مكتب سليانة (الشروق) كانت الأقسام سنوات السبعينات حسب السيد احمد العبيدي (معلم تطبيق متقاعد)، تستوعب قرابة ال 45 تلميذا ،دون اعتبار المعاناة اليومية لكلا الطرفين (اطار تربوي وتلاميذ) من انعدام الماء الصالح للشراب حيث البئر والعيون للراغبين في إطفاء العطش ،مع انعدام الإنارة لتحل محلها المصابيح النفطية مع صعوبة التنقل لعدم توفر وسائل نقل تقل المربي للمدارس الابتدائية بالأرياف ،كل هذه المعاناة صنعت من التلاميذ « صناديد « في الدراسة نتيجة لارتكاز التعليم آنذاك على المواد الأساسية ، ضف إليها دورة « السيزيام « والتي من خلالها تقع الغربلة الصحيحة للتلميذ ،لذلك يرى عم احمد بضرورة إعادة هذه المناظرة الوطنية لأنقاذ المتعلم والتعليم على حد السواء ،كما يرى أيضا أن الزمن المدرسي للمربي والتلميذ بالإضافة إلى كثافة البرمجة ،حاجزان لا يستقيمان أمام طالب العلم ومدرسه . فالسيد أحمد العبيدي ذو العقد السادس زائد 6 أحيل على شرف المهنة منذ سنة 2011 وفي جرابه جملة من الذكريات طيلة مسيرته المهنية التي لا تمحى من مخيلته .في بدايته المهنية وكمحطة أولى ،درس عم احمد حسب قوله بمنطقة حي التحرير بتونس العاصمة وذلك سنة 1974 ثم بعدها استقر بمعتمدية الكريب حيث درس بعديد المدارس الابتدائية بالجهة بكل من الدخانية ،أولاد طالب ،برج المسعودي ،لتكون محطته الأخيرة بمدرسة شارع بورقيبة .يقول بان المربي سنوات السبعينات والثمانينات كان مهاب بشكل لا يوصف داخل القسم وخارجه حيث يتجنب تلاميذ تلك الحقبة الزمنية حتى مجرد رؤية معلمه في الشارع ،بالإضافة إلى أن التعليم في تلك الفترة كان « قاسيا « من جميع النواحي سواء بالنسبة للمدرس أو الدارس ،حيث ساعات العمل التي تناهز ال 35 ساعة في الأسبوع ، وفي الأخير يضيف بأن الإطار التربوي في حاجة دائمة إلى التكوين المستمر لتجديد المعارف ،كما يرى بان أفضل طريقة تلك المتمثلة في تدعيم الإطار المكون والمراقب وجعل التكوين إلزاميا مهما كانت اقدمية المعلم .