السؤال الأول اعترض أبي في وصية تركها بعد وفاته على أختي الصغرى في الميراث حيث أوصى بحرمانها من نصيبها في التركة باعتبارها خارجة عن طاعته وقد أكّد في وصيته المكتوبة أنه لا يسامحنا أمام الله إذا أعطينا أختنا نصيبها من الميراث. هل تعطى هذه البنت من تركة والدها أم يجب احترام وصية الأب؟ الجواب: بداية نقول إن وصية أبيكم بحرمان أحد الورثة الشرعيين وهي البنت من التركة هي وصية باطلة من الناحية الشرعية لأنّ قصر المورث في حياته ميراثه بعد وفاته على بعض ورثته وإخراج البعض منه لا يصح شرعا. فلا يملك أحد لا الأب ولا غيره أن يحرم وارثا من ميراثه الشرعي بسبب من الأسباب. ولذا فيحقّ لهذه البنت أن تأخذ نصيبها من تركة أبيها وليس في ذلك ما يخالف الشرع أو يفسد التديّن. السؤال الثاني كثيرا ما يصطحب بعض المصلين أولادهم إلى المساجد فيعارضهم آخرون لما يحدث منهم من تشويش. فما رأي الدين في ذلك ؟ الجواب بداية نقول إن الإسلام قد حث الآباء على تعويد أولادهم على الصلاة والصيام منذ الصغر لما في ذلك من تدريب لهم على ممارسة هذه التكاليف بسهولة عندما يصلون إلى سنّ البلوغ. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع ) . أبو داود. ومن جهة ثانية أمر الإسلام بالمحافظة على المساجد من كل ما يؤذي المتعبدين فيها وتوفير الخشوع والراحة النفسية لهم إضافة إلى المحافظة على نظافتها. حيث قال عليه الصلاة والسلام (جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم وسل سيوفكم واتخذوا على أبوابها المطاهر وجمروها في الجمع) بن ماجة. والتجنيب الذي ورد في الحديث يخصّ الأطفال غير المميّزين الذين يكثر منهم الهرج. أمّا المميزون والعقلاء منهم فلا بأس باصطحابهم إلى المساجد ومشاركتهم للكبار في الصلاة والعبادة مع متابعة تنبيههم على المحافظة على آداب المساجد. السؤال الثالث: كيف يمكن للموظف أن يخرج الزكاة وهو يدخر منه كل شهر مقدارا معينا؟ الجواب أبسط طريقة لإخراج الزكاة أن ينظر هذا الموظف إلى ما تحصل في يده من هذا الراتب فإن جمع ما يساوي نصابا انتظر به حولا كاملا وزكاه مع ما انضم إليه من رواتب الشهور الأخرى ولو لم يحل عليها الحول وتكون زكاتها من باب تعجيل الزكاة قبل مرور الحول وهو الأيسر والأنفع للفقراء علما وأن النصاب الشرعي لزكاة الذهب والفضة والنقود لهذا العام (1441ه) هو 11880 دينارا. السؤال الرابع ما معنى قول ( تزاحموا تراحموا في الصلاة) هل معنى هذا أنه يجب أن يتراصّ الناس في الصلاة مع وجود أمكنة شاغرة في الخلف؟ أم ماذا؟ الجواب: إن الحديث الذي ذكرته في سؤالك هو حديث موضوع لا أصل له وقد حققه الشيخ الألباني ووضعه في سلسلة الأحاديث الضعيفة حتى أنه يقول في تخريجه: ( لا أعرف له أصلا) ولا يجب لأي كان أن ينسب أي كلام يقال إلى النبي صلى الله عليه وسلّم إلا بعد التحرّي والتثبت فيه وذلك بالرجوع إلى أمهات الكتب الموثوق بها حتى ولو كان غرضها الترغيب والترهيب لأنه عليه الصلاة والسلام يقول ( من كذب عليّ متعمدا فليتبوّأ مقعده من النار ) أبو داود. والله أعلم