لا يزال ارتفاع أسعار الخضر والغلال متواصلا في مدينة مكثر رغم وفرة المنتوج مما أثر سلبيا على ميزانية أرباب الأسر وخصوصا الفئات ذات الدخل الضعيف، وفي خطوة قد توصف بالاجراءات التقشفية عمد أصحاب المطاعم الى اقصاء هذه المادة من الوجبات المقدمة للحرفاء. ولئن اعتمد جل المواطنين على التداين كحل ظرفي لتجاوز هذه الأزمة وتوفير بعض المواد الأساسية لسد الحاجيات الضرورية فان بعض أصحاب المطاعم بالمدينة رفعوا «الورقة الحمراء» في وجه مادة البطاطا مستغنين عن خدماتها ولو ظرفيا بسبب ارتفاع ثمنها إذ تراوح الكلغ الواحد بين 1000 مي و1200مي.
هذا الإجراء «التقشفي» الذي اتخذه أصحاب المطاعم بالجهة لاقى امتعاضا كبيرا من طرف الحر فاء وخصوصا عشاق «الفريت» حتى أن البعض منهم قاطع دخول المطاعم في غياب هذه المادة المفضلة لديه. وبحديثنا مع بعض أصحاب المطاعم أكدوا أنهم اتخذوا هذا الإجراء مضطرين إذ خيروا بين الزيادة في أسعار المأكولات أو التخلي عن مادة البطاطا رغم علمهم الكبير بعشق جل الحرفاء لهذه المادة الشهية وخصوصا عند قليها فاتفقوا على الخيار الثاني حيث يقول عم محمد القروي «أنا شخصيا أحب مادة البطاطا خصوصا عندما تكون مقلية لكني مضطر للاستغناء عنها لأن سعرها مرتفع كثيرا ومهما فعلت فلا يمكنني تحقيق المعادلة بين المداخيل والمصاريف واستغل هذه الفرصة لأطلب المعذرة من كل الحر فاء أولا كما أطالب سلطة الإشراف بالتدخل لتعديل الأسعار». ومن جهته يقول عم محفوظ أحد الحرفاء الأوفياء لهذا المطعم «لا طعم للأكل في غياب البطاطا المقلية سامح الله من كان سببا في ارتفاع ثمنها» .
أما الشاب شرف الدين فانه يتهم باعة الخضر والغلال بالتلاعب بالأسعار غير مكترثين بالمقدرة الشرائية للمواطن قائلا «إنه جشع باعة الخضر والغلال فكلغ البطاطا لا يتجاوز 500 مليم عند الفلاح لكن هذا الثمن يتضاعف في الأسواق ولا أدري أين هي مراقبة الأسعار؟؟ أ أصبحنا في حكم الغاب» كل يتصرف دون حسيب أو رقيب؟؟ فقط أريد إجابة واضحة ومقنعة فالأسعار تزداد يوما بعد يوم ولا حياة لمن تنادي».
تركنا العم محمد يتجادل مع بعض الحرفاء حول مسألة غياب البطاطا في الأطباق الرئيسية للمأكولات واتجهنا نحو السوق البلدية فوجدنا أكداسا كبيرة من الخضروات والغلال بما في ذلك مادة البطاطا وبسؤالنا عن تواصل ارتفاع أسعار مختلف المنتوجات الغذائية من خضر وغلال يقول التاجر محمد الصالح «الأمور تتجاوزنا فالتكلفة الكبيرة لتوفير هذه المنتوجات وكذلك وجود عديد الدخلاء والمحتكرين هي أهم الأسباب لارتفاع أسعار الخضر والغلال وهذه الفاتورة التي اشتريت بها بضاعتي بإمكانك الإطلاع عليها».
أما الخالة صالحة والتي وجدناها تتجول بين باعة الخضر والغلال متفحصة أسعار مختلف المنتوجات فهي تقول :»نحن المستهلكين وخصوصا أصحاب الدخل الضعيف دائما ضحايا «فالمعيشة أصبحت لا تطاق وأنا أتساءل من يدافع عنا نحن الضعفاء؟». سؤال الخالة صالحة يطرح عديد الأسئلة ولعل أبرزها متى سيتوقف الارتفاع الصاروخي لأسعار الخضر والغلال في أسواقنا؟