لحزب التعويضات عداوة مبطنة لمفتي الجمهورية عثمان بطيخ حيث لم يتوقف أعوانه عن التهجم عليه رغم أن الرجل فيما صدر عنه من تصريحات وفتاوى لم يخرج عن الاعتدال والالتزام الديني إلا أن هذه المواقف لم يستسغها حزب التعويضات لأنها تتعارض مع خطابه والسياسات التي انتهجها منذ سنة 2011، وحتى يكون المرء منصفا فيما سأروي أشير إلى أن الشيخ لا يحمل عداوة أو موقفا سياسيا من الغنوشي وحزبه فقد سبق له أن أدى فريضة الحج صحبة مجموعة من كبار المتطرفين كما أنه لم يصدر عنه أي موقف سياسي تشتم منه معارضة هذا الطرف أو ذاك رغم أنه عزل مرتين، غير أن المشكلة بالنسبة للشيخ أن مواقفه منضبطة من الناحية الدينية ولكنها سياسيا لا تجد القبول من الغنوشي وعصابته من ذلك: 1) رفضه لِما يسمّى جهاد النكاح وتصريحه بذلك علما وأن هذا النوع من الزنا تحبذه كل الحركات الإرهابية لأنه من الحيل الشرعية التي تبيح الحرام وقد انتشر هذا النوع في الأراضي السورية والعراقية لدى الذين أرسلهم حزب التعويضات هناك تحت مسمى الجهاد. 2) بعد أن صرح الغنوشي بوجوب استقبال العائدين من سوريا وغيرها وقبول توبتهم باعتبارهم لحم نتن علينا أن نعتني به ونحافظ عليه صدر عن الشيخ بطيخ موقف ينصّ على أن هؤلاء المجرمين توبتهم تقية وخداع في حين شبه الخادمي نفسه بالرب حيث قال إن الله تحاور مع إبليس فكيف لا يتحاور هو ونحلته مع السلفيين. 3) لما كلف الشيخ بطيخ بوزارة الشؤون الدينية عمل على عزل أئمة التطرف من نوع الجوادي ولكن قامت قيامة حزب التعويضات في صحفه وتلافيزه باعتبار أن هؤلاء المعزولين هم أئمة الاعتدال والوسطية بل وصل الحمامي إلى حدود الحديث عن تهديد بطيخ للأمن الديني وكان أن رضخ الباجي وعزل الشيخ. 4) منذ أن انتصب حزب التعويضات للحكم سنة 2011 حرك أعوانه وشنها حربا شعواء على المفتي ومنصب الإفتاء وقد تزعم هذه الحملة هشام قريسة رئيس ما يسمى جامعة الزيتونة ونور الدين بن حسن الخادمي الذي اقترح أن يتم إنشاء مجالس جهوية للإفتاء في إطار تفكيك مؤسسات الدولة وقد رد الشيخ على هذا المقترح الخبيث. 5) مؤخرا اعتمد الحكم موقف الشيخ الداعي إلى تعليق صلاة الجماعة حماية للناس من وباء كورونا وهو ما أثار سخط جماعة ما يسمى الزيتونة رغم أن الشيخ كان متسقا مع نفسه ومع الشرع فقد سبق له أن أفتى بأن تجنب السفر إلى البلاد التي بها أنفلونزا الخنازير واجب شرعا. ولأن جواحش حزب التعويضات لم يتمكنوا في فرض خطتهم في الإبقاء على الجوامع مفتوحة كما ذهب إلى ذلك قريسة شنوها حملة شعواء على الرجل آخرها صدر البارحة عن أحد مجاهيل هذه النحلة اسمه قويدر طالب رئيس الجمهورية بعزل الشيخ بطيخ وتعيين آخر مكانه. ما يصدر عمّا يسمى أساتذة جامعة الزيتونة من بيانات هي في حقيقتها ترجمة لمواقف حزب التعويضات وضمن هذا الإطار يجب أن توضع وتقيّم ولا علاقة لها لا بالشرع ولا بالدين ولا بمصلحة الوطن بل هي خدمة يؤجرون عليها بالتفصيل ونقدا.