بعد طول انتظار تحقق حلم الملايين من شعوب المنطقة وأحرار العالم بإسقاط بعض أنظمة الاستبداد والفساد والقمع في تونس ومصر وعلى الدرب تسير اليمن وليبيا وسوريا والأردن ويتوقع البعض أنه على نهاية العام الحالي 2011 م سيتغير شكل الخريطة السياسية للمنطقة ليكون شرق أوسط جديد بمواصفات ومعايير وطنية وقومية بعيداً عن الأيدي الخارجية العابثة بالحقوق العادلة والمشروعة لشعوب المنطقة بعد عقود من القهر والسلب أضاعت الثروات فكانت الثورات ، كما يرى غالبية المتابعين للمشهد العام في المنطقة أن المشروع الصهيوني هو الخاسر الأكبر من هذه الثورات بعد انهيار منظومة الأمن الاستراتيجي لدولة الاحتلال الصهيوني بسقوط نظام مبارك وبالحراك الخشن في باقي دول الجوار ، لذا كان من المتوقع أن تسعى إدارة المشروع الصهيوني بكافة السبل لإجهاض هذه الثورات أو تحريك البوصلة في الاتجاه المعاكس وبصور متعددة . شواهد ودلالات ** الاعتداءات المتكررة على غزة واغتيال القيادات بهدف إشعال المنطقة ، بالمزيد من العمليات العسكرية المتوقعة على غزة والفورات الشعبية في دول الجوار كردود أفعال ** الضغط لتفريغ تقرير جولدستون من محتواه وشغل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بهذه الملفات عن غيرها خاصة حقوق الشعوب في التحرر والاستقلال الوطني من الاستبداد العربي فضلاً عن سباق الاستيطان الصهيوني في القدس بهدف توتير الأجواء وفرض واقع جديد على الأرض ** تحريض بعض المتطرفين الغربيين أمثال القس المغمور جوينز لحرق المصحف وغير ذلك من الأعمال المستفزة لمشاعر وشعائر المسلمين ما يترتب عليه من إثارة يصدر عنها حالات فوضى وردود أفعال هائجة ضد المصالح الغربية ما يزيد الاحتقان السائد وترسيخ عقدة الاسلاموفوبيا ** دعم الكيان الصهيوني لأعداء الأمس "سوريا" خوفاً من سقوط باقي الأنظمة العربية حتى ما تسمى بالممانعة أو المقاومة لأنها في جميع الأحوال صاحبة مصالح مع الكيان الصهيوني "راجع صحيفة (جيروزاليم بوست) الصهيونية على موقعها الإلكتروني عن دعم أغلب الصهاينة النظام السوري برئاسة بشار الأسد؛ بزعم أن سقوطه سيؤدِّي إلى صعود جماعات إسلامية إلى الحكم تهدد الكيان. ** الدعم العسكري "الأسلحة وقوات المرتزقة" لأنظمة الاستبداد والفساد والقمع في ليبيا واليمن ضد الشعوب الثائرة ** المعارك الوهمية المقصودة بين التيار العلماني والتيار الإسلامي خاصة السلفي واستخدامه كفزاعة جديدة بديلا عن فزاعة الإخوان التي فشلت بل حققت التفاف شعبي ونخبوي غير مسبوق حول الجماعة ** التوظيف الرخيص وغير الأخلاقي للمذهبية والطائفية والقبلية بهدف شق الصف الوطني وتمزيق النسيج المجتمعي ونشوب النزاعات والحروب الأهلية ** دعم وحماية رموز الاستبداد والفساد والقمع بهدف إنجاح الثورات المضادة والنيل من الجبهات الداخلية لدول المنطقة خاصة دول الجوار. خلاصة المسألة ...... من المتوقع أن يسعى المشروع الصهيوني بهذه المحاولات غير الأخلاقية لإجهاض الثورات حديثة الولادة وأن يمنع تكرارها ، وفي المقابل من الواجب الشرعي والمسئولية الوطنية أن يكون للشعوب مشروعها في حماية وحراسة مكتسباتها ،هذا هو التحدي، ..... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ..... محمد السروجي كاتب مصري