بعد سنوات من الصراع النفسي والنزاع القضائي بين أم ألمانية وأب تونسي منح القضاء التونسي مؤخرا الأم حق حضانة أطفالها الثلاثة. قرار اثلج صدر الأم القاطنة بمدينة إرفورت بتورنغن الالمانية وثمنه المجتمع المدني الذي وقف إلى جانبها لكنه ظل قرارا مع ايقاف التنفيذ وسيظل كذلك الى حين ظهور الاطفال الذين لم تعثر لهم أمّهم على اثر حسب ما صرّحت به للصحافة الالمانية متهمة الجدّين بإخفائهم عنها على اعتبار ان طليقها قد قبض عليه في فرنسا وتم تسليمه الى المانيا حيث قضي في حقه بالسجن مدة عشر سنوات من اجل اختطاف الاطفال... تقول الام والتي تدعى دورين ماركس إنها تعرّفت إلى زوجها سنة 2000 وأنها ارتطبت به بعد سنة وأنجبا اطفالهم وهم ولدان وفتاة وكانت علاقتهما عادية الى حدود 2008 حيث دبت بينهما الخلافات الزوجية وهدمت حلمهما في تحقيق حياة مستقرة. فقد سافرت معه حسب روايتها في ذلك التاريخ الى تونس في عطلة كان يفترض ان تعيد الهدوء الى نفسيهما لكنها كانت آخر موعد بينهما اذ رفض اعادة الاطفال الى المانيا مخيرا اياها بين البقاء في تونس صحبة اطفالها أو السفر الى بلادها بمفردها وقد اختارت البقاء خشية فقدان اطفالها لكن زوجها حسب قولها لم يحترمها واعتدى عليها بوحشية... واعترفت الام انها حاولت مرارا وتكرارا الفرار من تونس صحبة اطفالها لكن محاولاتها باءت بالفشل وأضافت أنها التجأت الى مراكز الامن والقضاء التونسي لكن دون جدوى فقررت العودة الى المانيا وتحويل القضية الى قضية رأي عام حيث تقدمت في حق زوجها بشكاوى اختطاف الابناء الثلاثة لتصدر في حقه برقية تفتيش دولية ويلقى عليه القبض بموجبها في 2011 في باريس حيث تولت السلطات الفرنسية تسليمه الى السلطات الالمانية .. وبإحالته على انظار القضاء الالماني بالمحكمة الإقليمية مانهايم بتهمة الاختطاف قضي في حقه بالسجن لمدة عشر سنوات. وقد ابدت الام املها في تنفيذ السلطات التونسية بالتنسيق مع مصالح السفارة الالمانية التونسية قرار تسليم الابناء المتراوحة اعمارهم بين ستة وتسعة واثني عشر سنة لوالدتهم البالغة من العمر اربعين عاما بعد العثور عليهم اذ ما يزالون مجهولي العنوان ولم تعثر لهم على اثر وكان اخر عهد لها بهم في مارس 2013.