تستعد بلادنا بعد أيام لاستقبال حدث تاريخي وكوني كبير يزيد من إشعاع تونس ويساهم في التعريف بثقافتها ورجالها وإبداعاتها، لأن هذه الأرض الطيبة تعودت أن تكون نقطة التقاء المفكرين. وفي هذا السياق الإنساني نحتفل انطلاقا من الثامن من مارس وعلى امتداد سنة كاملة بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، بحدث هام ومحوري له دلالاته وأبعاده لذلك حاولنا أن نتحسّس صداه عند لفيف من الفنانين وكان السفر التالي في أروقة القيروان. العالم يكتشف تونس يقول الدكتور محمد زين العابدين أعتبر هذا الحدث هاما جدا، فالاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية هو بمثابة العود إلى التاريخ العربي الإسلامي في مواقع من الحضور الفكري والوجداني والسياسي والفني بما يجعل القيروان عاصمة أدبية للفكر الإنساني وهذه العلاقة المباشرة تذكرنا بتطور التاريخ البشري ومراكز القرار والفعل والتأثر والتأثير وبقيمة تراثها وإسهاماتها الكبيرة في التطور البشري فكريا واجتماعيا. وهذا الموعد يدعم حضور تونس في سياق البلدان المؤطرة في الواقع الحضاري. فالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية تعيد أمجاد البلاد ولأنها تصل القديم بالحديث تذكرنا بأمجاد قرطاج في سياق من الحضور الدولي المهم وهي تحيلنا إلى نقلة نوعية عرفتها الأقاليم المغاربية من خلال الإسلام كدين وسياسة وثقافة واجتماع وعمران، فالقيروان تمثل هذه النقلة الإنسانية الهامة. هذه التظاهرة ترسّخ فكرا إنسانيا طبع الآداب والفنون في سياق ما يمكن أن نعتبره بعدا خاصا بثقافة القيروان وتميزها عما سواها في تونس وخارجها. تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية 2009 ستجعل العالم يكتشف تونس فنيا وإبداعيا. موعد كبير مع التاريخ يؤكد الفنان عادل سلطان أن هذه التظاهرة يجب أن تكون محل اعتزاز كل تونسي يشعر بمعنى الهوية وبقيمة الانتماء، فتونس العربية القيروان العربية تكريس وتذكير للإنسان العربي، ويضيف الفنان عادل سلطان أنه سيقدم قريبا عرض «أنا عربي» وهو عمل جديد أراد من خلاله أن يقدم تحية إلى القيروان إذ أنه صور هذا الإنتاج موسيقا وفكر في المعلقة الحائطية للعمل التي يحضر عبرها جامع القيروان، ويؤكد عادل سلطان أنه منذ سنوات يعمل على خدمة الانتاجات الدينية وتقديمها في حلّة من التسامح مثلما تدعو إليه القيروان ويرى عادل أن الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإعلامية 2009 فيه أكثر من دلالة وأكثر من معنى لأنها تذكرنا بقيمتنا وبهويتنا العربية الإسلامية ومن خلال هذه التظاهرة العالمية تبقى تونس منارة للاسلام ويؤكد عادل أن احتفاله بهذا الحدث الكبير سيكون كذلك من خلال عمل ديني جديد بعنوان «ربّاه» ويختزل أشعارا للفيف من الأسماء على غرار الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه وأبي حامد الغزالي وكذلك الشيخ محمد الكوختي كما أن تزامن هذا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يعطيه كذلك قيمة كبرى تزداد بهاء بحضور إذاعة الزيتونة التي تقول إنها تزامن دائما كل ماهو متحوّل ويدعو عادل سلطان كل وسائل الإعلام إلى مزيد الاهتمام بهذا الموعد الكبير مع التاريخ. القيروان عاصمة أبدية للثقافة الإسلامية تقول الممثلة حليمة داود «بكل بساطة أرى أن القيروان هي عاصمة أبدية للثقافة الإسلامية فمنذ الأزل وإلى الأزل تعني القيروان الهوية العربية الإسلامية لأنها تبطن التراث والحضارة وهذا في حدّ ذاته تتويج لمجهود أجيال تعاقبت على القيروان وأثرت ذاكرتها الثقافية والإبداعية، القيروان هي عاصمة للعالم العربي والإسلامي وفيها كل المعاني والدلالات والقيم» وتضيف السيدة حليمة داود «أتمنى أن يساهم المسرح في هذا الحدث، وفي تكريم هذه المدينة العريقة وهي فرصة للمسرحيين ليعبّروا عن اعتزازهم بالقيروان ولما لا تقديم أعمال تندرج في هذا السياق الفكري للقيروان». تحقيق: نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: