احتفت كلية الاداب والفنون والانسانيات بمنوبة صبيحة اليوم في لقاء الحسرة والالم والتابين باربعينية فقيد الساحة الجامعية والثقافية والاعلامية الدكتور كمال عمران الذي غيبه الموت في أوج العطاء المعرفي. موكب تابين انتظم ضمن تقاليد الكلية الراسخة في ذكر اهل دارها وحماة حماها وبناة مجدها وذلك بحضور افراد عائلة الفقيد وزملائه وعدد من الاساتذة والباحثين وأرادته إدارة الكلية حسب ما صرح عميدها عبد السلام عيساوي ل (وات) إحياء لذكرى فارس هوى في ميدانه وعلم تلألأ نوره في زمانه عرف في الكلية وفي وسطه المعرفي والعلمي طيب الاعراق كريم الاخلاق لايشقى به جليس ولايمل ولايهن ولايذل حسب تعبيره. احتفاء بطعم الالم تتالت فيه المداخلات والكلمات لعميد الكلية ورئيسة قسم العربية بالكلية وثلة من زملائه ورفاق دربه وهم الاستاذ صلاح الدين الشريف والباجي القمرتي ومبروك المناعي وصلاح الدين الشريف و والهادي عيسى و عبد الجليل سالم عن جامعة الزيتونة والمنصف الجزار ومنجية عرفة منسية وعبد الرزاق بن حبيب الحمامي عن الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة. مداخلات مجدت مسيرته الاكاديمية المتفردة والثرية بالانتاجات والاسهامات من اجل استعادة الثقافة عافيتها في خضم الركود والهامشية وتستعيد قدرتها على الانتاج والابتكار واتت على كل تفاصيل فعله الثقافي والبحثي وخطواته المثقلة بالابداع ومشروعه المعرفي الثقافي والاكاديمي القائم على اركان الاجتهاد وثقافة الحوار والاخذ بالمعارف والمنهجيات الحديثة. انسابت كلمات الحاضرين في قاعة حسن حسني عبد الوهاب بالكلية التي شهدت حضورا مكثفا وانصاعت الاذان للاستماع لما ظهر وعلن وعرفه القاصي والداني عن سيرة المرحوم كعلم أشعّ نوره في زمانه عرف بعلو اخلاقه وسعة فكره واجتهاده وبفصاحة اللسان وحصافة التحليل وصفاء الذوق وسعة الخيال واستمتع الحضور بمداخلات خاصة لأترابه ورفاقه الذين رووا لحظات خاصة لهم مع المرحوم وذكريات امتزجت باهات الالم ودموع الفراق. وأجمعت الكلمات بمختلف مضامينها وابعادها على ان هذا المنارة الذي بذل من عقله وجهده ما به بنى عقولا ووضع اركان وطن لا يبكى ولا تذرف له الدموع لانه مات جسدا وبقي علمه ومشروعه وفكره ليمتد من خلال المتلقين من حوله وعبره وتستمر حياته وذكره كدارس ومدرس وباحث متواضع رغم غزارة علمه واتقاد فكره. ولاحظ العميد عبد السلام عيساوي ان الكلية ستظل وفية لاعلامها الذين التاعت بفقدهم تباعا وتجرعت مرارة رحيلهم وذلك حتى تظل اصواتهم مسموعة والويتهم مرفوعة وبصماتهن بينة وانتاجاتهم العلمية رائجة بين الطلبة دافقة في عروق كل الاجيال وانها ستحرص على تكريس ثقافة الاعتراف وستجدد ذكرى مناراتها بما تنظمه من ملتقيات ثقافية وندوات علمية.