لم يمض أسبوع واحد على 2005 حتى صدرت أول اسطوانة لمجموعة «تقاسيم» النسائية... الاسطوانة احتوت 6 أغنيات وقطعة موسيقية بعنوان «خولة». وكل الحان هذه الاسطوانة وضعتها قائدة ومديرة هذه المجموعة سميرةالصغير وكتبت كلماتها عايدة النياتي ما عدا أغنية عين الريم التي كتبتها فوزية البيتري. أما الغناء فقد تولته كل من أسماء بن أحمد وعايدة النياتي وعايدة الورغمي وفوزية البيتري. نحن إذن بصدد أعمال من انجاز الفرقة لحنا وكلمة وأداء وهو انجاز غير مسبوق لمجموعة نسائية. «تقاسيم» التي ستحتفل قريبا ب12 سنة على تأسيسها راهنت ومازالت على الانتاج الخاص بعيدا عن عقلية «العربون» وفق توجه ثقافي يعتمد الاقناع موسيقيا والاضافة. والطريف ان سميرة الصغير قائدة الفرقة والأستاذة بالمعهد الوطني للموسيقى ظلت طيلة سنوات تخفي موهبتها وتتهيّب ابراز ألحانها وحول هذا الموضوع تقول سميرة الصغير: «وإذا كانت فكرة انتاج كاسات جديدة نسبية فالتلاحين هي تعد منذ سنين صغري والتلحين الموسيقي كان وسيلة التعبير المفضلة عندي إن لم تكن الوحيدة. أنا عزفت على آلة البيانو الذي كان في بيت جدتي وعمري 5 سنوات. ثم أهداني المرحوم والدي أول بيانو وعمري 7 سنوات وكان حريصا على ألاّ يدوم تمريني اليومي أقل من ساعتين. فطبيعي أن هذا المحيط كان له تأثير كبير على تهذيب ذوقي وشعوري فصرت أعبر بأناملي كلما احتجت لتعبير إحساس فرحة أو أسى. فلحنت كثيرا ولم أترك أثرا لتلك التلاحين إلاّ القليل. ولم يكن يعلم أي إنسان شيء عن تلك التلاحين إذ كانت بالنسبة لي مجرد صور بالأبيض والأسود لبعض من مواقف شبه عادية من حياتي وراحت أغلبها في سلة المهملات. وإذ كنت في دراستي الموسيقية اكتشف عمالقة الموسيقى الكلاسيكية الغربية كبيتهوفن وموزارت واشتراوس وغيرهم فكنت خجولة بالكشف عن تلاحيني بالمقارنة ولبسني حتى اليوم شعور عدم الرضا على النفس. إذن تواجدت التلاحين على مدا السنين ولم أكشف عنها لا إلى عائلتي وأقاربي وحتى لزميلاتي بالفرقة وكنت أظن أني وحدي بالبيت لم أشعر بوجود زوجي بنفس المكان وهو يسجلني. فعاب علي اخفاء مثل هذه الأعمال وطلب مني الاشهار بهذه القطعة الموسيقية التي كانت أعجبته واقترح أن تصبح أغنية. ففكرت بطرح الفكرة على عائدة النياتي التي كانت مطربة بفرقة تقاسيم والتي اتضح أنها موهوبة في كتابة الشعر. هكذا انطلقت المغامرة بالتشجيع المتبادل بيني وبين عائدة. فعزفت عدة قطع واختارت منها ما أوحى لها بكلمات وبحكم تقاربنا وتمسكنا المحكم بأصول الموسيقى كررنا التجربة لستة أغان كتبت عائدة كلماتها وتقدمنا بطلب لوزارة الثقافة مشكورة ولولا دعمها لما تجسم هذا المشروع وأصبح شريط كاسات». سميرة الصغير لحنت أغاني الاسطوانة متأثرة بمواقف واقعية عاشتها كأغنية «خولة» التي ولدت اثر وفاة تلميذة بيانو كانت لها مكانة خاصة عند الأستاذة سميرة الصغير، وأغنية «زفّة» التي تعكس مزيج فرحتها بزواج ابنتها مع حزنها لفراقها بعد مغادرتها بيت أبويها، ولعلّنا نشعر بهذا الاحساس الغريب عند الاستماع لأغنية «زفّة» ذات الايقاع المرح. وفي انسجام تام مع الملحنة، كتبت الكلمات عائدة النياتي أستاذة الموسيقى وفوزية البيتري الصحفية وصاحبتهما في الأداء عائدة الورغمي وأسماء بن أحمد وكلهن مطربات بمجموعة تقاسيم. هكذا اتسمت أغاني هذا المشروع بواقعية وتناسق وإحساس في الكلمات والتلحين والأداء وضمن «الاكتفاء الذاتي» تم تسجيل بعض الأغاني في استوديوهات المجموعة الخاص وحتى غلاف الاسطوانة والربط صممته مريم زوجة ابن قائدة المجموعة سميرة الصغير.