يواصل ثلاثة قضاة تحقيق بكل من المكتب الحادي عشر والرابع والعشرين والثاني عشر البحث مع عدد من القيادات التابعة للتيار السلفي الجهادي في تونس وذلك على خلفية أحداث العنف التي جدت بالسفارة الأمريكية جمعة 14 سبتمبر 2012 والتي أسفرت عن سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى . ونذكر أسماء قيادات عرفت بانتمائها إلى حركة أنصار الشريعة الاسلامية في تونس وعلى رأسها «أبو عياض» والقيادي الثاني حسن بريك وعادل الحناشي وسامي الصيد المسؤول اللوجيستي في الحركة كل هذه الأسماء وغيرها أصبحت حديث الساسة والاعلام والرأي العام وذلك بعد ايقاف كل من حسن بريك وعادل الحناشي وأسامة الشابي الذي تم اطلاق سراحة عشية 3 أكتوبر 2012.
القيادات السلفية والرهان السياسي
وتابعت «الشروق» ملف السلفية الجهادية الذي خرج من طاولة السياسة الى طاولة القضاء وفي هذا الخصوص التقت «الشروق» بشقيق حسن بن بريك الذي يعمل مطرب راب ويدعى كريم بن بريك وذلك في أحد أروقة قصر العدالة حيث كان ينتظر نتيجة استنطاق شقيقه القيادي الثاني في أنصار الشريعة الاسلامية وأفادنا بأن «السلفية» في تونس أصبحت سياسة تتلاعب بها جميع الأطراف مشيرا الى أنه إذا تم فعلا استهداف السلفيين فإنه سيصوت في الانتخابات القادمة الى أحزاب جمهورية أو ديمقراطية مادامت هذه الأحزاب هي التي تتحكم في مصائر الناس على حد قوله.
كما طالب شقيق حسن بن بريك القضاء بتطبيق القانون دون إرضاء لأجندات سياسية وعن عملية إيقاف شقيقه حسن بن بريك ليلة الأحد الموافق ل 23 سبتمبر 2012 أكد بأنه تم ايقافه دون إذن من النيابة العمومية بمحكمة تونس الابتدائية وبقي طيلة ليلة الأحد في مكان مجهول إلى غاية ظهر يوم الاثنين 24 سبتمبر 2012 حيث اتصل بعائلته عون أمن تابع للثكنة العسكرية بالعوينة وأكد لهم بأنه في الاحتفاظ وعند احالته سيتم اعلامهم ولكن لم يقع اعلامهم بعد ذلك الاتصال. كما أفاد نفس المتحدث بأن إذن وكيل الجمهورية بمحكمة تونس الابتدائية صدر يوم الاثنين 24 سبتمبر.
ما علاقة إيقاف حسن بن بريك وتصريحاته بمشاريعه السياسية
وفي نفس السياق التقت «الشروق» بباحث اجتماعي يدعى فابيو موريني ايطالي الجنسية يعمل مع منظمة عالمية تسعى لإجراء بحوث حول ظاهرة السلفية في تونس أجرى حوارا مع حسن بن بريك صبيحة يوم ايقافه حوار تضمن مواضيع تخص كيفية انشاء حركة أنصار الشريعة الاسلامية ومن هم أبرز قياداتها وماهو منهجها الفكري ومخططاتها المستقبلية؟
كانت اجابة حسن بن بريك كما وصفها الباحث بالتلقائية عن طبيعة علاقته بأسامة بن لادن ونفى نفيا تاما حكاية الرسالة التي وصلته منه في شهر مارس 2011 والتي أعطى فيها تعليمات لهذه الحركة عن كيفية تطبيق الشريعة في تونس بعد الثورة مشيرا إلى أنه التقى ببعض القيادات السلفية لأول مرة بعد الثورة في مدينة «سكرة» من ولاية أريانة بمشاركة شيوخ معروفين منهم «بشير بن حسين» ومختار الجبالي وممثل حزب النهضة الصادق شورو.
قدم حسن بن بريك محاضرة دينية في 20 ماي 2011 حضرها عدد من التيارات الاسلامية في تونس وبعد أيام تم الاعلان الرسمي عن تأسيس حركة أنصار الشريعة الاسلامية على يد حسن بن بريك ولكن برزت هذه الحركة متزامنة مع حركة أنصار الشريعة في اليمن لكن حسن بن بريك نفىأي علاقة تربط بين الحركتين، نظرا لخصوصيات كل واحدة ولا وجود لأوجه تقابل بينهما.
منهج أرض الدعوة مشروع سياسي سلفي
ويضيف بأن الفكرة من الأساس نشأت بهدف التعايش والتأقلم مع المشهد السياسي التونسي موجها عمل الحركة الى تفعيل الجهد النظري المتثمل في جعل تونس «أرض الدعوة» وهو مشروع سياسي ينطلق من مفهوم أرض الجهاد الى أرض الدعوة اي بتطبيق الشريعة في الواقع. ويقول حسن بن بريك بأن منهج «أرض الدعوة» هو مشروع سياسي سلفي قادم، موضحا بأنه لا يؤمن بالديمقراطية. كما أضاف بأنه لا يستطيع ان يتصور انه باسم الاغلبية يمكن ان يعيش في مجتمع لا تطبق فيه الشريعة وتشرع فيه القوانين الوضعية.
نطالب بفرصة للعمل أمام الشمس ودون ضغوطات
أكد حسن بن بريك بأنه في كل مرة يحاولون العمل والتقدم بخطوة الى الأمام يزداد التوتر والضغوط عليهم نظرا لتكرر الاستفزازات على غرار الاساءة الى المقدسات مما يفرض عليهم السعي وراء الشباب لتهدئتهم.
في هذه المناسبة تأسست أول هياكل حركة أنصار الشريعة وكانت حسب ما صرح به حسن بن بريك أول رسالة يعلن فيها لأول مرة التقاء مجموعات سلفية في اطار اتحاد اسلامي ينبثق عنه اتحاد عمال واتحاد طلبة مع اقتراح هيكل للشريعة الاسلامية. هذه هي أهم مشاريعهم وبرامجهم كما يسعون الى فتح مقرات محلية من اجل تأطير الشبان على غرار مقر تابع للحركة بجهة «سجنان» من ولاية بنزرت.
هوامش
يبلغ حسن بن بريك من العمر 34 عاما متزوج يقطن بولاية بن عروس ينشط في اطار جمعية خيرية اسلامية ومكلف بفتح مقرات محلية تابعة لأنصار الشريعة من اجل تأطير الشباب.
تلقى تعليمه الديني في سوريا أما سامي الصيد فهو مسؤول لوجيستي في الحركة مكلف بتنسيق الحملات الخيرية في حين يشغل أبو عياض مهمة المكلف بالاعلام. والخطيب الادريسي يبقى المفكر والمنظر لأنصار الشريعة مع العلم انه لا ينتمي الى هذه الحركة وقد تم تعويضه بأبي عياض.