الإضراب حق شرعي لا يناقش شرعيته أحد خاصة للمطالبة بحقوق مبدئية واضحة وضوح الشمس لكن أنانية المسؤولين في بلادنا جعلتهم... يتغاضون عن منج العامل والموظف مقابل ما يبذله من مجهود لكي ينعموا هم بالكراسي ويبتكروا حوافز ومنحا تمثلت في سيارات فخمة وعصرية ومنحا خيالية إلى جانب أنهم يعيشون فوق كل القوانين فالشرطي يحترمهم أكثر من اللازم ويغض الطرف عن مخالفاتهم والبلدية لا تكترث بمختلف اعتداءاتهم على أبسط القواعد البلدية وسوق الشغل مفتوح لأبنائهم وأقاربهم وأحباب أحبابهم ..وفي الإدارة يتصرفون مثل الملوك والسلاطين وأعوان الاستقبال يبعدون عنهم أي مواطن في حاجة إلى فض مشكل ويوهمون الناس بأنهم في اجتماع أبديّ وأعوان ديوانه يرمون رسائل المواطنين في سلة المهملات والسيد المسؤول لا يهتم إلا بشؤونه الخاصة ويحلم بمنصب جديد يدر عليه من منافع جديدة ..أما الكادحون فلا يفكر أبدا في وضعيتهم ...هذه صورة مصغرة للغاية عن المسؤول في بلادي الذي لا تهمه إلا مصالحه ويعمل جاهدا على طمس الحقيقة . هكذا فلا يوجد من ينتقد حق الإضراب لأن الصبر نفذ من أعماق العامل والموظف وهو يرى رفاهية المسؤول وتجاهله لأبسط مطالب الكادحين . ولكن هناك قوانين تنظم لا بد من احترامها ولا بد من المحافظة على شعور إنساني يبرز أن الإنسان بشر له عواطف رقيقة لا تحجب واجباته الإنسانية فما وقع في مستشفى سهلول في سوسة وعرضته التلفزة لا يمكن جعل أي كان يتعاطف مع المضربين الذي رفضوا مد يد المساعدة إلى المرضى. مرضى اشتكوا من الجوع ومن الإهمال وهنا أتساءل عن سكوت رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان وكل المنظمات الإنسانية لأن القانون الدولي يعاقب من لا يقدم النجدة إلي من هم في خطر ...وفي سهلول طبق الإضراب والضحايا هم المرضى والمضربون يعلمون أن المرضى يعانون من آلام لا تتحمل الإهمال وبلغني من أستاذ بمعهد الدراسات الفلاحية بماطر أن العمال شنوا إضرابا للمطالبة بالترسيم وشلت الحركة في المعهد الذي يحتوي على اصطبلات بها حيوانات تتطلب العناية المتواصلة ورغم توسلات الأساتذة إلى العمال لتقديم العلف إلى الحيوانات إلا أنهم رفضوا وبقوا جالسين يتفرجون ودفعت العواطف الإنسانية بعض الموظفين والأساتذة إلى تقديم العلف إلى هذه الحيوانات ..فإلى هذا الحد فقد البعض شعورهم الإنساني ؟ ولاشك أن من يخطط للإضراب ويشجع ويحرص عليه أن يطالع فصول القانون العالمي حول الإضراب ثم أين هي السلطات التي يجب أن تقف ضد التطاول على القانون؟ محمد الكامل