أسدل الستار في القيروان على فعاليات الدورة 14 لمهرجان ربيع الفنون الدولي الذي أصبح من العناصر الثابتة للمشهد الثقافي بتونس بعد أن جمع حوله اعدادا كبيرة من المتتبعين والمعجبين وسببا لانطلاق العديد من المهرجانات في مختلف الجهات التي تحمل اسم الربيع في أنواع شتى من الفنون نظرا لنبرات الصدق في خدمة الفن بأشكالة من قبل أصحاب الفكرة في بعثه سنة 1994. بين الماضي والحاضر الدورة 14 للمهرجان دفعت بالعديد ممن واكبوا الدورات السابقة يقومون بعملية مقارنة بين بدايات المهرجان وما آل إليه والنتيجة طبعا السابق أفضل من اللاحق وان اجتهد رغم وجود بعض الفقرات الجديدة والتنوع إضافة إلى الفقرات القارة. ضرورة التجديد النتيجة التي اهتدى لها الجميع بعد هذه الدورة هي ضرورة ضخ دماء جديدة في الجمعية التي تشرف على مهرجان ربيع الفنون أو ادخال تغيير كلي في الهيئة باعتبار أن نفس الوجوه تقريبا متواجدة في التسيير وفي كل مرة يتراجع المهرجان وسط عجز الهيئة عن التجديد في التصورات والانجاز. مسؤولية البعض يحمل الوجوه الثقافية الفاعلة في الجهة والتي كانت وراء بعث فكرة المهرجان المسؤولية لتخليهم بصورة مجانية عما أبدعوه ونجحوا في تأثيثه من هؤلاء السادة صلاح الدين بوجاه - عبد الجليل بوقرة - المختار بوخريص - حمادي الجوادي - محمد الغزي والقائمة تطول لتشمل حتى الجمهور. اضطراب بعض فقرات البرنامج وقع إلغاؤها بسبب غياب الضيوف أو قلة الحضور مما جعل البعض يقع في التسلل دون اعتذار من المشرفين على المهرجان. غياب خلال هذه الدورة التي لم تنجح جماهيريا ولا تنظيميا وسط غياب كلي للطلبة الذين دخلوا في فترة مراجعة لقرب موعد الامتحان وهذا يعود إلى سوء اختيار تاريخ الدورة خلال شهر ماي عكس الدورات السابقة التي تنطلق في بدايات أفريل من كل سنة مما يضمن حضور التلاميذ والطلبة بأعداد مكثفة. اختتام باهت خلال الاختتام تم تقديم القطعة الموسيقية للفنان رياض عبد الله الفائزة في مهرجان الاغنية الاخير مع الاستماع لقصيدة الشاعر محمد الغزي المتوجة هي الأخرى في نفس المناسبة. في الانتظار بين هذه الدورة والتي تليها لا بد من مراجعة بعض الجزئيات وتعديل الاوتار حتى يصبح الحال أفضل مما عليه الآن: - اجراء تقييم شامل للدورة حتى يتسنى الوقوف على بعض النقائص لتداركها ولا بد من تشريك جميع الافراد المتدخلة (جمهور، إعلاميون، اعضاء جمعية سابقون من لهم تجربة في المهرجانات). - تطعيم جمعية ربيع الفنون بوجوه مختصة في جميع الفنون (مسرح، شعر، سينما، موسيقى، تنظيم ديكور، تنشيط، اعلام) مع ابقاء الباب مفتوحا أمام الأعضاء المؤسسين أو المسابقين للمهرجان من أجل الاضافة. - التأكيد على حسن اختيار الضيوف وتكريم المبدعين في جميع الاختصاصات. - رغم أن البقاء في القمة أصعب من الوصول إليه فإنه بإمكان المشرفين على المهرجان تقديم الافضل والانطلاق به من جديد نحو الأفضل.