- جحافل من المواطنين تقدّر بالمئات وحتّى بالآلاف خرجت جماعات وزرافات في غضون الأسبوع المنقضي ..في مواعيد مختلفة..وأماكن مختلفة من البلاد. برايات مختلفة .. سوداء و بيضاء توشّحها الراية الوطنية (علم البلاد) الذي رفع عاليا في كل الحركات الاحتجاجية والمظاهرات السلمية الأخيرة ربما في محاولة تختلف غاياتها- لكن تتفق في الظاهر على طلب الاعتذار والصفح من العلم المفدّى الذي تعرّض لانتهاك صارخ في واقعة مشهودة بالحرم الجامعي بمنوبة.. جمعة نصرة الشريعة الإسلامية كل تلك الحشود التي خرجت موفى الأسبوع المنقضي بعيّد صلاة الجمعة و تجمعت أمام المجلس التأسيسي أو يوم السبت في صفاقس و تطاوين كان تحرّكها مدرجا تحت شعار «المطالبة بالشريعة الإسلامية» كمصدر أساسي للتشريع.. المطلب يبدو مشروعا يعبّر عن وجهة نظر شق من التونسيين الذين تظاهروا سلميا لإيصال صوتهم إلى نواب الشعب بالمجلس التأسيسي والذين ينكبون منذ فترة على مباشرة عملية صياغة الدستور وفاء للمهمة الأصلية التي من أجلها انتخبهم الشعب.. لكن الملفت للانتباه هو أن هذه التحرّكات الشعبية وحسب متابعتنا لكل التصريحات وآراء القائمين عليها تحمل مفارقات كثيرة بحيث اختلط التحرّك التلقائي بعملية تسييس ممنهجة لأطراف تسعى بالَضغط من خلال الشارع لتمرير برامجها بالقوة ودون حوار أو نقاش.. فعندما نسمع شعار «نصرة الشريعة الإسلامية» نصاب بنوع من الحيرة ونخضع أنفسنا لمراجعة جذرية لما نعيشه يوميا في هذا المجتمع لنكتشف أننّا ومن يزعم أنه هبّ لنصرة الشريعة الإسلامية من خطر محدق بها نعيش في نفس البلد ..نتقاسم تفاصيل الحياة اليومية..نعيش في ذات البيئة السياسية والفكرية والإيديولوجية فبالتالي ومن الطبيعي أن نستخلص نفس النتائج ونتأثّر بنفس الحراك.. وجلّ المتتبعين للشأن السياسي والعام والسواد الأعظم من الفاعلين السياسيين بمرجعياتهم الإسلامية وبغيرها من المرجعيات الفكرية يعتبرون أن الشريعة الإسلامية لا يتهدّدها أي خطر لا حاضرا ولا مستقبلا وأن الهوية العربية الإسلامية للبلاد خطّ أحمر لكل الأطراف لا يمكن المساس به تحت أي دافع من الدوافع وأن الشريعة السمحة مكفولة عبادات وسلوكيات.. غدا.. مظاهرة «لنصرة» مدنية الدولة و غير بعيد عن الفعل وردّ الفعل الذي بات مألوفا لدينا من اليسار واليمين..ستخرج غدا جحافل وحشود من المواطنين يمثلون جمعيات من المجتمع المدني وشخصيات مستقلة في شارع الحبيب بورقيبة ترفع بدورها شعارات في شكل رسائل موجهة لجماعة المجلس التأسيسي تذود فيها عن مدنيّة الدولة وتتمسّك بمطالبها.. وبالتالي فلئن كان من حق كل طرف التعبير بطرق سلمية عمّا يتطلّع إليه في الدستور القادم فإننا نعتبر أن الضغط المبالغ فيه من الشارع على نواب التأسيسي قد ينزلق إلى مزايدات تقف وراءها أطراف سياسية تحشّد الشارع و»تلغّمه» بمطالب سياسوية عجز أصحابها عن بلوغ سدة القرار السياسي فعمدوا إلى محاولة تمرير أفكارهم عبر الشارع.. نحن اليوم نؤكّد على ضرورة أن يلتزم أعضاء المجلس التأسيسي بالحياد والجدية؛ فهم فقط الممثلون للشعب ومن حسن الحظّ أن اختلاف مرجعياتهم السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار يعتبر مكسبا يجعل من الدستور مستجيبا لمختلف المشارب دون أن يقع تحت سطوة «ابتزاز» الشارع المتحمّس ولا أملاءات خارجية ولا مزايدات نحن ندينها بشدة لأنها مدعاة للفرقة لا للوحدة.
من نتائج انتخابات المجالس العلمية كسر في الأنف و7 غرز جزاء طالب القيروان والآخر فر من جندوبة إلى العاصمة رغم أن الاتحاد العام لطلبة تونس لم يكن مستعدا لانتخابات المجالس العلمية حيث لم يقم بحملته الدعائية ولا أيضا تم تشريك الاتحاد عند تحديد موعد إجراء الانتخابات فإن النتائج المبدئية تفيد أنه حصل على 70 % من مجموع المقاعد... وبينت منى الوسلاتي عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد العام لطلبة تونس أن الانتخابات تمت في ظرف صعب فالاتحاد لم يحصل على التمويل فضلا عن تعرضه لتضييقات ورغم ذلك أمكن له تحقيق نتائج باهرة رغم آلة الدعم والحملة الدعائية والامكانيات الكبيرة التي حصلت عليها الجهات المنافسة من حيث الأرقام بينت منى الوسلاتي أنه من المفروض الترشح ل 484 مقعدا لكن 100 مقعد لم يترشح لها، كما أن 20 جزءا جامعيا أجلت انتخاباتها لظروف مختلفة مثل الفيضانات (ماطر وزوبعة المهدية) وتأجلت أيضا في جزء بصفاقس لظرف خاص بالكلية.. تموقع في أكبر الجامعات وفي انتظار استكمال الانتخابات حصل الاتحاد العام لطلبة تونس على 171 صوتا وقد تصل نسبة تشكيلته في الجامعة الى 60% بعد استكمال الانتخابات وأفادت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد أن المنظمة النقابية أغلبية مقارنة بحجم الكميات فباستثناء كليتي العلوم بتونسوصفاقس يتمركز الاتحاد العام لطلبة تونس في أكبر الكليات التي تضم 70% من مجموع الطلبة المرسمين على غرار قفصة ومركبي منوبة و9 أفريل وصفاقس وسوسة وقابس وأيضا الكليات التي استهدفتها السلفية على غرار كلية العلوم القانونية بتونسوالقيروانوجندوبة. كما أن انتخابات المجالس العلمية لم تمرّ دون حوادث ففي كلية رقادة بالقيروان حيث أفادنا عبد العزيز ربعي عضو المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بالقول:« ثمة مجموعة تدّعي أنها مجموعة المسار الطلابي المناضل قدّمت قائمات موازية للاتحاد لكنها فشلت فالاتحاد فاز في 4 أجزاء بالقيروان وتعادل في كلية وانهزم في واحدة وهو ما دفع بهذه المجموعة الى تعمّد تشويه صورة الاتحاد في الانتخابات تخاصمت المجموعة مع مناضلينا وفي اليوم الثاني فاجأتنا مجموعة من الغرباء بجامعة رقادة اعتدت علينا بالعنف فوسيم الرمضاني مثلا طالب بالسنة 2 فلسفة كسر أنفه وخلف تعنيفه 7 غرز على مستوى جبينه.. أما أنا فأعاني من أضرار على مستوى الصدر. تهديدات واعتداءات وفي اتصال ل«الأسبوعي» بوسيم رمضاني أفادنا بالقول:« لقد أصبحت عرضة للتهديدات وكلما رنّ هاتفي إلا ودب في الرعب حيث حاولت مجموعة إثنائي عن تقديم شكوى للأمن لكنني رفضت فأصبحت تهددني وأنا اليوم مستهدف من الجماعات». في جندوبة أيضا غادر مراد الخزري المعهد العالي للعلوم الانسانية باتجاه العاصمة هربا (على حد تعبيره) من المصير المجهول حيث يقول في اتصال بالأسبوعي»:«تم الاعتداء عليّ يوم الانتخابات حيث اعدت ما تسمى بمجموعة صوت الطالب التابعة للنهضة أنه يوم 15 مارس هو يوم الصمت الانتخابي واحتج البعض منهم وعندما بدأت تتضح الرؤية حول النتائج تم تعزيز هذه المجموعة من بقية الأجزاء الجامعية وبالتعاون مع بعض السلفيين تم الاعتداء على 7 طلبة وطالبات بالسب والشتم والعنف.. وتم تعنيفي أنا وقد أعلمت الادارة وتم تحرير محضر جلسة أرسل عبر الفاكس للوزارة». «قطع الرأس» مسلسل العنف تواصل خارج أسوار الجامعة حيث يقول مراد الخزري :«عند مغادرتي الجامعة ويوم الجمعة تعرضت للعنف بمدينة جندوبة من قبل بعض الملتحين بتعلة أني لم أحسن النقاش مع بعض أخواتهم.. كذلك وبينما كنت متوجها الى فرع رابطة الدفاع عن حقوق الانسان بجندوبة تعرّضت للتّهديد وهناك من توعّد بتصفيتي جسديا الى أن فاجأتني مجموعة أخرى منتصبة بالسوق البلدي وهي من الملتحين وتم تهديدي بقطع الرأس ووقع الاعتداء على رفيقات أخريات لذلك قررت المغادرة نحو العاصمة خشية أن تقع تصفيتي فعلا في ظل الانفلات الحاصل...». عبد الوهاب الحاج علي