كشف الباحث التونسي الدكتور رضا الإمام عن أبحاثه المتعلقة بالدواء الجديد الذي توصل إليه لمرض الزهايمر وذلك خلال مشاركته في المؤتمر الوطني الثاني للطب المثلي بتونس بحضور أكثر من 200 مشارك من أطباء وصيادلة ومهتمين بالشأن الصحي. الباحث التونسي الدكتور رضا الإمام أخصائي الطب الباطني وطب الشيخوخة والطب المثلي تحدث ل (الشروق) على هامش هذا المؤتمر الذي نظمته الجمعيّة التونسيّة للطبّ المثلي مؤخّرا بأحد نزل العاصمة تحت إشراف وزير الصحة العمومية قائلا «إن هذا البحث تونسي مائة بالمائة وينتظر أن تحصل منه الاستفادة في علاج المصابين بداء الزهايمر في بلادنا وفي كافة بلدان العالم, مؤكدا على نجاعة هذا الدواء الجديد وعدم ضرره بجسم الإنسان وخاصة قلة تكلفته المادية».
وأضاف الدكتور رضا الإمام قائلا إن هذا الدواء سيحقق إضافة علمية متميزة للطب عموما وخاصة منه في تونس باعتبار الصعوبات الكبيرة التي يعيشها المصاب بمرض الزهايمر وعائلته وبحكم انتشاره الواسع لدى فئة المسنين وخطورته وارتفاع تكاليف التكفل به والعلاج الكيميائي الحالي الذي يفتقر إلى النجاعة الكافية».
وكان الدكتور رضا الإمام سبق أن قدم نتائج بحثه منذ فترة بفرنسا ضمن مؤتمر عالمي. وهذا البحث هو الآن في طريقه إلى النشر بإحدى المجلات الطبية العالمية ذات الصيت لدى الكفاءات العلمية, يقول الباحث الإمام.
ورقات بحثية
من ناحية ثانية قدّم عدد من الأطباء والأخصائيين من تونس عديد الورقات البحثية خلال المؤتمر نذكر منها خاصة مداخلة الدكتورة هدى عرجون أخصائية طب الأطفال حول علاج الالتهابات المزمنة للأنف والأذن والحنجرة بعقاقير الطب المثلي التي أثبتت نجاعتها في التكفل بمثل هذه الأمراض الكثيرة الانتشار لدى الأطفال. كذلك مداخلة الدكتورة إبتسام طنبورة حول أهمية علاج إلتهابات الجهاز البولي المتكررة باعتماد أدوية الطب المثلي. وقد تطرق بقية المشاركين إلى العديد من المواضيع الهامة التي تتعلق بأمراض عصبية ونفسية وعضوية وسرطانية.
وقال كاتب عام الجمعية التونسية للطب المثلي الدكتور أنيس بامري ل (الشروق) إن المؤتمر ركز هذا العام على أهمية البحث العلمي في ميدان الطب المثلي وسبل تدعيمه من أجل التوصل إلى علاجات ناجعة وقليلة الكلفة ودون أضرار جانبية. مضيفا إنه تمّت استضافة باحثين من فرنسا نذكر منهم بالخصوص الدكتور جون لويس دومونجا رئيس قسم الطب النووي ومدير مخبر للبحث العلمي في تقنيات الرنين المغناطيسي بفرنسا الذي قدم مداخلة هامة حول التفسير العلمي للكيفية الفيزيائية التي تؤثر من خلالها الأدوية المستعملة في الطب المثلي على جسم الإنسان دون إلحاق الضرر به.
عدم التغطية من «الكنام»!
وكشف الدكتور بامري عن بعض الأرقام المتعلقة بأدوية الطب المثلي Homéopathie الذي يُعَدُّ أحد فروع الطب البديل ويلقى إشعاعا متفاوتا حسب البلدان قائلا إن المنظمة العالمية للصحة تشجع منذ سنوات على إدراجها (أدوية الطب المثلي) ضمن المنظومات الصحية الرسمية لجميع الدول. وإنّ أكثر من 400 مليون شخص يستعملون الأدوية المثلية في العالم وأكثر من 100 ألف طبيب في العالم مختص في الطب المثلي الذي ينتشر في أوروبا (خاصة بفرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إسبانيا، إيطاليا وروسيا) وفي آسيا (خاصة بالهند أين الطب المثلي يمثل جزء لا يتجزأ من المنظومة الصحية القومية) وفي القارة الأمريكية (خاصة بالبرازيل والأرجنتين). أما في إفريقيا فإن انتشار الطب المثلي بدأ منذ الثمانينات وتعتبر تونس من أكثر البلدان الإفريقية والعربية تطورا في هذا المجال حيث يفوق عدد الأطباء المختصين 800.
وختم قائلا: «الإقبال على هذه الأدوية في تزايد مستمر بتونس ويقدر نسبة مستعمليها بين 15 و20 %. وهذا التزايد دليل على وعي التونسي بأهمية هذا العلاج ونجاعته وانعدام المضاعفات مقارنة بالأدوية الكيميائية. ورغم التطور المستمر للطب المثلي في تونس وتدريسه من خلال ماجستير في كلية الطب بسوسة فإن الصندوق الوطني للتأمين على المرض لا يغطي هذه الأدوية للأسف. ولعلمكم فإن نسبة الإقبال في فرنسا بلغت 53 % سنة 2010 بعد أن كانت 40% في 2004».