وسط إحباط كبير تدور اليوم المباراة الترتيبية بين أنقلترا وبلجيكا وهذا الشعور ناجم عن السّقوط المرير لأبناء «ساوثغيت» و»مارتيناز» في المحطّة قبل الأخيرة من «الفينال» وهو الحلم الذي كان يراود جماهير المنتخبين بدعم من المتابعين العارفين بأنهما يملكان كلّ المؤهلات الفنية للمراهنة على عرش الكرة العالمية. وقد أظهر زملاء «هاري كين» و»روميلو لوكاكو» إمكانات عريضة في النسخة الحالية من النهائيات المونديالية ما ضاعف التكهّنات بمنافستهما على الكأس الغالية. وجاءت المسيرة الناجحة للتشكيلتين الأنقليزية والبلجيكية مع الخيبة الجماعية ل «القُوى التقليدية» لِتُضاعف حظوظ الفريقين في نيل التاج العالمي لكن حدث ما لم يكن في الحُسبان وخرج «الأسود الثلاثة» و»الشياطين الحمر» في ظرف 24 ساعة على يد كرواتياوفرنسا. وشكّل الإنسحاب من دائرة المتراهنين على الزعامة العالمية خيبة كبيرة في «بروكسال» و»لندن» رغم كل التصريحات والخطابات الصادرة من هنا وهناك للرفع من المعنويات وإقناع الناس بأن المنتخبين خسرا اللقب لكنهما سيغادران أرض الرّوس برأس مرفوع بالنظر إلى العروض الكروية القوية التي قدّمها أبناء الأنقليزي «ساوثغيت» والإسباني «مارتيناز». بلجيكا تخيّب الآمال كانت «النجوم» البلجيكية قد فجّرت «ثورة» هجومية في المرحلة الأولى وتفوّقت بالضربة القاضية على «بَنما» وتونس قبل الإطاحة بالأنقليز وهم خَصمها «الإفتراضي» على الزعامة العالمية. ونجحت «الشياطين» البلجيكية بعد ذلك في تعطيل الحواسيب اليابانية ثم «تعملقت» ضدّ «الصّامبا» البرازيلية وهو ما ألغى كلّ «الوَساوس» بخصوص قدرة الفريق في الصّعود على منصة التتويج. وقد مثّلت «الديوك» الفرنسية العَقبة الأخيرة أمام «النجوم» البلجيكية في الطريق المؤدية إلى «الفينال» وظهر زملاء «هازارد» كعادتهم بأداء جيّد وكان بوسعهم «إغراق» المنتخب «الأزرق» في الأحزان لولا دهاء الفرنسين الذين خطفوا هدفا «يَتيما» وكان كَافيا لتحويل أحلام بلجيكا إلى سراب. ولاشك في أن السّقوط في المنعطف الأخير قبل النهائي كان مُوجعا ومُؤلما للجماهير البلجيكية التي كانت تُمنّي النفس بإستثمار هذا الجيل المُميز من «الكوارجية» لتحقيق مكاسب فريدة يحفظها التاريخ الذي يقول إن الفريق يُعاني من «عقدة» حقيقية في الأشواط الختامية. والدليل على ذلك يكمن في المرارة التي عاشها جيل الحارس التاريخي «جون ماري بفاف» حيث بلغت بلجيكا المربع الذهبي في النهائيات المونديالية لعام 1986 في الملاعب المكسيكية وإكتفى الفريق آنذاك بالحصول على المركز الرابع هذا بعد أن كان قد مرّ أيضا بجانب الحدث في الكأس الأوروبية عام 1980 حيث رَضيت بلجيكا بمركز الوصيف خَلف «الماكينات» الألمانية. حلم ضائع من جهته، كان الفريق الأنقليزي بقيادة ابن الدار «غاريث ساوثغيت» أمام فرصة تاريخية لإضافة «النّجمة» المُونديالية الثانية على «مريول» «الأسود الثلاثة» غير أن الجيل الحالي مرّ بجاب الحدث وإكتفى بالمراهنة على البرونزية المشروطة بالفوز في لقاء اليوم على «الشياطين» البلجيكية. وكان المنتخب الأنقليزي قد تصدّر لائحة المرشحين للظفر باللقب غير أن كرواتيا فاجأت الجميع وتمكنت من إسكات زئير «الأسود الثلاثة» في الدّور نصف النهائي لِيَضيع حلم الزعامة العالمية التي لم تعرف لها أنقلترا طريقا منذ عام 1966 وهو تاريخ الكأس الأولى والأخيرة في سجلات الفريق الباحث في مباراة اليوم عن الميدالية البرونزية لمداواة «الجُرح» الكرواتي و»الثأر» من بلجيكا التي هزمته في الدّور الأوّل. ورغم أن المرتبة الثالثة في النهائيات المُونديالية تَبقى من المكاسب الشكلية فإنها مُفيدة للمعنويات وسيحفظها أيضا التاريخ وهُنا تكمن أهمية المباراة المرتقبة اليوم بين أنقلترا وبلجيكا التي خُدش كبرياءها أمام الفرنسيين بعد أن كانت قد تسبّبت للجماهير التونسية في جُرح لن يندمل. البرنامج مونديال روسيا (اللّقاء الترتيبي من أجل المركزين الثالث والرابع) (س15) أنقلترا - بلجيكا (الحكم الإيراني علي رضا) سجل المركز الثالث في المونديال ألمانيا: 4 البرازيل: 2 فرنسا: 2 السويد: 2 بولونيا: 2 إيطاليا: 1 هولندا: 1 النمسا: 1 البرتغال: 1 الولاياتالمتحدةالأمريكية: 1 الشيلي: 1 كرواتيا: 1 تركيا: 1