تونس الصباح وفرت الدورة الحادية عشرة لمنتدى قرطاج للاستثمار فرصة إضافيّة لتسليط الأضواء على مناخ الأعمال والاستثمار في تونس. وكانت مناسبة لإبراز المكتسبات على مختلف الأصعدة رغم تداعيات الأزمة الماليّة العالميّة. ولعل من خصائص الاستثمارات الأجنبيّة المباشرة إقدام مؤسّسات ذات صيت عالمي على إنجاز مشاريع كبرى ذات قيمة مضافة عالية في مجالات عديدة. وقد تمّ التصريح بعدد هام من المشاريع التي تعتزم الانتصاب بالجهات الداخليّة. وتتمثل في مشروع في صناعة الأدوية بباجة الذي ستبلغ قيمة استثماراته 36 مليون دينار، ومشروع في مجال النسيج بجندوبة ستبلغ استثماراته الجمليّة 3.8 مليون دينار. وشملت المشاريع المناطق الداخلية من الشمال إلى الجنوب على غرار مشروع في مجال الصناعات الميكانيكيّة والكهرباء بزغوان من المنتظر أن تبلغ استثماراته 8 مليون دينار، ومشروع في مجال مواد البناء بالقيروان ب2.7 مليون دينار ككلفة جمليّة. واستأثرت جهة قابس بمشروع الإسمنت بكلفة 21 مليون دينار، لتّتجه أنظار المستثمرين إلى جهة قفصة لإنجاز مشروع في مجال الصناعات المختلفة ب18 مليون دينار من المنتظر أن يوفر أكبر عدد من مواطن الشغل، ومشروع ثانٍ في جهة قبلي في نفس المجال تقدّر استثماراته ب3 مليون دينار. مشاريع في طور الإنجاز وبلغ عدد المؤسّسات التي انتصبت بالجهات الداخليّة خلال السنتين الأخيرتين 2007 و2008 حوالي 65 مؤسّسة جديدة تمثل 18% من عدد المؤسسات الجمليّة المنتصبة والتي بلغ عددها الجملي 364 مؤسّسة توفر نحو 40 ألف موطن شغل أي ما يمثل 5.12% من العدد الجملي لمواطن الشغل المحدثة من قبل المؤسّسات المنتصبة في تونس. وشهدت الفترة الأخيرة استقطاب عدد هام من المشاريع الكبرى بالجهات الداخليّة منها من دخل في طور الإنجاز في مراحله الأولى على غرار مشروع مؤسّسة «Chama II» السويسريّة في قطاع الأحذية الواقية بولاية القيروان تبلغ استثماراته 8 مليون دينار ويوفر 420 موطن شغل. ومشروع «Sumitomo» الياباني في قطاع كهرباء السيارات بجندوبة بكلفة 42 مليون دينار أنجز منها 5 ملايين دينار ويشغّل حاليا 80 عاملاً. ومشروع ثالث بقفصة في قطاع مكوّنات السيارات دخل طور الإنتاج في محلات على وجه الكراء «Yazaki» الياباني ويشغّل 270 عاملاً إلى حدّ الآن. واحتضنت مؤسّستان ألمانيّتان مشروعين في مجال كهرباء السيّارات، استأثرت المؤسّسة الألمانيّة الأولى «Kromberget- shubert» بمشروع في جهة باجة قيمته الجمليّة 25 مليون دينار ليوفر 1430 موطن شغل، والمؤسّسة الثانية «Draesclimaier» ركّزت مشروعًا في سليانة ب70 مليون دينار أنجز منها إلى حد الآن 22 مليون دينار ويشغّل 1074 عاملاً. وكان لإيطاليا نصيب في المشاريع الداخليّة حيث أنجز مشروع «New Fashion» الإيطالي في قطاع النسيج بجندوبة وتقدّر كلفته الجمليّة ب5.1 مليون دينار ويشغّل 160 عاملاً. والجدير بالذكر أنّ تونس، رغم الظرف الاقتصادي العالمي المتّسم بالانكماش، تمكّنت من تحقيق نتائج إيجابيّة في مجال الاستثمارات الأجنبيّة بلغت 2.3597 مليون دينار مقابل 2158 مليون دينار سنة 2007 مسجلة نسبة نموّ ب66% وتجاوزت الإنجازات أهداف المخطّط الحادي عشر والمقدرة ب1500 مليون دينار مكّنت من رحداث أكثر من 16 ألف موطن شغل وتمّ تسجيل دخول قرابة 200 مؤسّسة جديدة طور النشاط أغلبها في الصناعات المعمليّة بما يعادل 137 مؤسّسة. وبما أنّ الاتحاد الأوروبي يعدّ المصدر الأساسي لتدفّق الاستثمارات الخارجيّة المباشرة، كانت فرنسا في صدارة المؤسّسات المستثمرة في تونس حيث بلغ عدد المؤسّسات 1212 مؤسّسة موفّرة حوالي 108 آلاف موطن شغل ثم إيطاليا في المرتبة الثانية ب672 مؤسّسة. وفي ظل التوقعات بتراجع الاستثمار المباشر في العالم، تمّت برمجة استقطاب استثمارات خارجيّة خلال 2009 في حدود 2000 مليون دينار وذلك على ضوء نوايا الاستثمار المصرّح بها من قبل الأجانب.