ذكر السيد سفيان المؤدب المدير العام للمجمع المهني المشترك للغلال، أنه من المنتظر أن ترتفع صابة التمور لهذه السنة مقارنة بالسنة الماضية بنسبة 10٪ وأن تونس قد نجحت في اكتساح مجموعة من الأسواق الجديدة عبر العالم لتصدير تمورها. وأضاف محدّثنا أن التقديرات الأولية للانتاج حسب المصالح المختصة من المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية تقدر بحوالي 27.8 مليون عرجون مقابل 26 مليونا في الموسم الفارط، ومن المنتظر أن تكون الزيادة بنسبة 10٪ مقارنة بموسم السنة الماضية علما أن إنتاج 2010 قدر بحوالي 174 ألف طن من التمور منها 119 ألف طن دقلة نور وقد قام الفلاحون بمجهودات كبيرة للقيام بكافة العمليات الضرورية لتوفير هذا الانتاج ودعم عمل الفلاحين. وقال السيد سفيان المؤدب: «من المنتظر أن تكون صابة هذا العام طيبة ونأمل أن تكون الظروف المناخية ملائمة حتى تستكمل الصابة نضجها التام، لأن الحصول على تمور ذات جودة يمكن أن تتأثر خلال النصف الأول من شهر أكتوبر... وهناك من جهة ثانية تخوف من الأمطار». وقام المجمع المهني المشترك للغلال بالتعاون مع المصدرين والهياكل الفلاحية المختصة بتوفير مليون و800 ألف ناموسية، منها 300 ألف ناموسية تمت حياكتها من طرف وحدات اقتصادية صغيرة في اطار المساعدة على توفير مواطن شغل بهذه المناطق. وستتم مواصلة عملية تأطير هذه اليد العاملة قصد تقليص الكلفة الاضافية للناموسية التونسية مقارنة مع الناموسية الموردة من الصين... ويتم بيع الناموسية للفلاحين بدعم بنسبة 80٪ مقارنة مع ثمنها الأصلي. كما قام المجمع عن طريق صندوق النهوض بجودة التمور بتمويل عمليات تنظيف الواحات، ومقاومة القوارص ومقاومة حشرة «الأوروكتاس»... وتم الترفيع في الميزانية المخصصة لمقاومة هذه الحشرة من 10 الى 20 ألف دينار. تصدير وآفاق تمثل السوق المغربية أبرز وجهات تصدير دقلة النور التونسية بنسبة 30٪ من الكميات المصدّرة... لكن المنافسة التي جرت السنة الماضية بالسوق المغربية مع بلدان جديدة أثرت على عملية البيع، وأثرت كذلك على موسم التمور عموما... ويقول المدير العام لمجمع الغلال، السيد سفيان المؤدب أنه وبعد التشاور مع المهنيين، قام المجمع ببث ومضات إشهارية على القنوات المغربية خلال عشرين يوما (10 أيام قبل رمضان وعشرة أيام بعده)... وأفاد التقييم الذي أجري بعد ذلك بأن المنتوج التونسي من دقلة النور قد لقي رواجا وانسيابا في السوق المغربية هذا العام. وقد بلغت الكميات المصدّرة الى غاية يوم 6 سبتمبر 80666 طنا بقيمة 280 مليون دينار مقابل 77475 طنا بقيمة تناهز 264 مليون دينار لنفس الفترة الموسم الماضي. وتجدر الاشارة الى أن السوق المغربية تتصدّر الوجهات المصدّرة تليها فرنسا في المرتبة الثانية وايطاليا في المرتبة الثالثة تليها ألمانيا واسبانيا وروسيا. كما تمّ اكتساح مجموعة من الأسواق الجديدة منها سرفينيا وكوريا الجنوبية والسيشال والنرويج والتشاد وكولمبيا ومصر... مع تطور هام وتضاعف كميات التصدير نحو بنغلاديش والسويد وفنزويلا والكوت ديفوار. أسعار وتأخير من المنتظر حسب المؤشرات الأولية انطلاق موسم جني التمور بتأخير نسبي مقارنة مع الموسم الماضي، أي مع موفى شهر أكتوبر... وتدعو وزارة الفلاحة الفلاحين قبل هذا الموعد الى استكمال عمليات التغليف والتنظيف. ويبقى عدم ارتفاع درجات الحرارة ليلا في أكتوبر وعدم هطول كميات من الأمطار شرطا أساسيا لضمان جودة التمور هذا العام مقارنة بالموسم الماضي. أما فيما يتعلق بأسباب ارتفاع الأسعار في الفترة الماضية. فأفاد السيد سفيان المؤدب أن ارتفاع الأسعار يتناقض مع توفر الانتاج... وأكد توفر كميات التمور قبل وخلال وبعد رمضان... وأن منتوج التمور مازال متوفر حاليا ببعض مخازن التبريد. وقد مكنت منظومة التبريد هذا العام من توفير التمور التونسية لعدة بلدان أجنبية واستغرب محدثنا من الهوّة في الأسعار بين الثمن الذي يبيع به الفلاح والأسعار الموجودة في السوق... عموما من المنتظر أن يتم التفكير في مزيد تثمين التمور التونسية من خلال اكتساح أسواق جديدة وإعادة استغلال التمور في منتوجات محوّلة. أما فيما يتعلق بالحرائق التي طالت بعض الواحات فقلص محدثنا من أهمية تأثيرها على الإنتاج.