تونس الصباح: بدأ اللون البرتقالي يأخذ منذ فترة مكانه الطبيعي على رفوف باعة الغلال وبالاسواق وان كان باحتشام واضح على مستوى تنوع المعروضات وكذلك الكميات ايذانا بقرب حلول موسم القوارص. ...موسم جديد اذن يعقب آخر.. فبأي ملامح يعود وبأي قراءة لمؤشراته يمكن التمهيد لانطلاقته وبأي تضحيات ارتوت غابات القوارص في سنة شحت فيها الامطارمما كان له الاثر البارز على امكانيات المنتجين واوضاعهم؟ رصد ملامح الموسم استقيناه من السيد الهاشمي المشاط الكاتب العام للجامعة الوطنية لمنتجي القوارص الذي بدت نبراته منهكة بفعل كلكل المصاريف والصعوبات التي واجهها المنتج هذا العام والنقص الحاد في الامطار واستمرار الجفاف لاشهر طويلة حتم على المنتجين اللجوء الى الري لتدارك ما افسده الجفاف طبعا يقول المتحدث «كلما طالت المدة الزمنية لموسم الري الا وازداد ثقل اعبائها على الفلاح على خلفية تصاعد كلفة انتاجه، والتي تنضاف الى عناصره النفقات المتزايدة بدورها للمداواة والتصدي للأمراض التي برزت هذا العام جراء الجفاف وارتفاع الحرارة..» المشاط اقر بان الموسم كان صعبا على الفلاح في قطاع لم تنفك كلفة انتاجه تتصاعد من سنة لاخرى لاعتبارات مفاجئة وقد بلغ معدل كلفة الانتاج في الهكتار الواحد خلال موسم2007 نحو 6 آلاف دينار وتأمل المهنة ان يتم التجاوب الايجابي مع تطلعاتها الجادة الى مراجعة مقاييس الكلفة السنوية للانتاج مراعاة للتضحيات الهامة التي تكبدها المنتجون ومعظمهم من صغار ومتوسطي الفلاحين الذين لا يتجاوز معدل مساحاتهم الهكتار والنصف. بين النقص والارتفاع على صعيد آخر وفي استقراء لمؤشرات موسم القوارص لمح الهاشمي المشاط الى تفاوت في الانتاج حسب صنف المنتوج فلئن يتوقع ان يسجل نوع «الكليمنتين» زيادة بنحو 20% في مستوى الانتاج فانه اشار في المقابل الى نقص ليس بالهين في صنف «المالطي» لا يقل عن 30% وهي نسبة ثقيلةورغم ذلك قلّل مصدرنا من تأثيرها على نسق تصدير «المالطي» باعتباره الصنف الأكثر تداولا بالاسواق الخارجية ليبقى التساؤل مطروحا من جهتنا حول تأثيره على كوب عصير التونسي الذي تأبى أسعاره في مواسم انتعاشة المالطي التزحزح عن مستواها المشط فما بالك في زمن تقلص الانتاج!! وبالاستفسار عن اسباب النقص الذي طال المالطي دون غيره تمت افادتنا بان ذلك يعود اساسا الى الصابة القياسية للمالطي الموسم الماضي الذي ترجمته المردودية العالية للشجرة وهو ما كان اثره عكسيا هذا العام بعد ان ارهقت النسبة المرتفعة لامتلاء الشجرة مردودها وقد زاد تأثير الجفاف ضغطا وشدة عليها. مرض«الشياح» من جهة أخرى تطرق كاتب عام الجامعة الى تأثير بعض الامطار والجفاف على انتشار بعض الامراض المألوفة من المنتجين ولم يدخروا جهدا في مكافحتها عبر المداواة متوقفا عند مرض غاب لفترة ثم عاود الظهور هذا العام ويعرف بمرض «شياح» الاغصان الذي ينتج اعادة عن نقص الامطار. موسم جديد اذن على الابواب نأمل ان يوفر للتونسي حاجياته من «الفيتامين س» باسعار معقولة.. وان يكون منصفا للمنتجين على مستوى أسعار الانتاج.