العودة المدرسية: جدول الأوقات جاهز لكل تلميذ!    مختصّة في قانون الشغل تنصحك: هذا شنوّا تعمل إذا تعرّضت للطرد التعسّفي وهذه حقوقك    الحماية المدنية تطفأ 87 حريقا..    أبرز ما جاء في لقاء رئيس الجمهورية برئيس المجلس الرئاسي الليبي..    نقص في صابة الزقوقو وهكذا ستكون الأسعار..#خبر_عاجل    عاجل/ ادارة ترامب تلغي أكثر من 6 آلاف تأشيرة..    خزندار: إيقاف عنصر إجرامي محل مناشير تفتيش لفائدة عدة محاكم    تونس: إيقاف مسافر حاول الاعتداء على سائق مترو    المولد النبوي : شوف كفاش تختار بين الزقوقو التونسي و المستورد؟    غلاء العقّارات في تونس: هذه الحلول التي تُمكّنك من إمتلاك منزلا    هدير عبد الرازق ترد على اتهامات "محتوى غير أخلاقي": لجأت إلى القضاء لحماية سمعتي    تفاصيل الاتفاق المحتمل بين المقاومة وإسرائيل    دخول قسم الطب الباطني الجديد بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة حيّز الاستغلال    المشروبات شديدة السخونة.. "خطر خفي" يهدد صحتك    فاجعة: وفاة طفل بسبب أكلة..!    يهم التونسيين : هكذا سيكون طقس اليوم الثلاثاء 19 أوت    عامر بحبة: ارتفاع الحرارة أيام قليلة فقط ولا وجود لموجة حرّ    أمام 7 آلاف متفرج: الفنان اللبناني آدم يعتلي ركح قرطاج للمرة الأولى في مسيرته    غازي معلّى: الأزمة الليبية لن تُحل إلا بحوار سياسي شامل    رئيسة الحكومة تحل باليابان للمشاركة في قمّة "تيكاد9"..    صدمة علمية: مشروباتنا اليومية مليئة بالبلاستيك...تفاصيل!    ألكاراز يفوز ببطولة سينسيناتي للتنس بعد انسحاب سينر في النهائي    النجم الساحلي يضم لاعب الوسط الليبي نور الدين القليب    أمام 7 آلاف متفرج... الفنان اللبناني آدم يعتلي ركح قرطاج للمرة الأولى في مسيرته    ماكرون.. مكان لقاء بوتين مع زيلينسكي سيحدد خلال ساعات    لدى استقباله المنفي.. سعيد يؤكد ان الوضع الليبي شأن داخلي خالص    ترامب.. اجتماع البيت الأبيض كان مثمرا للغاية وبدأت ترتيبات عقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي    قربة: في انقلاب حافلة خاصة بالعملة: وفاة عاملة وإصابة 20 آخرين    في مهرجان قرطاج: «ثلاثون» يعيد الحياة لإرث فاضل الجزيري    تاريخ الخيانات السياسية (50).. حبس الخليفة المستكفي حتى وفاته    تقصير وسوء تصرّف: وزارة الرياضة تقرّر حل هذا المكتب الجامعي.. #خبر_عاجل    عاجل/ القبض على مسافر تهجّم على سائق مترو    أسعار الزقوقو    إنجاز علمي رائد يعيد لمريض سكري قدرته على إنتاج الأنسولين    وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الأولية للطلبة المعنيين بالتبادل الطلابي مع المغرب والجزائر    الليلة: سماء صافية والحرارة تتراوح بين 23 و32 درجة    عاجل/ "حماس" ترُد على المقترح الجديد لوقف الحرب في غزة    الميزان التجاري الغذائي يسجل فائضا خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025    اتحاد بن قردان يعزز صفوفه بمتوسط الميدان عبد الله العامري    النادي الإفريقي: المسماري جاهز للعكارة .. وتحديد موعد عودة حسن رمضان للمجموعة    من اجل الاستيلاء على أموال الحرفاء: هذا ما تقرّر ضد موظفتين ببنك عمومي..#خبر_عاجل    مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يفتح باب الترشحات يوم 20 أوت للمشاركة في دورته الخامسة عشرة المهداة إلى روح المخرج يوسف شاهين    يهم أحباء هذا الفريق: انسحاب المدرب…    زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    الأفروباسكيت "أنغولا 2025": المنتخب الوطني يخوض غدا ملحق الصعود الى ربع النهائي    أسعار البيض تتراجع: 4 بيضات لا تتجاوز 1200 مليم    تبلغ قيمتها 360 ألف دينار: قاصر يسرق مجوهرات وهواتف جوالة من مركز تدليك..    عرض "رقوج " ... تجربة فنية إبداعية من صنف الكوميديا الموسيقية تبهر جمهور مهرجان صفاقس الدولي    صيف وضيف...الفنّانة التشكيليّة الشابة غادة عسكري (حمام الأنف).. .. رؤى الحداثية لإبراز التّراث العربي الإسلامي    عاجل/ بشرى للتونسيين: كلغ العلوش ب38.900 دينار بداية من هذا التاريخ..    5 مخاطر غير متوقعة لتناول البروتين بكثرة    المنتخب الأسترالي يفوز بكأس آسيا لكرة السلة للمرة الثالثة تواليا    حكايات وحِكم.. يجود علينا الخيّرون بمالهم.. ونحن بمال الخيّرين نجود    تاريخ الخيانات السياسية (49)...توزون يفقأ عيني الخليفة المتّقي    وصول الفنانة الإماراتية أحلام إلى تونس    تيمور تيمور غرق وهو ينقذ ولدو... وفاة صادمة للفنان المصري    عاجل : فلكيا...موعد عطلة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام و الخاص    هام/ عطلة بيوم بمناسبة المولد النبوي الشريف..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيادة اللغوية في مهب الريح
نشر في باب نات يوم 16 - 03 - 2023


كريم السليتي (*)
استغرب عدد من المواطنين من إغفال المركز الثقافي والرياضي للشباب ببن عروس للغة العربية على واجهته الأمامية، حيث حضرت الصينية وحضرت الفرنسيّة، وغابت العربيّة، اللغة الرسميّة للبلاد. وكأن الجانب الصيني يقدم المشروع لفائدة الحكومة الفرنسية وليس لبلادنا وهو ما يمس بشكل مباشر وواضح من سيادتنا الوطنية ، ويعطي الانطباع أننا لا نزال مجرد مستعمرة ملحقة بفرنسا.
...
إن هذه الظاهرة المحبطة المتمثلة في عدم استخدام لغتنا الوطنية لا تزال منتشرة في لافتات عديد المحلات التجارية والمؤسسات الاقتصادية واللافتات الاشهارية وبعض الإعلانات الترويجية. وهو ما قد يعكس ضعف الوعي الرسمي والنخبوي والشعبي بأهمية وضرورة تفعيل استخدام لغتنا الرسمية.
هذه الظاهرة الماسة من سيادتنا اللغوية لا تتعلق باللافتات فقط بل تتعداها لما هو أخطر وهو أن المنظمات الدولية مثل برنامج التنمية للأمم المتحدة والشركات الدولية مثل شركة سامسونج تخصص الصفحة الخاصة بتونس باللغة الفرنسية بينما نفس هذه المنظمات والشركات تخصص صفحات مصر وليبيا وغيرها من الدول العربية باللغة العربية.
الأغرب في هذا الموضوع أيضًا أن مواقع رسمية تونسية لا تدعم اللغة العربية وتخصص كامل الموقع بلغة المستعمر الفرنسي، وأكبر مثال على ذلك موقع ديوان التونسيين بالخارج على الرغم من أن رواد الموقع من التونسيين من مختلف دول العالم وقد لا يتقن بعضهم اللغة الفرنسية.
وإذا قمنا بجولة على مواقع التواصل الاجتماعي نلاحظ أن أغلب الصفحات الرسمية لعدد ليس بالقليل من الوزارات والمؤسسات العمومية باللغة الفرنسية فقط مثل صفحة مؤسسة التلفزة التونسية .
هذه الظاهرة السلبية والخطيرة جلبت انتباه بعد اليوتيوبر والمؤثرين العرب حيث انتشر مقطع فيديو حظي بملايين المشاهدات ليوتيوبر مصري أمريكي في أحد المطاعم التونسية يبدي فيه استغرابه وتعجبه من وجود قوائم الطعام باللغة الفرنسية فقط دون ارفاق اللغة العربية أو ترجمة انجليزية في دولة يفترض أنها عربية وتسعى لاستقطاب السياح من كافة أنحاء العالم.
إن فرض السيادة اللغوية هي أحد أهم ركائز السيادة الوطنية ، فاللغة الفرنسية ليس لها أي صفة دستورية أو قانونية في بلادنا، وقد فُرضت علينا بقوة الحديد والنار من المستعمر الفرنسي الغاشم، وحان الوقت لمزيد دعم سيادتنا الوطنية بتثبيت سيادتنا اللغوية وهذه شيمة كل الدول المتحضرة التي تعتز بهويتها وتدافع بكل شراسة عنها. فإذا زرت باريس أو مونتريال تجد أن جميع اللافتات بالفرنسية واذا زرت ألمانيا تجد جميع اللافتات بالالمانية واذا زرت السويد او موسكو او اسطنبول أو طوكيو فستجدهم لا يستعملون إلا لغتهم الوطنية الرسمية ، فلماذا نقبل نحن التونسيين الدنية في لغتنا الوطنية.
إن بلادنا لا تخلو من المسؤولين الوطنيين المخلصين وعليهم أن يحسموا أمرهم وذلك بالإسراع بإتخاذ جملة من القرارات الهامة لدعم لغتنا العربية وسيادتنا اللغوية وذلك عبر تنفيذ التوصيات الآتية:
- سن قانون لدعم وحماية اللغة العربية على غرار دول عربية اخرى مثل الجزائر وقطر.
- التواصل بشكلٍ رسمي مع المنظمات الدولية والشركات العالمية لحثها على استخدام اللغة الرسمية للبلاد في مواقعها المخصصة للتونسيين وفي اصدار التقارير والدراسات التي تعدها لفائدة الحكومة التونسية باللغة العربية
- استخدام اللغة العربية والانجليزية في طلبات العروض الدولية لتكون دولية فعلا ، حيث انها الآن ومنذ زمن طويل تنشر حصريًا باللغة الفرنسية وبالمعايير الفرنسية وهو ما يجعلها وكأنها موجهة للفرنسيين دون غيرهم.
- إلزام الاذاعات والقنوات التلفزيونية العمومية والخاصة باستخدام اللغة العربية أو لهجتنا التونسية الأصيلة دون تشويهها بالرطانة بالمفردات الفرنسية.
- مراجعة شاملة للضوارب المجحفة لمادة الفرنسية ومراجعة مدى جوى مواصلة تدريس المواد العلمية بها، خاصةً وأنها السبب الاول للنسب العالية من التسرب المدرسي وضعف التحصيل العلمي.
- الزام جميع التجار والمؤسسات والمطاعم على استخدام اللغة العربية في اللافتات الخارجية والاعلانات وكشوف الأسعار والفواتير وقوائم الطعام والقوائم المالية.
- منع بيع الأدوية التي لا تتضمن وصفة مترجمة للغة العربية مع تشجيع الأطباء على كتابة وصفاتهم الطبية باللغة العربية ليتسنى للمريض فهم كيفية استخدام الأدوية وطريقة العلاج
- الزام جميع الوزارات والمؤسسات العمومية والشركات التي تمتلك الدولة جزءً من رأسمالها باستخدام اللغة العربية في عناوينها على وسائل التواصل الاجتماعي ومنشوراتها الموجهة للتونسيين.
-الزام المسؤولين الاداريين والسياسيين بالحديث باللغة الرسمية للبلاد في المناسبات الرسمية والعامة وخاصة لدى توجههم بالحديث للتونسيين .
- القيام بحملات اعلامية وميدانية مكثفة للتوعية بأهمية استخدام اللغة العربية والاعتزاز بها والترويج إليها في جميع المجالات دون استثناء
* كاتب وباحث في السياسات العمومية
تابعونا على ڤوڤل للأخبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.