أناشدكم يا سيادة الرئيس أن تلتفتوا بعين الرحمة والرأفة بحال عائلات بقايا مساجين حركة النهضة وجميع المتورطين في قضايا السلفية الجهادية من أبناء تونس المتواجدين في السجن منذ فترات متراوحة. لا أحد في تونس وخارجها ينكر جرمهم ونواياهم الاجرامية ولكن العفو عند المقدرة عهدته شخصيا من شيم أخلاقكم بعد أن تخلى عليهم الغوغائيون من المتاجرين بمآسيهم. لا أريد الدخول في الجدل الأجوف لقانون الإرهاب والمساجين السياسيين في تونس ولكني أرجوكم ثم أرجوكم ثم أرجوكم أن تترفعوا عن فخ المكابرة والعناد الذي يدفعكم إليه سماسرة الدموع والحقد والكراهية من الذين يتخذون من مأساة غيرهم وسيلة للتمعش السياسي والابتزاز الحقوقي للمزايدة في أسواق السمسرة المترصدة بمسيرة التغيير. إن باب العفو والصفح تخدمه مبادئ التسامح والتآزر التي دأبتم على ترسيخها في توجهاتكم العامة وخطابتكم الرسمية التي تترفع عن العقد النفسية والحواجز الشخصية التي تجعل منها أطراف في أجهزة السلطة وأخرى في المعارضة بعبع قد ينقلب عليكم من جراء كرمكم وفضلكم عليه بالعفو والصفح وطي صفحة الماضي. إن النظام قائم بكيانه ورجاله ولا يخشى لومة لائم في ظل دولة القانون والمؤسسات. سيادة الرئيس ، أناشدكم العفو على هذه الفصيلة من المساجين لأنني على يقين أنه ليس لديهم هيئة إعلامية وعمادة محامين تساند عائلاتهم وتتبرع إلى ذويهم بألف دينار شهريا وليس لديهم من المحامين والصحفيين من يتكفل بمصاريف زيارتهم الاسبوعية ونفقات معيشتهم في السجون ولا ينتظر أحد أن يتدخل أي طرف إلى سيادتكم لفائدتهم قصد العفو والصفح عنهم بل هنالك أطراف من السلطة والمعارضة من يستفز هيبتكم ووقاركم حتى يتأكد من الحسم والحزم والصرامة في التعاطي بكل قسوة مع هؤلاء الذين قادتهم نزوة الشباب والاندفاع بكل سذاجة وراء الأوهام التي قضت عليهم وعلى عائلاتهم. سيادة الرئيس ، ليس لهؤلاء المساجين رئيس دولة أو ملك أو أمير يلفت انتباهكم للعفو والصفح عنهم بل هنالك أشخاص وجمعيات في الداخل والخارج تلوك مأساتهم خوفا من خروجهم من السجن. إن بقاء هؤلاء المساجين وراء القضبان لا يمثل ورقة ضمان الاستقرار في البلاد ولا وسيلة مزايدة لتدعيم ترشحكم وانتخابكم في رئاسيات 2009. إن العفو عن هؤلاء المساجين يخلط أوراق تحالفات المعارضة والحقوقيين المشككين في صدق النوايا والعزم بل يسحب البساط من أقدام أصحاب النفوس المريضة من الذين يسعون إلى ركوب الأحداث وإثارة الشوشرة بموضوع أناس سلموا أمرهم لله وفقدوا نكهة الحياة. سيادة الرئيس ، أملي وطيد ورجائي فيكم كبير حتى تولوا هذا الملف مزيدا من العناية والحرص على ترتيبه في زاوية الأرشيف نهائيا بالحسم فيه بكل شجاعة وجرأة وشهامة مثلما أثبتموه سابقا في أحداث لا زالت راسخة في أذهان المعترفين بجميلكم وهم عديدون. الدكتور الصحبي العمري 35 نهج الحدائق حي بوشوشة .باردو – تونس الهاتف 51 27 22 23 216 00