يعتبر سيف الله بن حسين الملقب بأبي عياض التونسي، أهم القيادات السلفية الميدانية الناشطة في تونس، حيث كان حاضرا في أغلب المحطّات التي كان فيها السلفيون طرفا أو فاعلا في المشهد السياسي في تونس، كما أنّ تصريحاته النارية أصبحت تثير الجدل حتى خارج حدود البلاد. «أبو عياض» يبلغ من العمر 45 سنة ويقال أنّه تتلمذ على يد الشيخ أبي قتادة الفلسطيني، وشغل مديرا لنشرية «صاحب عبادة»، عاش زمنا في بريطانيا، ثمّ سافر «للجهاد» في أفغانستان وتنقّل بين عدد من الدول وكان مطلوبا لسنوات من قبل عدّة حكومات (تونس، بريطانيا، تركيا...)، إلى أن القي عليه القبض في تركيا التي سلمته إلى السلطات التونسية التي حكمت عليه ب43 سنة سجنا.
بعد ذلك أطلقت حكومة محمد الغنوشي سراحه مطلع شهر مارس 2011 بمقتضى العفو التشريعي العام بعد أن قضى ثماني سنوات في السجن. يرفض أبو عياض توصيف ما حدث في تونس بالثورة، ويعتبرها خروجا عن حاكم ظالم. ويصف مشايخ السلفية في السعودية بأنهم «شيوخ البترودولار»، ولا يعترف إلا بالقليل منهم كالشيخ عبد العزيز بن باز. كما لا يؤمن بمنهج حزب حركة النهضة، وربمّا كان الوحيد من بين قيادات الحركات الإسلامية الذي وجّه لها نقدا حادا وهاجم قياداتها، إلى درجة أنّه وصف الحكومة التي تقودها بالفاشلة والتي بسقوطها سيتمكن أنصاره من قيادة البلاد.
تصريحات أبو عياض المثيرة للجدل لم تقف عند الشأن التونسي بل قام بإصدار فتوى ما يعرف ب«الجهاد بعد الانسحاب» ويقصد من خلالها، إجازة الجهاد ضد حكومة المالكي بعد انسحاب الجيش الأمريكي. هذه الفتوى أثارت حفيظة مشايخ السنّة والشيعة العراقيين على حدّ سواء لتزامنها مع 13 عملية تفجيرية في يوم واحد نفذها انتحاريون ضد مواقع شيعية، الأمر الذي دفع بجماعة علماء العراق السلفية التي يترأسها خالد الملا إلى إصدار بيان طالبت فيه الحكومة العراقية برفع دعوى قضائية ضد السلفية التونسي «أبو عياض».
يذكر أن الجماعة التي يتزعمها أبو عياض التونسي تطلق على نفسها اسم «ملتقى أنصار الشريعة». وقد عقدت مؤخرا تجمعا جماهيريا ضخما بمدينة القيروان ترأسه أبو عياض وتلا فيه بيانا اعتبره العديد من المتابعين بيانا تعديليا في خطاب الجماعة، حيث وجّه من خلاله رسائل ايجابية حول نظرة الجماعة للمرأة وللإعلام وللحكومة وغيرها من المواقف التي بدت أقلّ تشددا من خطاباته السابقة.