النغم الخالد «19» عكف رياض السنباطي سنة 1967,على تلحين رائعة محمد اقبال « حديث الروح» الذي كان من القصائد الدينية ومثلت الاغنية حدثا فنيا ضخما اثار الاهتمام في أواخر الستينيات. في 1969,قدمت ام كلثوم اللحن الكبير لقصيد احمد رامي «اقبل الليل» وهو من اقوى وارق وأعمق ألحانه وقرر رياض السنباطي خروجا عن مألوف عادته في الاعمال الكلاسيكية، ان يعطي جديدا بمناسبة أعياد الثورة فلحن قصيدا وطنيا من شعر إبراهيم ناجي صاحب الاطلال «بعنوان «مصر» ...فظلت عملا لم تخرج عن نطاق مصر...ورغم تنوع الالحان من محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي ظلت» الأطلال» ترسم ظلها البعيد على الحياة الغنائية كعمل متفرد من الصعب اجتيازه والتجريب الذي بدأه السنباطي في «اراك عصي الدمع»...ثم جنى قطافه في « الاطلال» ثم في «اقبل الليل» التي اخذت طريقها الى قلوب الناس لتغدو في قمة تقل قليلا عن قمة « الاطلال» وان كانت القصائد الثلاث تنهل من معين واحد هو عبقرية رياض السنباطي في أواخر الستينيات، حلت بمصر المطربة المغربية « عزيزة جلال» فتلقفها كل من محمد الموجي وبليغ حمدي لتغني الحانهما، نجح منها لحن محمد الموجي ولكن في مجملها لم ترق الى الالحان التي اعطياها لفائزة احمد ونجاة الصغيرة وشهرزاد، فاتصلت بالسنباطي الذي وعدها ان يعطيها لحنا عندما يعثر على الكلمات المناسبة كذلك جاءت الى القاهرة فنانة مثقفة هي فدوى عبيد التي عملت على الاتصال بالسنباطي راجية ان تجد عنده ما تبحث عنه، وهكذا بدا نوع من التعاون الفني بينهما أثمر اغنيتين -الأولى دينية « لبيك يا ربي» والثانية غزلية « حبيبي انت» ورغم نجاحها فان فدوى عبيد اختارت العودة الى بلدها لبنان زمن جهة أخرى فان المطربة الكبيرة سعاد محمد التي منعت من العودة الى القاهرة ذات يوم بتدبير من ام كلثوم التي توجست منها زمنا وقد سمح لها بالعودة بعد ان الغي قرار المنع وقد قررت الإقامة في القاهرة، واتصلت بالسنباطي، وكان السنباطي الى احياء التراث العريق فعرض عليها ان تغني من الحان «سيد درويش» دور « انا هويت» ولمحمد عثمان «ملا الكاسات» فوافقت على ان يقوم هو بالذات بتلقينها ذلك قام السنباطي بغناء الدور والموشح على عوده وسجلهما في الوقت نفسه وأعطى الشريط لسعاد محمد التي حفظتهما تماما وقدمتهما كما اداهما المعلم لحن السنباطي قبل ان تزداد عليه نوبات الربو قصيد « القدس» من شعر محمد حسن إسماعيل، وهو من ابداعاته الثمينة في عقد ألحانه الوطنية والقومية وقد غنت سعاد محمد هذا القصيد وابدعت فيه في 1970,شدت ام كلثوم ب» اسال روحك» لمحمد الموجي والشاعر عبد الوهاب محمد، فاحدثت دويا كبيرا بألحانها وتطريبها، وفي نفس العام توفي عازف القانون الشهير محمد عبده صالح ليزيد في اسى السنباطي، فقد كان هذا الفنان العازف وراء نجاح اعماله ووراء نجاح ام كلثوم بفضل قيادته للفرقة وللتمارين المرهقة التي كان يمرن بها الفرقة ...وكانت النتيجة ان ازداد تعلق رياض السنباطي بالعزلة علاوة على مرض الربو ,اختار العزلة وهو يتذكر رفاق الدرب في المجال الفني والموسيقى الذين غيبهم الموت. (يتبع)