أثارت افتتاحية رئيس التحرير تحت عنوان «رسالة الى طبيب مختص» ردود فعل عديدة إذ غمرنا المواطنون بسيل من المكالمات التي استحسنوا فيها ما ورد داعين الى مزيد التعمّق في الموضوع والى فرض عدالة جبائية يرى البعض انها غير متوفرة بالقدر الكافي كما وصلتنا عبر البريد الالكتروني والفاكس ردود فعل أخرى من داخل البلاد وخارجها نوردها فيما يلي: «برافو» لمقالك السيد حافظ الغريبي شكرا جزيلا على رسالتك «الى طبيب مختص» الواردة بعدد 30 جوان إن الأطباء يجب ان يعلموا انهم مبجلون أكثر ويتقاضون في تونس أكثر مما يتقاضاه نظراؤهم في الدول المتقدّمة.. وهذا ظلم.. واذا أرادوا الابقاء على هذا الظلم فإن الدولة لا يجب ان تلبي رغباتهم.. فهم اليوم مدللون أكثر من اللزوم. أرجوك سيدي ان تكثّف من مقالاتك حول هذا الموضوع.. ربما تفهم هذه الفئة الاجتماعية المحظوظة (التي تباشر عملا نبيلا) أنها ذهبت بعيدا وأن لا مصلحة لها للمضي قدما ضد مشيئة عموم المضمونين. للمقارنة.. نقول ان في فرنسا حيث السميغ في حدود 1050 أورو يتقاضى الطبيب العام 21 أور عن كل معايدة ويتقاضى الاختصاصي 27 اورو عن المعايدة الواحدة بما يمثل 1 على 43 من السميغ.. وفي تونس بسميغ يناهز ال 250 دينارا يتقاضى الطبيب العام 18 دينارا والمختص 30 دينارا بما يمثل 1 على 10 من السميغ بما يعني ان الطبيب التونسي يتقاضى 4 مرات ما يتقاضاه نظيره الفرنسي.. والله حرام جمال مقيم بفرنسا [email protected] مقال ممتاز سلام حافظ إني مهندس تونسي شاب متخرج من مدرسة البوليتيكنيك وأقيم حاليا في كندا للاعداد للدكتواره في الاتصالات لقد قرأت افتتاحيتك بعنوان «رسالة الى طبيب مختص» حقيقة «برافو» على هذا المقال.. إنه أجمل مقال لم أقرأ مثله في صحيفة تونسية.. ممتاز.. يظهر أنك ملّم ووطني غيور.. أريد ان أظل على تواصل معك.. »برافو». احتراماتي فوزي بليل [email protected] رد من طبيب «لكني أعرفك جيدا من خلال ما يكتب ويقال عنك طيلة الأشهر الأخيرة» ما كل ما يكتب صحيح «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين(6)» إن ما كتب في الأشهر الأخيرة بخصوص الأطباء فيه الكثير من المغالطة وتشويه الحقائق. لتحميل الأطباء مسؤولية فشل المنظومة الجديدة للتأمين على المرض «الكنام». «وأدفع للدواء وتقتطع الدولة مساهمتي الصحية لفائدة صندوق الضمان الاجتماعي ولا أتمتع بما أساهم به في شيء» وهذا احد أسباب اعتراض الأطباء على «الكنام» بصيغتها الحالية: حيث تقتطع أكثر مما تقدم من خدمات فالسقف الذي حددته لا يكفي حتى لتغطية 20% من الاحتياجات العائلية. «وثلثه يذهب للجباية ولا أقدر على إخفاء ما أتقاضاه لأن الجباية في بلدي عادلة فقط إذا ما تعلق الامر بالموظفين والعمال» هذا صحيح إن الجباية عادلة مع الموظفين فقط أما إذا كان الأمر مع الخواص فقد تطالبهم الادارة بدفع 150% من رقم المعاملات لا من الأرباح وهذا ما حصل لي بسبب الفكرة الخاطئة التي يحملها المواطن عن الأطباء وكذلك الإدارة الجبائية، و«لا أقضي العطل في الساحل اللازوردي ولا أدرّس أبنائي في كلّيات أجنبية» عندما كنت موظفا مثلك كان أبنائي يدرسون في مدارس خاصة وكنت أسافر بانتظام وقد ذهبت حتى الى جنوب افريقيا، وكانت لي سيارتان محترمتان أما الآن وأنا في القطاع الخاص فقد انتقل أطفالي للمدرسة العمومية، ولا أستطيع السفر حتى داخل تونس، أما السيارة فلم تبق إلا واحدة تجاوزت 10 سنوات. صحيح أن ذلك كان بسبب عملي بالخارج لعدة سنوات لا عن طريق مرتبي بالصحة العمومية. «ورغم ان ما حمله السقف أغضبني لمحدوديته فإن سقف بيتي كاد ان يقع على رأسي ورؤوس أطفالي عندما طالعت فحوى اجتماعكم الصاخب الذي رفض حل الساعات الأخيرة.. أردت فقط ان اعلمك ان الوزير لما قرر الترفيع في اتعابكم لم يدفع شيئا من جيبه ولا من ميزانية الدولة» ما هي فائدة رفع الأتعاب إذ كان الصندوق لن يتحملها، والمواطن غير قادر على تسديدها؟ و«فرضت عليه ان يشترط تنفيذ ما فشل في تنفيذه وزير اول اسبق (*) منذ ما يناهز الثلاثة عقود حتى يتساوى الطبيب والمريض في واجباتهم إزاء الوطن..». أذكرك ان وزيرا اولا آخر فشل في فرض النظام الاشتراكي وكذلك العديد من البلدان التي أرادت فرض الشيوعية رغم انها تنادي بالعدالة الاجتماعية وذلك لان الأصل هو جمع الأموال ثم إعادة توزيعها بالعدل أمّا ما حصل فهو جمع الأموال والاستحواذ عليها، وهذا هو سبب الفشل المرتقب «للكنام» أخيرا يسرني ان اعلمك انني طبيب مختص اعمل بالعاصمة وأنني من اوائل من تعاقد مع «الكنام» لكني غير متفائل بالوضع الحالي. Dr Abdallah Ben Haj Yedder [email protected] طبيب يدعو سيدي المواطن الكريم لقد قرأت بكل تأثر رسالتكم «الى طبيب مختص» وفهمت مدى عمق الهوة الشاسعة بين الواقع والمفاهيم التي تنقل في الصحافة بين ما يقال وما يكتب والواقع وصلب الموضوع. نحن الأطباء، طالبنا من عقود عديدة بمنظومة تغطية اجتماعية لانه ليس من الممكن ان يتكفل المواطن بعلاجه بنفسه بحكم تقدم العلم وغلو المعدّات والادوية والكشف وأنه ببعض الدول الغنية يتكفل الصندوق بتغطية كاملة للمرضى من الفحوص الأولية الى النقاهة. نريد في بلدنا منظومة اجتماعية على مستوى امكانياتنا وواقعنا لا تبنى على كاهل احد الاطراف فقط لا المواطن ولا الطبيب او الصيدلي او غيره نريد منظومة واقعيّة غير ارتجاليّة لكي تعيش وتدوم ولا يكون مآلها الفشل كما وقع في بعض البلدان الغربية او المجاورة حيث تكاليف العلاج باهظة وباهظة جدا والمواطن التونسي غير معتاد بالفوترة الحقيقية بالمستشفيات ونذكر على سبيل المثال ان يوم إقامة في قسم الانعاش بباريس يقارب ثلاثة آلاف دينار في اليوم الواحد وتلك هي الفوترة الحقيقية يتحملها الصندوق بفرنسا. في تونس والحمد لله التكلفة اقل من ذلك بكثير. مشكلة الصندوق عويصة جدّا والنقاشات حادة وطويلة واجرة الطبيب لا تمثل إلا جزءا ضئيلا جدا منها (حوالي 5% من التكلفة الجملية) هناك مشاكل كثيرة اخرى كالجراحة، والامراض المزمنة، والورم والتوليد إلخ إلخ ولا تصل الى المواطن عبر بعض وسائل الاعلام (مع الاسف) إلا معلومات متقطعة وجزئية على غرار «لم يوافق اطباء الاختصاص» أو «لم يوافق الصندوق» نحن الاطباء، مواطنون تونسيون ندفع الاداءات ككل مواطن تونسي ولنا غيرة على بلدنا واطفالنا وكلياتنا وكل مكتسباتنا ولقد رفعنا مستوى الطب ببلدنا كما لم يفعله أي بلد افريقي بفضل جهدنا وعملنا وجدّنا وجعلنا من بلدنا هدفا يقصده الغربيون والشرقيون للمداواة، نريد منظومة اجتماعية صحيحة وطويلة النفس لنا ولا ولادنا ولأحفادنا. وصلنا الى مستوى رفيع من النقاش مع سلط الاشراف في كنف حرّية الرأي والتعبير والاحترام والديموقراطية وسنتوصل بإذن الله لارساء هذا المشروع الرئاسي الضخم. سيدي الكريم، نطلب من حضرتكم التريث وعدم الاسراع في الحكم وتجنب الانفعال فلن يسقط سقف بيتك على احد ولن تلتجيء لاخفاء ما تتقاضاه ولا توجد عدالة الغراب في بلدنا.. وسوف يتم ارساء منظومة الصندوق للتامين على المرض باذن الله بدون ضرر لاي طرف من الاطراف. الدكتور ك. ميلي سوسة في 30 جوان 2008 تعقيب اشكر كلّ من كتب شاكرا أو ناقدا أو منتقدا فبدون حوار لا يمكن أن نتقدم.. لكن دعوني اوضح بعض الأمور للأطباء. اولا عندما كتبت هذه الافتتاحية عنونتها ب «رسالة الى طبيب مختص» لا الى «الطبيب المختص» بمعنى أنني لم أعمم بل قصدت فقط فئة من الاطباء تعرف نفسها جيّدا من خلال ما كتبت. ثانيا ان من الأطباء المختصين من رفض ما دعت اليه مجموعة من الأطباء ومنهم من انخرط في المنظومة وتحدّى ومنهم من حضر الاجتماعات واحتج وعارض.. وهذا دليل على ان هناك أطباء يناضلون من أجل الحصول على لقمة العيش (أليس كذلك يا دكتور بلحاج يدر). ثالثا ليعلم عموم الأطباء ان قوام العلاج الناجح هو توفر الثقة لدى المريض في الطبيب المعالج وان انعدام الثقة أو تزعزعها قد يسقط كل شيء في الماء.. وما كتبته جعلني من خلال المكالمات الهاتفية أكتشف ان هناك أزمة ثقة وعلى الأطباء ان يدركوا جيّدا معنى ذلك ويسعى كل من موقعه لايلاء الأمر إهتماما خاصا قبل المبادرة بالعلاج.