نشر الغسيل الداخلي لأحزابنا ونخبنا رغم رائحته العفنة فنحن نقبله على مضض مادام داخليا، أمّا وقد تجاوز الحدود فهذا يعني ببساطة أننا خارج الأنساق المفترَضَة للثورة. كيف سنثبت للخارج أننا في المسار السوي حتى يكون لنا صديقا ومساعدا اقتصاديا، طبعا دون تدخّل في قرارنا الوطني، ونحن لا نترك فرصة إلاّ وأثبننا العكس. الجلسة التي عقدها الجبالي في كندا شابها التشنّج بين منتسبي «الجبهة الشعبية» وبعض الحضور المحسوبين على «النهضة» كما كانت ردود الجبالي عامة وجافة.الأجانب الحاضرون سيفهمون ما وقع هو عدم قدرة التونسيين على احترام آليات الحوار الهادئة مهما كانت الخلافات والحوار هو طاولة الفرقاء لا المتفقين!. وعليه، فلا شيء يمنع منتسبا للجبهة من طرح سؤاله على أنْ لا يتجاوز حدود اللياقة، ولا شيء يُضير الجبالي من الردّ بعيدا عن الأفكار المسبقة. ما وقع هناك يشي بأسباب فشل حوارات الداخل وها نحن نُعاني، فاتركوا يا ساسة غسيلنا «دخْلاني»!.