الشرق شرق، والغرب غرب... ودار لقمان على حالها، كما كانوا.. يقولون، وكما نقول اليوم وغدا، والى ما شاء الله العليّ القدير... فأعداؤنا بيننا وفينا، و في كل مكان، فأعداؤنا بالأمس هم أعداؤنا اليوم، وغدا وفي الآتي الى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وهو خير الوارثين... والتاريخ يعيد نفسه في الزمان وفي نفس المكان وقلوبهم الملأى بالحقد الأعمى تطفح شرّا... والغرب غرب، والشرق شرق، ودار لقمان على حالها كما أن الأرض تمور، والشمس تضيء، وبالمشرق نور وسحر وجمال، وبالمغرب ديجور وكفر وشرك وأفول وجود الى غروب، والشيطان الأكبر اللعين يصول ويجول... لأغوينّهم أجمعين إلا عبادك المخلصين... فافعل ولكن العرب والعرب المسلمين... باقون كالسدّ المنيع في وجوه كل الطاغين... غير أن طريقنا مازال طويلا.. طويلا... والآية الكريمة هدفنا تحثّنا وتدفعنا دفعا لنستعد و لنعدّ لكم يا أعوان الشيطان الأكبر للذود عن أوطاننا ووجودنا مشرقا ومغربا وإن شروقنا آن له أن يطلع وثمة يتم نصرنا وقد استوعبناها وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة، ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّكم وعدوّ الله، وتلك القوة المقامة أساسا على وحدة صفوفنا المتراصة صفّا واحدا متّحدين متضامنين نريد الشهادة أو النصر فتوهب لنا الحياة الكريمة في وجود سعيد كريم به نكون حقّا خير أمّة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، صدق الله العظيم، وتحققت مشيئته حقا وعدلا... وكنّا خير أمة ذات مجد ومكانة وعزّ وسؤدد لأننا انصهرنا في قوله تعالى: «وأعِدّوا لهم ما استطعتُم من قوّة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّكم وعدوّ الله» فلنكن هكذا كما كان سلفنا الصالح وبدون ذلك سنبقى أذلاء مستضعفين يسومنا الغرب الكافر وأعداء الأمة العربية والعربية الاسلامية قهرا. ألا فاتّقوا الله في أنفسكم وفي الأجيال الصاعدة حتى لا يقضى علينا ونكون أخيرا لا قدر الله كأمس الدابر.. وهذه الصرخة المفزعة المدوية قد توقظنا من نومنا العميق لنتدارك ما فات ونلحق الركب السعيد وإلا واحسرتاه..... يوم لا نجد إلا الخراب اليباب... أفهل فهمتم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم؟؟؟.... فأعداؤنا فهمونا وتعلّموا منا الكثير والعجب لم نفهم نحن أنفسنا ولم نقف وقفة تأمل في زحمة الحياة لنعرف ما نريد وما لا نريد ونتعلم من أخطائنا لنصلح ما بنا وما فينا حتى نغيّر ما بأنفسنا. والله لا يغيّر بنا حتى نُغيّر ما بأنفسنا، أفغيّرنا ما بأنفسنا؟؟؟.... وامحمّداه!! إننا خلف أضاعوا الصلوات واتّبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا وأيّ غيّ أبشع وأقبح وأفظع من غيّنا الذي نعيشه الآن وقد يدركنا المستقبل على هذه الحياة البائسة لا قدر الله... فأنا لست يائسا ولا قانطا وإنّما هو احساسي وحزني المكظوم والشعب العربي والعربي الاسلامي لا يعيشه في عمقها ولا ينصهر معها وهو الفاعل والمفعول في نهاية الأمر... والشرق شرق.. والغرب غرب... ودار لقمان على حالها.... وساعة ينهض الشعب العربي والعربي الاسلامي ثمة لن يستطيع أعداء النور الوقوف في وجه الشرق هذا وثمة يتصافحان للبناء والتشييد معا لخير الإنسانية جمعاء وتذهب دار لقمان مع الريح... أو ستبقى الحالة هكذا على وتيرة واحدة الكفر والإيمان والحق والباطل والنور والديجور، والشرّ والخير والصلاح والفساد، والفضائل والرذائل والقبح والجمال في صراع مستميت حتى اليوم الأخير وتلك حقيقة الدنيا وسرّها المجهول... وقد تتكشف في دنيانا هذه أفكار غريبة عجيبة... ومن يدري؟... وهذه الوقفة ليست استسلاما لواقعنا المعيش ولا هو تسليم بالمحتوم. فالعقل الذي هو أصل الإنسان وقوّته لا يرضى بالمفروض اللازم المحتوم وذلك هو شقاء الانسان وفي الآن نفسه سعادته...