تونس الصباح: دراسة هامة أجراها معهد الصحة والسلامة المهنية مؤخرا حول الوقاية من الأخطار المهنية في قطاع الفلاحة والصيد البحري وتم خلالها بسط التمشّي العام للوقاية مشفوعا ببعض الأمثلة التطبيقية.. ونظرا لأهمية هذه الدراسة وأمام كثرة حوادث الشغل والأمراض المهنية التي يتعرض لها العاملون في قطاع الفلاحة والصيد البحري نوافيكم بتفاصيلها.. ويذكر أنه ساهم في انجازها مختصون في الصحة والسلامة المهنية وهم على التوالي الدكتور حبيب النوايقي ولطفي كحواش ومحمد التونسي ومحي الدين الغربي.. وأشارت الدراسة إلى أنه تبعا للتوجهات الأوروبية.. هناك مبادئ عامة للوقاية من الأخطار المهنية وهي تتمثل في تفادي الأخطار وتحديد تلك التي لا يمكن تفاديها ومقاومة الأخطار من منابعها وملاءمة العمل للعامل من حيث التصوّر والتصميم ومواقع العمل واختيار التجهيزات وطرق العمل مع الأخذ بعين الاعتبار التطورات الفنية وتعويض كل ما هو خطر بما لا يكتسي خطورة أو بما هو أقل خطورة والتخطيط للأعمال الوقائية وإعطاء الأولوية للحماية الجماعية وإمداد العمال بالتوصيات الضرورية. وقدمت الدراسة بعض الأمثلة المتعلقة بالوقاية من الأخطار المهنية ففي ما يتعلق باستعمال المبيدات فقد أشار المختصون في الصحة والسلامة المهنية إلى أن الاستغناء عنها يعد طموحا لكنه صعب التحقيق نظرا لأن الفلاحة البيولوجية لم تتطور بالقدر الذي يسمح بتحقيق المستوى المطلوب للإنتاج كما أنهم يؤكدون على ضرورة تقييم الأخطار المنجرة عن استخدام المبيدات وتفادي تعرض العمال لأخطار المبيدات أثناء الاستعمال والمحافظة عل صحة العمال في عمليات خزن المبيدات ووزنها وتخليطها وضخها ورشها وتعويض المبيدات الخطرة بأخرى أقل خطورة كلما سنح الأمر إضافة إلى حماية العمال بصفة جماعية وبصفة فردية وتكوينهم وتحسيسهم وإعلامهم حول الأخطار المنجرة عن استعمال المبيدات. أما بالنسبة إلى الوقاية من الأخطار المنجرة عن الآلات الميكانيكية فإن إزالتها غير ممكنة ولذلك يجب تقييمها على غرار مدى تعرض العامل للضجيج والارتجاج كما يتعين استعمال الآلات التي تكون فيها قيمة الأخطار مقبولة طبقا للمواصفات المعتمدة وأن تكون مناسبة للعمال وتراعي التطورات الفنية في حماية العمال من الآلات وتعويض الأجزاء والآلات الخطرة بأخرى أقل خطورة. ويعتبر خبراء معهد الصحة والسلامة المهنية أن حماية العمال من الأخطار المهنية المنجرّة عن الآلات يجب أن تندرج ضمن برنامج متكامل للوقاية ودعوا إلى حماية العمال جماعيا وفرديا إذا تعذرت الحماية الجماعية وتكوين العمال وتحسيسهم وإعلامهم حول الأخطار الناتجة عن الآلات التي يستخدمونها. رفع الأثقال من الأخطار الأخرى التي تعرض لها الخبراء في دراستهم تلك الناتجة عن الرفع اليدوي وبينوا أنه يمكن تفاديها باعتماد الرفع الآلي وتقييم الحالات التي لا يمكن فيها الاستغناء عن الرفع اليدوي ومقاومة مصادر الخطر وملاءمة عمليات الرفع اليدوي مع القدرات البدنية للعمال أي وضعيات الرفع وأوزان الأشياء المرفوعة وأشكالها وأحجامها واستغلال التطورات الفنية التي تسهل عمليات الرفع وتعويض الوضعيات الخطرة بأخرى اقل خطورة. وأكد الخبراء على ضرورة تقديم النصح للعمال ليكونوا على بينة بالأمر إضافة إلى توفير وسائل الوقاية الفردية والجماعية ولاحظوا أن هذا الأمر مازال بعيد المنال على ارض الواقع وهو ما يدعوا إلى تكثيف الجهود لتحسين ظروف العمل وتوفير متطلبات السلامة المهنية. ولا شك أن مثل هذه الدراسات تساعد على تحسين وضعية الصحة والسلامة في مواقع العمل.