كثر الحديث عن احتماء بعض الاحزاب باتحاد الشغل.. وعن محاولات التقرب البعض الاخر منها من الفاعلين في بطحاء محمد علي، ورأينا من كان حزبه في الحكم ثم انقلب على يوسف الشاهد والتحق بتجمع النقابيين أمام مجلس النواب منذ أشهر قليلة رغم أن الندائيين أيام كانوا في صفحة العسل مع رئيس الحكومة انتقدوا الاتحاد.. ومما زاد في محاولات الاحزاب الاقتراب من الاتحاد إعلانه على لسان الأمين العام منذ فترة أن المنظمة الشغيلة معنية بالاستحقاقات الانتخابية المنتظرة.. فهناك من الأحزاب التي أرهبها الأمر باعتبار أن للاتحاد قاعدة جماهيرية عريضة، كما أن هناك أحزابا قريبة من الاتحاد وخاصة اليسار، والتي قد تستفيد في الانتخابات المقبلة من هذا القرب.. واذ خيل للبعض أن للاتحاد مرشحين في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلتين فإن المنظمة الشغيلة لا يمكنها أن تكتوي بنار السلطة ولا يمكن لها أيضا ان تكون خصما وحكما في الآن ذاته، كما لا تستهويها المناصب السياسية حتى تبقى قريبة من القاعدة وعموم الناس حيث فسر الأمين العام المساعد ورئيس وفد التفاوض في الاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ بأن الاتحاد تعنيه الانتخابات لكنه لن يشارك فيها.. قرار يرعب الأحزاب ويذكر أن اتحاد الشغل يشجع منظوريه على التوجه الى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم، وترى المنظمة الشغيلة أن ذلك من شأنه أن ينعكس ايجابيا على منظوريها طالما سيختارون من يمثلهم ويقطع مع الوضع الحالي الذي بلغوه.. وذكر حفيظ حفيظ أن اتخاذ قرار مشاركة الاتحاد في الانتخابات يعود لسلطات القرار الممثلة في الهيئة الادارية الوطنية ولمجلس الوطني للاتحاد، ولو أنه ليس جديدا على تونس مشاركة النقابيين في أول انتخابات بعد الاستقلال وكانوا من بين ممثلي المجلس القومي التأسيسي، بالإضافة الى مشاركة الاتحاد في قائمات مشتركة مع الحزب الدستوري في بداية الثمانينات لكن هذه المرة لا يمكن للاتحاد الدخول في قائمات مشتركة بل يجب ان يكون مباشرة في حال اتخذ هذا القرار الخطير.. المهم أن اعلان الاتحاد أن الانتخابات تعنيه قد أرهب أحزابا وأدخل الرعب في صفوف أخرى، لكن المنظمة الشغيلة تترفع عن ممارسة الحكم باعتبارها قوة توازن واقتراح لكنها بادرت بدعوة منظوريها وعائلاتهم للتسجيل والمشاركة بكثافة في الانتخابات نظرا للعزوف الذي تعرفه الساحة حاليا وقد ترجع هذا العزوف في الانتخابات البلدية الاخيرة فضلا عن أن العزوف يخدم أحزابا بعينها، ويعني بذلك الاحزاب التي لها جيشها القار على حد تعبير حفيظ حفيظ ، لذلك يريد الاتحاد أن تكون له كلمة في الانتخابات وفي اختيار من يسير البلاد.. رفض للتغول الحزبي من جهة ثانية يفهم من دعوة الاتحاد لمنظوريه للمشاركة في الانتخابات رافض العزوف لأنه يخدم حزبا أو اثنين على أقصى تقدير وذلك عملا من المنظمة الشغيلة على ايجاد التوازن ورفضا أيضا للتغول فقد أدى العزوف في الانتخابات البلدية الى سيطرة النهضة على سبيل المثال، وكل ما تخشاه المنظمة الشغيلة أن يتكرر السيناريو في الانتخابات القادمة.. ويؤكد حفيظ حفيظ ل«الصباح الأسبوع» أن الاتحاد يعتبر العزوف ليس الحل لذلك يدعو العمال بالفكر والساعد الى الاقبال بكثافة على التسجيل مع عائلاتهم في الانتخابات القادمة حتى تكون لهم كلمة في انتظار أن تحدد المنظمة الشغيلة كيفية مشاركتها في الانتخابات مع تمسكها بالوقوف حاجزا أمام العزوف.. الذي يخدم أطرافا بعينها..