سرية بعد خضوعه لتحقيقات من قبل الإف بي آي. ويحقق رجال الإف بي آي أيضا فيما إذا كان تم إرسال مواد استخبارية سرية للغاية من وكالة الأمن القومي-التي تقوم باعتراض الاتصالات الإلكترونية- إلى إسرائيل. وذكرت مصادر مطلعة أن مكتب إف بي آي يقوم بصورة مكثفة باستعراض سلسلة من عمليات التحقيق السابقة في مكافحة التجسس والتي بدأت ضد العديد من المحافظين الجدد الكبار الموالين لإسرائيل الذين تولوا في السابق مناصب مهمة في البنتاغون، وبعضهم لا يزال، ولكن لم يلاحقوا بإجراءات قضائية مما اعتبره بعض ضباط مكافحة التجسس بمثابة خيبة أمل في بعض الحالات. ومن بين من تتعلق بهم هذه التحقيقات السابقة نائب وزير الدفاع بول وولفويتز، ووكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية دوغلاس فيث، وريتشارد بيرل الذي استقال من منصبه الأخير كرئيس لمجلس سياسة الدفاع، وكان قد شغل منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان. والثلاثة كانوا موضع رواية تحقيقية مطولة كشفها الكاتب الأمريكي المعروف ستيفن غرين، الخبير في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، في شهر فيفري الماضي. من جهة أخرى قللت المخابرات الأمريكية تعاونها مع إسرائيل في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية مع جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) خلال الأشهر ال 16 الماضية التي مضت على الحرب الأمريكية على العراق بسبب عدم الثقة بشأن استخدام المعلومات الاستخبارية بالإضافة الى قلق الولاياتالمتحدة من رد فعل عربي بعد انكشاف الدور الكبير الذي يقوم به رجال الموساد في العراق والتسهيلات التي حصلوا عليها من قوات الاحتلال الأمريكي.