ما إن تبدو في الأفق مؤشرات على استعادة قوى الثورة للمبادرة، حتى تكشر قوى الردة عن أنيابها مدعومة من هذه الحكومة وإعلامها المعادي للثورة مهددة يإدخال البلاد في نفق الفوضى والعنف. فقد تزامن انطلاق اعتصام القصبة الثالث الذي أجهضته الوزارة الارهابية باستعمال العنف الشديد مع فتح السجون ودفع المجرمين إلى نشر الرعب. وتزامن الغضب الذي أطلقته تصريحات الراجحي مع إشعال الفتنة العروشية في الجنوب. . وتزامن اتطلاق اعتصام المصير مع حرق صابة القمح بباجة، وصابة التمور بتوزر والآن، وبالتزامن مع الدعوة الجدية لجمعة العودة، ولاعتصام جديد بالقصبة، ها قد عادت عصابات التجمع والوزارة الارهابية لإشعال الفتيل وإذكاء نار الفتنة العروشية من جديد في مدينة سبيطلة، بنفس السيناريو الذي اتبعته في المتلوي من قبل، دون خجل ولا وجل، ثقة منها في الافلات الشامل والكامل من العقوبة ككل المرات السابقة. إن قوى الردة أثبتت لنا في كل مرة أنها لا تيأس أبدا من إمكانية استغفال الشعب التونسي واستحماره مجددا وتحويل ثورته إلى ما يشبه السابع من نوفمبر الجديد، مبقية على جميع رموز الفساد والافساد في مواقعهم، معولة لانجاح مخططاتها على ما تتوهمه من قصر نفس الشعب وعلى ما يبدو لها من ضعف المنتظم السياسي وجبن بعض أطرافه، وخيانة وتواطؤ بعض أطرافه الأخرى، وهي بذالك لا تترك لنا من خيار أبدا غير العودة إلي نفس وسائل الثورة التي مكنتنا من إجبار المخلوع على الفرار، فتلك الوسائل هي وحدها على ما يبدو الكفيلة بإسقاط النظام الذي لا يزيده الوقت الذي نمنحه إياه إلا تماسكا وإصرارا على المضي في الإجهاز على ثورتنا ووأد أحلامنا بالحرية والكرامة