بعد أكثر من 22 سنة من الزواج والعيش تحت سقف واحد أقدم الكهل وعمره 57 عاما على قتل شريكة حياته عمرها 48 عاما وترك أربعة أبناء لمصير مجهول بعد أن قادتهم لقمة العيش من مسقط رأسهم بولاية الكاف إلى حي سلتان التابعة لمعتمدية قرمبالية. وقد تحولت «الصّباح» إلى منزل الهالكة حيث خيمت علامات الحزن والهدوء على الأجواء وعلى وجوه بعض المعزين هناك. أم طيبة وأب قاس وبكثير من الدموع والحزن في عينيها حدثتنا ابنة الهالكة وعمرها (22 عاما وأكبر أخوتها الأولاد فأفادتنا أن لها ثلاثة اخوة تتراوح أعمارهم بين 18 عاما و10 أعوام وهم يزاولون تعليمهم في حين تزاول هي تكوينا بمدينة الزهراء. وأضافت أنهم كانوا يعانون منذ صغرهم من تصرفات والدهم القاسية تجاه والدتهم وتجاههم أيضا من ذلك أنه أجبر محدثتنا على الإنقطاع عن الدراسة رغم تفوقها مما دفعها للانتقال من مسقط رأسهم بولاية الكاف لتستقر مع أقاربها بقرمبالية ثم التحقت بها والدتها وأشقاؤها للإقامة هناك حيث مكنهم خالها المقيم بفرنسا من الأموال لبناء منزل بحي سلتان بفندق الجديد واستقروا هناك. وأكدت «نصيرة» أن والدتها كانت حسنة السيرة والأخلاق وطيبة في معاملاتها وقد تأثر لرحيلها جميع أجوارها لأنها كانت حسنة المعشر ومحبوبة من الجميع على عكس والدها الذي كان يهملهم باعتباره كثير التغيب عن المنزل كما أنه يضرب والدتهم لأنها كانت تنصحه بالإنفاق على أبنائه. محاولة قتل فاشلة واصلت ابنة الهالكة حديثها مؤكدة أن والدها خطط ودبر لقتل والدتها بدليل أنه حاول قتلها يوم الاربعاء من الأسبوع الفارط في ذلك اليوم ظن المتهم أن زوجته موجودة بمفردها بالمنزل باعتبار أن أبناءه يدرسون فقدم إلى المنزل وأخذ في لوم زوجته بخصوص قضية في النفقة تقدمت بها ضده بتاريخ سابق أثناء ذلك فوجئت الهالكة بزوجها يجذبها من شعرها ويتولى صفعها ثم يخنقها بغطاء رأسها ثم جثم فوقها وشل حركتها محاولا قتلها خنقا فصاحت ليهرع نحوها أحد أبنائها ودفع والده وافتك منه «الفولارة» حينها تمكنت الهالكة من دفع زوجها الذي طلب السماح ونظرا لطيبة قلبها سامحته وعادت المياه إلى مجاريها بينهما وبقيت نار الحقد الدفين تلتهب في قلب الزوج الذي فشلت محاولته الأولى وأصر على تكرار الثانية للقضاء نهائيا على زوجته وذلك ما تم فعلا. قتلها وسرق أموالها يوم الاثنين خرج الأبناء كعادتهم للإلتحاق بمقاعد الدراسة وتركوا والدتهم في أحسن حال وفي حدود العاشرة صباحا تلقت «نصيرة» إتصالا هاتفيا أعلمها من خلاله أجوارهم بأن والدتها قد أغمي عليها فهرعت عائدة إلى منزلهم لتفاجأ بمشهد مروع لجثة والدتها تعلوها الزرقة والانتفاخ إضافة إلى وجود آثار عنف على كامل بدنها وهي غارقة في دماء إذ نزفت من فمها وأنفها وكان أول من عثر عليها أحد أبنائها الذي عاد إلى المنزل فوجدها تحتضر وفارقت الحياة بوصوله وتولى الأجوار إعلام أعوان الأمن بالأمر ولاحظت محدثتنا أن والدها عمد إلى تفتيش جميع الحقائب اليدوية الموجودة بالمنزل بحثا عن المال بعد أن تأكد من موت زوجته. لم يحس بفظاعة ما ارتكبه أفادتنا «نصيرة» أنها تفاجأت بهيئة والدها لدى قاضي التحقيق بقرمبالية حيث كان يومها في كامل أناقته يتصرف كبطل وأبرزت أنه لم يحس بفظاعة ما ارتكبه. وأكدت ابنة الهالكة أن والدها دبر للعملية باعتباره قدم عشية الأحد إلى المنزل في حالة يرثى لها وعبرت عنها محدثتنا ب«الغول» وعامل والدتها بطريقة لطيفة على غير العادة مما أثار ريبة محدثتنا واستغرابها وكان حينها يخطط لتنفيذ جريمته البشعة. من جهة أخرى ومتابعة للأبحاث الجارية تمسك الزوج بانكار قتله لزوجته معللا ذلك بتواجده بمقر عمله كعامل ببلدية حمام الشط ولكن شهادة الأجوار كشفته لأنهم شاهدوه يتوجه إلى منزله صباح الواقعة حيث ولج إلى غرفة زوجته وتولى الترفيع في صوت جهاز التلفاز وأغلق باب الغرفة كي لا يشاهده أحد ونفذ جريمته. في ختام حديثها أوضحت ابنة الهالكة أنهم يعيشون وضعا ماديا صعبا سيما وأنهم أصبحوا بلا معيل وعبرت عن رغبتها في أن تأخذ العدالة مجراها.