أعتذر عن التكرار، ولكن رد فعلي على اقتراحات الطاقة في خطاب «حالة الاتحاد» هي نفسها كما كانت عليه في العام الماضي. لقد كان أمام الرئيس بوش الفرصة لنقل أميركا إلى طريق جديد من اجل طاقة نظيفة أكثر كفاءة. وكانت لديه الفرصة لما يكن أن يماثل رحلة «نيكسون للصين» باعتباره رجل النفط من تكساس الذين يقودنا نحو مستقبل أكثر اخضرارا. ولكنه بدلا من ذلك قدم لنا ما يماثل «نيكسون للمكسيك». ويبدو، وان اطلع على تعليقات الرئيس واستمع إلى رد الفعل الفاتر وأشاهد استطلاعات الرأي العام التي تظهر عدم تمتعه بأي شعبية، أن الشعب الاميركي طرد جورج بوش في الانتخابات الأخيرة. وما نشاهده الآن هو أنه ينظف مكتبه. فاقتراحاته في مجال الطاقة وزيادة القوات في العراق، هي أفضل ما يمكن ان يقدمه أو ما لديه فيما يبدو. ولكن المشكلة تكمن أيضا في انه سيستمر في تنظيف مكتبه لمدة عامين آخرين، في حين أن الشعب الاميركي يستحق أفضل من ذلك. ومن هنا أتمنى أن يضع الديمقراطيون هذا الشيء الأفضل على مكتب بوش في ما يتعلق بالطاقة والعراق. والى ذلك يوضح فري كروب رئيس الدفاع عن البيئة قائلا: «إن المخاطر في العراق وفي مجال التغيير المناخي هي اكبر بكثير من أن نجلس وننتظر المخلص لنا في عام مع الانتخابات الرئاسية القادمة ووصول رئيس جديد في 2009. ليس ذلك مجرد وجهة نظر. نحن في حاجة إلى قيادات حول هذا الموضوع، ونريدها الآن». وفي مجال الطاقة لا، اقتراحات الرئيس لم تكن مجرد اقتراحات ب (لا.) فدعوته لإصلاح معدلات استهلاك السيارات في الولاياتالمتحدة «ينقل النقاش من مجرد ما إذا كان يجب إجبار شركات السيارات على صناعة سيارات أقل استهلاكا للوقود، إلى كيف نفعل ذلك»، طبقا لتعليق مستشار الاستراتيجيات بيتر شوارتز. كما أن دعوة الرئيس لزيادة إجبارية خمس مرات في إنتاج الايثانول وغيره من الطاقة البديلة للسيارات والشاحنات، يغير أيضا النقاش من كم إلى أي نوع من أنواع الطاقة. ولا يكفي للديمقراطيين عقد جلسات استماع حول التغييرات المناخية. فهم في حاجة إلى استخدام سلطتهم الجديدة لتغيير المناخ. فلن يؤيدهم الرأي العام فقط، ولكن الشركات الكبرى أيضا. فأكبر الشركات الاميركية مثل جنرال إلكتريك ودوبونت وديوك والكوا وكاتربيلار ومجموعة من أنصار البيئة، أصدروا «دعوة للتحرك» لبرنامج للتجارة للحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري. أما عن العراق: فقد وجئت، خلال الحديث مع عدد من كبار المسؤولين العسكريين في الآونة الأخيرة، بمدى قلقهم بخصوص الحشد ضد إيران. وقبل حتى أن نكسب حربا في العراق، ويبدو أن فريق بوش يحضر لحرب أخرى مع إيران. أنا أؤيد التلويح بالعصا لإيران، لكن بهدف التوصل إلى حوار دبلوماسي مع إيران وسورية حول العراق. ويقول والي نصر مؤلف كتاب البعث الشيعي: «عندما يحترق منزلك، لا تذهب بحثا عن إشعال حريق في المنزل المجاور». وأضاف في الوقت الراهن، يجب علينا بذلك كل جهد ممكن لإنقاذ العراق. فلنجعل زيادة القوات في العراق مصحوبا باقتراح هيئة هاملتون/بيكر مؤتمر إقليمي يضع سورية وإيران والأردن والسعودية حول مائدة مع العراقيين في محاولة نشر الاستقرار في المنطقة. ويتطلب ذلك من الولاياتالمتحدة استخدام مبدأ الجزرة والعصا مع الجميع. وإذا لم ينجح مؤتمر إقليمي حقيقي، فسيصبح للديمقراطيين الذين يريدون تحديد موعد للانسحاب وجهة نظر أقوى لأننا حاولنا كل شيء. ولكن فلنحاول كل شيء: زيادة في الدبلوماسية وليس في القوات فقط. فليضع الديمقراطيون ذلك على مكتب الرئيس. فمثلما سيؤيد قطاع الأعمال مبادرة حقيقية للطقس، فأعتقد أن القوات العسكرية الاميركية ستؤيد مؤتمرا دبلوماسيا حقيقية. لقد منح بوش الناخب الاميركي الأسباب لطرده، ويحتاج الديمقراطيون إلى منح الناخب الأسباب لاستخدامهم على المدى الطويل.