بعد القوة العسكرية التي ارسلها المعز بن باديس إلى الجزيرة بطلب من اهل صقلية ،نشب الخلاف بين الصقليين وانحاز بعضهم إلى الاكحل ضد جيش المعز الذي يقوده ابنه عبدالله بن باديس ونجحوا في هزمه بعد أن نموا على الاستنجاد بجيش غريب واختاروا شقيق الاكحل واليا عليهم واسمه الصمصام. انتهت مرحلة الكلبيين في صقلية بخروج الصمصام وسيطرة الشيوخ عليها وعرفت صقلية مرحلة حكومات طوائف متصارعة إذ استقل ابن منكود بمازروطرابنش والشاقة ومرسى واصبحت قصريانة وجرجنت تحت سيطرة ابن الحواس علي بن نعمةوثار محمد بن آبراهيم بن الثمنة واستولى على سرقوسة ولقب نفسه بالقادر بالله ويذكر ابن خلدون أن اهل بلرم ولوه على انفسهم عندما اخرجوا الصمصام وبذلك توزعت صقلية ولايات متناحرة.
هذا التشتت الذي عاشته الجزيرة بين الحكام العرب كان من الطبيعي أن ينهي سلطتهم ، فبعض المصادر تقول أن ابن الثمنة تزوج من ميمونة شقيقة ابن الحواس حاكم قصريانة وجرجنت وفي يوم ما وهو في حالة سكر تشاجر معها وامر بفصدها وكادت تموت اذ نجح الاطباء في علاجها وبعد شفائها تظاهرت بقبول اعتذار زوجها حاكم سرقوسة وطلب أذنه في زيارة شقيقها وروت له ما كان من امر زوجها فأقسم بان لا تعود اليه وتمسك زوجها بعودتها فقامت الحرب بينهما وعندما شعر ابن ثمنة بالهزيمة استنجد بالنور مان سنة 444 ه وعندما النور مان لإنقاذه انتهى الحكم الاسلامي في صقلية.
وفي السنة نفسها اعلن المعز بن باديس فك ارتباطه بالفاطميين في القاهرة وولائه للعباسيين في بغداد فأزال اسم الخليفة الفاطمي فارسل اليه الهلاليين الذين خربوا القيروان ففر عدد كبير من اهل المدينة ومن خاصتها وعلمائها إلى صقلية ليكون التأثير العربي الاسلامي في هذه المرحلة كبيرا إذ استقطبت صقلية ابرز النخبة القيروانية فيما غرقت إفريقية في الفوضى والخراب.