تونس – الصباح الأسبوعي التلميذة النجيبة الهادئة لم تكن تخطط لأن تصبح مستشارة ولم يخطر ببالها أنها ستقود يوما ما أكثر اقتصاديات أوروبا صمودا وقوة، ولكن الأمور سرعان ما تغيرت فخريجة الفيزياء من جامعة "كارل ماركس" الألمانية، التحقت بعالم السياسة بانهيار جدار برلين.. وبدأت تتمرس بدواليبها.. مرت السنوات بسرعة ليأتي العام 2005 وتنتخب خريجة الفيزياء مستشارة لألمانيا الشخصية السياسية الأكثر شعبية في البلاد، حظيت بألقاب عديدة فهي "المرأة الحديدية " وهي أيضا Mutti "موتي" أو الأم كما يحلو للبعض أيضا تلقيبها بأم الأمة الألمانية..ولكنّ أكثر التسميات التي طالما أطلقت على صاحبة ال59 عاما هي المرأة الأكثر قوة في العالم، لتتصدر غلاف مجلة "فوربس" مرات عدة كأثر الشخصيات تأثيرا في العالم.. كيف لا؟ وهي التي حمت ألمانيا من أن تنزلق إلى دوامة الأزمات المالية التي عصفت بأوروبا منذ أربع سنوات وجه القوة الخالي من التعابير الذي يرافق المستشارة حيث ذهبت، يمنحها هيبة إذا ما اتخذت إجراءات صارمة في التعامل مع الأزمة المالية في قبرص أو اليونان أو أي بلد أوروبي آخر، وجه يخفي إمرأة هادئة وربة بيت من الدرجة الأولى تلاحقها الكاميرا وهي تقتني بعض المأكولات من "السبورماركيت" رغم محاولاتها العديدة أن تجعل حياتها الشخصية بعيدة عن الأضواء. ولكن ليس وجه ميركل بل يداها هو رمز حملتها الانتخابية الأخيرة، تحت شعار "مصير ألمانيا في أيد أمينة" وبعيدا عن الأضواء تهوى المستشارة الطبخ، ووجبتها المفضلة هي رولات اللحم وشوربة البطاطا.. هي طباخة ماهرة.. وكما تحرك أكثر الوصفات الألمانية التي تبدع في إعدادها تحرك كل اقتصاديات أوروبا على نار هادئة. صحيح أن صرامة ميركل لم تجعلها تحظى بشعبية كبيرة في أوروبا، حيث يصورها المتظاهرون دائما في صورة القائدة النازية، إلا أن خياراتها طوال السنوات التي تولت فيها منصبها جعلتها تكون المستشارة الأكثر شعبية في تاريخ ألمانيا لا تستهوي صراعات الموضة وإبداعات المصممين ميركل كثيرا، تكتفي المستشارة بارتداء نفس نمط الملابس بألوانها المختلفة، الصحافة الألمانية وخلال الحملة الأخيرة اعتبرت أن أمام الناخبين الألمان خيارات عديدة فإما ميركل ترتدي اللون الأزرق أو وهي ترتدي الأخضر أو الأحمر أو الأصفر.. وبعد فوز كتلتها في الانتخابات البرلمانية مرة ثالثة مازال أمام ميركل قائمة ألوان عديدة لترتديها وتواصل سياساتها الاقتصادية الناجحة.. الناخبون الألمان بدوا مرة أخرى أوفياء لمستشارتهم فهم لا يميلون إلى التغيير كثيرا كما يؤكد مراقبون، فرحة النصر على ملامح المستشارة قد تدوم أربعة سنوات قادمة ولكن لن يكون بإمكانها الترشح مرة أخرى وعلى الألمان حينها البحث عن بديل للمرأة الحديدية..